728

الأحد، 27 سبتمبر 2009

هل يعود البعثيون العراقيون بسوريا؟



أكثر من مليون ونصف المليون عراقي يقيمون في سوريا (الأوروبية-أرشيف)

ذكرت مجلة تايم الأميركية أن الولايات المتحدة ظلت تحث الحكومة العراقية سراً على الشروع في تحقيق مصالحة وطنية تشمل أنصار النظام السابق من البعثيين, وذلك للحد من خطر العنف الطائفي في البلاد بعد سحب قوتها من البلاد.

وفي تقرير لمراسلها من دمشق يتناول احتمالات عودة البعثيين العراقيين المقيمين في سوريا إلى وطنهم, قالت المجلة في عددها الأخير أن من الأمور المبشرة في هذا الصدد تغير نظرة العديد من بعثيي العراق المقيمين في سوريا تجاه ما يجري في بلدهم من أحداث.

وأشار التقرير إلى أن البعثيين في سوريا –الذين يبلغ عددهم نحو أربعمائة ألف شخص من بين 1.5 مليون عراقي متبقٍ هناك- انقسموا إلى فصيلين: أحدهما متشدد يقوده نائب رئيس الجمهورية السابق عزة إبراهيم الدوري, وآخر معتدل بزعامة محمد يونس الأحمد, العضو القيادي في حزب البعث إبان النظام السابق.

وبدأت مجموعة محمد يونس اتصالاتها بالحكومة العراقية في 2007, وعقدت مؤتمرا لتقييم الأخطاء التي ارتكبها نظام صدام حسين, وأعلنت رفضها نظريات حزب البعث القديمة متبنية نمطا من السياسات أكثر ديمقراطية.

وأوضحت المجلة أن فصيل الدوري أبدى كذلك مؤشرات على الاعتدال عقب الهجوم على مبانٍ حكومية في بغداد في أغسطس/آب الماضي والذي أسفر عن مقتل 95 شخصاً.

وكشف نزار السامرائي المقرب من حزب البعث في مقابلة مع المجلة نفسها الشهر الماضي أن جماعته قلقة من تعاظم النفوذ الإيراني على الحكومة العراقية أكثر منه على إجبار القوات الأميركية على الانسحاب من البلاد.

رغبة أكيدة واهتمام قليل

"
لم تبد حكومة المالكي من جانبها كبير اهتمام في فتح ولو حوار مع سوريا أو البعثيين السابقين بشأن عودة هؤلاء النهائية إلى العراق
"

وألقت حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مسؤولية الهجوم على البعثيين السابقين المقيمين في سوريا حتى بات ذلك مثار خلاف متصاعد بين حكومتي البلدين.

على أن الحقيقة التي توارت خلف هذا النزاع هي أن توجه سوريا إزاء تأمين حدودها مع العراق بدأ يطرأ عليه تحول وإن كان بطيئاً, وأن البعثيين ينشدون العودة إلى وطنهم بعد أن أبدوا رغبة في المشاركة سلمياً في "ديمقراطية العراق الوليدة".

لكن المجلة تستدرك قائلة إنه ليس كل البعثيين بطبيعة الحال تحولوا من "صقور إلى حمائم", وإن سوريا لن توقف –كما يرى كثير من المراقبين- كل عمليات المتمردين على حدودها إلى أن يتم التوصل إلى تسوية سلمية في المنطقة مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

غير أن حكومة المالكي لم تبد من جانبها كبير اهتمام في فتح ولو حوار مع سوريا أو البعثيين السابقين بشأن عودة هؤلاء النهائية إلى العراق.

غير أن إلقاء المالكي مسؤولية الهجوم الانتحاري على محمد يونس ومطالبته سوريا بتسليمه إليها يعد مؤشراً على عدم رغبته في التفاوض مع البعثيين السابقين, بحسب فاضل الربيعي, وهو محلل سياسي عراقي يقيم في سوريا.

المصدر: تايم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا