728

الأحد، 27 سبتمبر 2009

بدء التحضيرات لزيارة قريبة يقوم بها العاهل السعودي إلى دمشق

تستأنف غداً الاثنين مشاورات تأليف الحكومة اللبنانية وسط تفاؤل بدأ يلوح في الأفق بعد الزيارة التي قام بها الرئيس السوري للسعودية والتقى خلال العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز. وبدأ الحريري الخميس استشاراته النيابية غير الملزمة حول شكل الحكومة، علمًا أن هذه الاستشارات التي تعتبر الأطول في تاريخ لبنان، وذلك بعد مرور ثمانين يومًا على تكليفه الاول، وستة ايام على اعتذاره عن القيام بالمهمة بسبب عمق الخلافات مع الاقلية على الحقائب والاسماء.

بيروت: علمت "إيلاف" ان الدوائر الرسمية في دمشق بدأت الإستعدادات والتحضيرات لزيارة مرتقبة يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الى سوريا تلبية لدعوة متجددة وجهها اليه الرئيس الدكتور بشار الأسد خلال مشاركته قبل أيام في افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في جدة. وذكرت مصادر سورية مطـّلعة انها تتوقع حصول الزيارة خلال شهر اكتوبر (تشرين الأول) المقبل لافتة الى ان بياناً رسمياً سيصدر بهذا الخصوص في كل من الرياض ودمشق يعلن فيه الموعد النهائي للزيارة.

وأكد مصدر سعودي مسؤول لـ "إيلاف" عزم الملك عبدالله بن عبد العزيز لقاء الرئيس الأسد في العاصمة السورية في وقت قريب، واصفاً الأجواء التي سادت اجتماعها في جدة ب "الطيبة جداً" متوقعاً ان تنعكس ايجاباً على الوضع العربي بصورة عامة بما في ذلك الوضع الداخلي في لبنان.

وفي بيروت استمرت أمس ردود الفعل المرحبة باللقاء الذي جرى بين العاهل السعودي والرئيس السوري. وأدلى نواب في الموالاة والمعارضة بتصريحات تحدثوا فيها عما يمكن أن يأتي به اللقاء من انفراج في موضوع تأليف الحكومة من دون أن يخفي البعض منهم حذره من الإفراط في التفاؤل بهذا الصدد. فرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أبلغ "إيلاف" ان لا شيء واضحاً حتى الساعة بالنسبة لتشكيل الحكومة وعملية توزيع الحقائب والاسماء فيها، مشيراً الى انه خلال اجتماع الكتلة مع الرئيس المكلف سعد الحريري كان الأخير مستمعاً معظم الوقت بعد ان طرح اسئلة تتناول مختلف القضايا المتعلقة بالشأن اللبناني، وقد تحدثنا بشكل عام عن الأوضاع التي من المفترض ان تعنى بها الحكومة.

ولـُفت في هذا الاطار ما قاله عضو كتلة المستقبل النائب نهاد المشنوق غداة الزيارة المفاجئة التي قام بها الريس السوري الى جدة، ثم عاد وكرره في حديث تلفزيوني أمس من أنه يعتبر الزيارة المذكورة حدثاً سياسياً مهماً يريح الأجواء على الساحة اللبنانية إلا أن ذلك لا يعني ولادة حكومة بين ليلة وضحاها.

كما ان الوزير السابق النائب سليمان فرنجية صرح اثر اجتماع كتلته (لبنان الحر الموحد) مع الرئيس المكلف أمس بأن المعارضة متمسكة بمطالبها السابقة التي تقدمت بها خلال التكليف الأول ومنها الإبقاء على وزارة الاتصالات في يد من يشغلها حالياً في حكومة تصريف الأعمال الوزير جبران باسيل، كما ظهر مطلب جديد لفرنجية برفضه ما عرضه الحريري في تشكيلته الحكومية المقترحة السابقة لجهة اعطاء كتلته وزارة دولة والتمسك بالحصول على حقيبة وزارية رابطاً مسألة المشاركة بالحكومة بنوع الحقيبة التي ستمنح له. وذهب فرنجية أبعد من ذلك لدى سؤاله عن تأثير معادلة "سين-سين" على المشهد الحكومي بقوله ان عودة هذه المعادلة الى نشاطها لا تعني تنازل المعارضة عن مطالبها.

كذلك بدا واضحا ان لكل من "القوات اللبنانية" و "الكتائب اللبنانية" مطالب مغايرة لما حظيت به على صعيد الحقائب الوزارية في التشكيلة المذكورة من هنا جاء اعلان كل من الطرفين عن الحاجة الى لقاءات أخرى مع الرئيس المكلف، مما يعني اطالة موعد الإستشارات النيابية غير الملزمة التي يقوم به الحريري الى ما بعد الثلثاء المقبل وهو الموعد الذي حدد لانتهائها.

وإذا كانت الأوساط السياسية المتابعة لملف تشكيل الحوكمة الجديدة أبدت ارتياحها لما رافق حركة استشارات الرئيس املكلف مع الكتل البرلمانية والنواب المستقلـّين من مواقف ايجابية مشجعة، منوهة بما رافق ذلك من تراجع واضح للسجالات التي كانت محتدمة قبل بدء الاستشارات، إلا ان هذه الاوساط ما فتئت تترقب حركة رئيس مجلس النواب نبيه برّي، خصوصاً انه ما زال صائماً عن الكلام وقد أضاف اليه مقوله "لا تقول فول حتى يصير بالمكيول"، معبراً بذلك عن عدم لمسه حتى الساعة ما يدل على ان طبخة الحكومة الجديدة وضعت على النار، فيما التحضيرات لها لم تكتمل بعد وما زالت في بداياتها الأمر الذي يتعذر معه معرفة نوع الطبخة قبل طعمها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا