728

الثلاثاء، 18 أغسطس 2009

بارونات مخدرات مطاردين وتهريب بحيل جهنمية في المغرب

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: الصيف، فصل لا يمر كباقي الفصول على مزارعين ومهربي المخدرات في المغرب، فكلما بدأت درجات حرارة هذا البلد في الارتفاع، إلا وتفجر ملف جديد حول شبكات التهريب الدولي للمخدرات، بعد أن تحرق أشعة الشمس أسماء شخصيات وازنة، قد تكون وراء دفة أجهزة أمنية حساسة في الدولة. ورغم القائمة الطويلة لعدد الشبكات المفككة في المملكة، إلا نشاط مافيات التهريب الدولي للمخدرات ما زال مكثفا، بحثا عن منافذ لإخراج بضاعتهم إلى أوروبا.

وجاءت آخر الأوراق المتساقطة من شجرة المافيات الدولية لتهريب المخدرات، قبل يومين، عندما أوقفت الأجهزة الأمنية، في مدن متفرقة بالشمال، 16 شخصا متورطين في قضايا الاتجار في المخدرات عبر التراب الوطني، في عملية أمنية شملت مجموعة من أباطرة المخدرات.
وحسب بلاغ للإدارة العامة للأمن الوطني فإن من بين الموقوفين، اثنى عشر مبحوث عنهم من طرف مختلف الأجهزة الأمنية، فيما يشكل أربعة أشخاص عصابة إجرامية مختصة في ترويج المخدرات القوية.

وكشف أن هذه العملية، التي شملت إيقاف "مجموعة من أباطرة المخدرات"، أسفرت عن "حجز كمية مهمة من المخدرات الصلبة، بالإضافة إلى مجموعة من الوثائق مكونة من بطاقات التعريف الوطنية، ورخص السياقة المزورة، ومجموعة من الآليات والسيارات التي كانت تستغل من طرف أفراد هذه العصابات لتسهيل نشاطهم الإجرامي"، وأضاف "أن هذه العملية تأتي في إطار السياسة المسطرة من طرف السلطات العمومية في مجال محاربة الإتجار في المخدرات العادية والقوية، وتبعا للجهود التي تبذلها المصالح الأمنية لمحاربة هذه الظاهرة، واستغلالا للمعلومات التي تم تجميعها في هذا السياق".

وأشار إلى أن "الأبحاث والتحريات في هذه القضية تجري تحت الإشراف المباشر للنيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء"، مبرزا أن المتورطين في الأفعال الإجرامية المذكورة، سيحالون على العدالة.

وكانت السلطات الأمنية، قبل شهور، فككت شبكة دولية للتهريب الدولي للمخدرات أسفرت عن اعتقال من 32 مدنيا، و29 فردا من البحرية الملكية، و17 من الدرك الملكي، و23 من القوات المساعد، وعنصر واحد من القوات المسلحة الملكية، وتوبع هؤلاء بتهم "تكوين عصابة إجرامية، والاتجار الدولي في المخدرات، والارتشاء، وعدم التبليغ عن وقوع جناية".

حيل المهربين وآلة التدمير

رغم المراقبة المشددة في الموانئ والمطارت، وتعزيز الحدود البرية بعناصر إضافية من الجيش، إلا أن المهربين لم ييأسوا من تكرار المحاولة باللجوء إلى حيل جهنمية، يصعب على العقل تقبلها. ومن بين هذه الحيل، يؤكد مصدر أمني مطلع لـ "إيلاف"، تفريق الكميات المهربة على مخابئ سرية تصنع داخل هياكل السيارات الخفيفة، بدل الشاحنات التي تمر عبر جهاز "السكانير"، بالإضافة إلى تهريب المخدرات داخل الأحشاء، سواء في الأمعاء عبر ابتلاعها، أو عبر الجهاز التناسلي للمرأة، وذكر المصدر نفسه أن حالات من هذا النوع نقلت إلى المستشفيات لاستخراج كميات المخدرات التي توجد بداخلهم قبل أن تودي بحياتهم.

وأبرز أن حيل أخرى يجري اللجوء إليها، منها تهريب الحشيش في الكراسي المخصصة لذي الاحتياجات الخاصة، وأيضا في الحلويات، أو داخل علب تصبير، أو في أنابيب وثياب تصدر إلى الخارج. وتعد الأمعاء "المخزن المتنقل" الأكثر استعمالا من طرف شبكات تهريب الكوكايين، إذ إنهم لا يترددون في تكرار محاولاتهم، مستعينين بالمهاجرين الأفارقة الذي يبدون استعدادهم للقيام بأي شيء مقابل العبور إلى الضفة الأخرى، حتى لو كان الثمن في بعض الأحيان حياتهم.

لعبة الكر والفر على أبواب المنافذ المؤدية إلى أوروبا، تواكبها حرب مستعرة في مزارع القنب الهندي في الشمال، حيث جرى تدمير آلاف الهكتارات وإيقاف عشرات المزارعين، وتحرير مذكرات بحث في حق المئات منهم. ففي محافظة تاونات، تم تقليص المساحة المزروعة بالقنب الهندي إلى 70 في المائة، كما دمر 2032 هكتار.

وقادت عمليات المكافحة أيضا إلى إيقاف 101 بعضهم متلبسين بعملية حرث الأرض، فيما وصلت لائحة المبحوث عنهم إلى 1500 مزارع. وأدت هذه الحرب المستعرة إلى ارتفاع أسعار القنب الهندي بالمغرب إلى ثلاثة أضعاف، بسبب قلة المنتوج، خاصة "الكيف البوري". وذكرت مصادر متطابقة أن غبرة الحشيش انتقل ثمنها من 1600 درهم (200 دولار) إلى 4000 درهم (498 دولار).

ومكنت نتائج العمليات، التي أنجزتها مصالح الإدارة العامة للأمن الوطني السنة الماضية، من تقليص الكميات المصادرة من القنب الهندي إلى 60 طنا و278 كلغ، مقابل 65 طنا و14 كلغ سنة 2007، والكميات المصادرة من الكوكايين إلى 32 كلغ و167 غراما مقابل 209 كلغ و17 غراما سنة 2007، والكميات المصادرة من المواد المهلوسة إلى 41 ألفا و880 وحدة مقابل 50 ألفا و816 وحدة سنة 2007، في حين ارتفعت الكميات المصادرة من الهيروين إلى 5 كلغ و471 غراما مقابل كلغ واحد و917 غراما سنة 2007.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا