| ||||
إن نظرة عابرة للخريطة الإستراتيجية لقوات الناتو بأفغانستان تظهر أن وضعها يقترب من الوضع الذي كانت عليه القوات السوفياتية هناك قبل 25 عاما: عدد مماثل من القوات وعجز مشابه عن إحكام القبضة على المناطق التي يجري تطهيرها من المتمردين, فهل غدت المهمة الأفغانية مستحيلة؟ وهل لا يزال بالإمكان إنقاذ الموقف؟ هذا ما ناقشته الصحف البريطانية والأميركية الصادرة اليوم الاثنين، مبرزة دوافع الكثيرين للانخراط في صفوف حركة طالبان وأسباب تمكن هذه الحركة من الإمساك بزمام المبادرة في أفغانستان في الوقت الحالي. المهمة المستحيلة وقالت إن العكس ربما يكون صحيحا, إذ الواضح حسب التقارير الصحفية أن طالبان تشن عملياتها بسهولة مستخدمة مجموعات قليلة تهاجم ليلا واثقة من دعم السكان المحليين, المنحدرين -في الغالب- من نفس القبيلة. وإن الملاحظ أن القوات التابعة للقائد المتحالف مع طالبان جلال الدين حقاني تقوم بزرع الألغام وشن الهجمات بكل ثقة مهما كان حجم القوة الأجنبية التي تواجههم. بل إن أحدهم أكد لمراسل غارديان في أفغانستان غيث عبد الأحد أن زيادة القوات الأجنبية في أفغانستان لا تعني بالنسبة لهم إلا زيادة الأهداف. ولا تزال قوات الشرطة والجيش الأفغاني تتلكأ في قبول الانتشار بالمناطق التي يقول الأميركيون والبريطانيون إنهم "طهروها" من المتمردين لإدراكهم بصعوبة التفريق بين المقاتل والمدني. والحقيقة -تقول الصحيفة- هي أننا بعد ثماني سنوات من الحرب لم نكون فكرة واضحة عمن هم أعداؤنا، ولا عن كيفية تمييزهم عن السكان المحليين. بل ترى صحيفة فايننشال تايمز اللندنية أن حلف شمال الأطلسي لن ينشر أبدا ما يكفي من القوات بأفغانستان لهزيمة طالبان. وتؤكد الصحيفة أن نظرة عابرة للخريطة الإستراتيجية لقوات الناتو بأفغانستان تظهر أن وضعها يقترب من الوضع الذي كانت عليه القوات السوفياتية هناك قبل 25 عاما: عدد مماثل من القوات وعجز مشابه عن إحكام القبضة على المناطق التي يجري تطهيرها من المتمردين. "وما يريده شعبنا وقواتنا هو الصدق التام بشأن مهمتنا في أفغانستان" حسب ما نقلته صحيفة ذي إندبندنت اللندنية عن المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الليبرالي ببريطانيا نيك هارفي. وتعليقا على قول وزير الدفاع البريطاني بأن القوات الأفغانية قد تكون قادرة خلال عام من الآن على السيطرة على المناطق التي ينتشر بها البريطانيون مما سيفتح الباب أمامهم للانسحاب, يرى هارفي أنه "بدلا من إغواء الرأي العام بالتفاؤل الكاذب, كان على إينسوورث أن يعترف أننا بحاجة إلى تغيير إستراتيجيتنا في أفغانستان من حملة عسكرية صرفة إلى حملة تركز على تحقيق السلام عبر تسوية سياسية حقيقية" عشرة آلاف حرب فسيترمان يرى أن أي إستراتيجية جديدة بأفغانستان لن يكتب لها النجاح ما لم تأخذ في الحسبان أن ما يجري بهذا البلد ليس حربا واحدة وإنما آلاف الحروب المختلفة من حيث دوافعها وتنظيمها وإمكانيات حلها. ويؤكد الكاتب أن لكل منطقة بأفغانستان حقائقها الخاصة التي قد تتطلب تغاضي القوات الأجنبية عن زراعة الأفيون أو مكافحتها أو مفاوضة المتمردين أو مقارعتهم. ويضيف أن المفارقة في أفغانستان هي أن الإستراتيجية المناسبة له هي تلك التي تعترف بأن لا وجود لمثل تلك الإستراتيجية, إذ لا بد من المرونة في التعامل والتكيف مع الأوضاع. ويختم مقاله بالتأكيد على أن الإستراتيجية الصحيحة في بلد عشرة آلاف حرب هي تلك التي تدمج بين الأولويات الوطنية والحقائق المحلية المتباينة. استبداد الأقلية ويؤكد هاريسون أن أحد أهم مبررات تأييد كثير من البشتون لتمرد طالبان هو كون أثنية الطاجيك, التي تعتبر غريمهم التاريخي, تتحكم في كل مفاصل الحكم. |
728
الثلاثاء، 18 أغسطس 2009
أفغانستان المهمة المستحيلة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك على الخبر