728

الثلاثاء، 18 أغسطس 2009

واشنطن تقدم خطة سلام للشرق الأوسط الشهر المقبل



واشنطن- وكالات:
بحث باراك اوباما الرئيس الاميركي مع نظيره المصري حسني مبارك في البيت الابيض اليوم سبل تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط في وقت صرح المتحدث باسم مبارك ان اوباما قال لنظيره المصري ان الولايات المتحدة تأمل في تقديم خطة سلام في ايلول/سبتمبر المقبل قال المتحدث سليمان عواد "ان اوباما قال اليوم انه يأمل (...) التمكن من تقديم خطة سلام خلال الشهر المقبل، في ايلول/سبتمبر، عند افتتاح الدورة الجديدة للجمعية العامة للامم المتحدة". واعتبر مبارك ان الوقت قد حان للانتقال الى مفاوضات "الحل النهائي" بين اسرائيل والفلسطينيين لايجاد تسوية للقضايا التي تعرقل التوصل الى اتفاق سلام، مشيرا الى ان الخطاب الذي ألقاه اوباما في القاهرة في حزيران/يونيو الماضي "بدد كافة الشكوك" بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي.

بدوره اشاد اوباما ب"الخطوة في الاتجاه الصحيح" التي اتخذتها اسرائيل بشأن المستوطنات، ودعا الدول العربية والفلسطينيين الى اتخاذ خطوات مماثلة تجاه اسرائيل.وقال اوباما اثر استقباله الرئيس المصري حسني مبارك للمرة الاولى في البيت الابيض "هناك خطوة في الاتجاه الصحيح" من قبل اسرائيل.واضاف "لدي امل في رؤية خطوات، ليس من الاسرائيليين فقط وانما ايضا من الفلسطينيين، للمضي قدما وإحراز تقدم في مجال الامن وفي ان تظهر الدول العربية حسن نية تجاه اسرائيل".

والتقى الرئيسان اليوم في أول زيارة لمبارك للولايات المتحدة منذ عام 2004. ولم يزر مبارك الولايات المتحدة منذ ذلك الحين بعد أن أغضب الرئيس الأميركي الاسبق جورج بوش مصر بتركيزه على النهوض بالديمقراطية في الشرق الأوسط وانتقاده لسجلها في مجال حقوق الانسان.

وجعل أوباما إيجاد حل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني من بين القضايا التي تتصدر أولوياته وهو أقل تطرقا للحديث عن قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية والحكم الرشيد في المنطقة.

وقالت تمارا كوفمان ويتس الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في معهد بروكينجز في واشنطن لرويترز "الزيارة رمز لعودة دفء العلاقة التي شهدت كثيرا من التوتر خلال فترة تولي الرئيس بوش السلطة."

وتأتي زيارة مبارك في وقت تضغط فيه إدارة أوباما على الدول العربية المعتدلة لأخذ خطوات يمكن ان تشجع اسرائيل على تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.

وترفض الدول العربية حتى الآن فكرة اتخاذ خطوات مثل منح الطائرات المدنية الاسرائيلية حق التحليق في مجالها الجوي والسماح لاسرائيل بفتح مكاتب لرعاية مصالحها في سفارات أجنبية في الدول العربية.

وتقول الدول العربية ان اسرائيل هي التي يجب ان تتخذ خطوات لإحياء عملية السلام بينما تطالب اسرائيل الفلسطينيين والدول العربية بالمزيد من الخطوات كي تتقدم عملية السلام.

وكان مبارك ، الذي يتولى السلطة منذ 27 عاما، صرح في حديث لشبكة التلفزيون الاميركية سي.بي.اس مساء الاثنين بان الناخبين المصريين هم الذين سيختارون خليفته في الوقت الذي يتهمه معارضوه بالاعداد لتوريث نجله جمال الحكم. وقال مبارك (81) "لا احد يعلم من سيكون خليفتي، لان لدينا انتخابات".

واضاف الرئيس المصري، الذي رفض اكثر من مرة اتهامات المعارضة بالسعي الى اعداد نجله جمال (45 عاما) لتولي خلافته "عند الانتخابات الناس هم الذين سيقررون". ولم يكشف الرئيس مبارك ما اذا كان ينوي الترشح الى الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2011 وقال "لا افكر في ذلك في الوقت الراهن".

وكان مبارك فاز عام 2005 في اول انتخابات رئاسية تعددية في مصر. وقبل ذلك كان المصريون يصوتون في استفتاء على المرشح الذي يختاره مجلس الشعب. وبشأن ما اذا كان على خليفته ان يضمن اولا دعم الجيش المصري قال مبارك "لا، لا اوافق على هذا القول".

من جهة اخرى اكد مبارك عدم شعوره بالقلق من تصاعد نفوذ جماعة الاخوان المسلمين وعلاقاتهم بجماعات اخرى في المنطقة. وقال "سواء كانوا جيدين ام سيئين، طالما انهم لا يرتكبون جرائم ارهابية، فان الامر سيان بالنسبة لي". ونفى ان تكون الجماعة تتعرض للظلم بعدم السماح لها بتسجيل نفسها كحزب سياسي.

وقال "هؤلاء الاشخاص لا يستطيعون تشكيل حزب سياسي لان دستورنا يقضي بمنع قيام احزاب على اساس ديني" مضيفا "لكن الاخوان المسلمين موجودون في البرلمان كنواب مستقلين حيث ان هناك نحو 80 منهم". يشار الى ان منذ نجاحهم التاريخي في الانتخابات التشريعية عام 2005 يشغل الاخوان المسلمون خمسة مقاعد في مجلس الشعب الذي ترشحوا له كمستقلين.

هيومن رايتس تدعو أوباما للتركيز على قضايا حقوق الإنسان خلال اجتماعه مع مبارك

وكانت منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) دعت الرئيس الأميركي إلى التركيز على أهمية حقوق الإنسان خلال اجتماعه مع نظيره المصري. وقالت المنظمة إن السلطات المصرية "تحتجز المدونين والناشطين ورموز المعارضة تعسفاً وتدينهم في محاكمات غير منصفة، وتنتهك حقوق اللاجئين والمهاجرين بما في ذلك إطلاق النار على المهاجرين الذين يحاولون العبور إلى خارج الحدود المصرية واحتجازها تعسفاً للكثير منهم".

واضافت أن قانون الطوارئ المصري المعمول به منذ 28 عاماً "يسمح للسلطات باحتجاز الأفراد تعسفاً ومحاكمتهم في محاكم أمنية استثنائية لا تفي بالمعايير الدولية للمحاكمات العادلة، وقامت الحكومة المصري بتجديد العمل بقانون الطوارئ في مايو/أيار 2008 لمدة عامين، ليستمر في كونه السند وراء الاحتجاز التعسفي والمحاكمات غير العادلة رغم وعود متكررة من الرئيس مبارك وآخرين من كبار المسؤولين بعدم التجديد". واعتبرت المنظمة زيارة مبارك إلى واشنطن "لحظة فاصلة يجب أن تعرض فيها الولايات المتحدة موقفها من انتهاكات حقوق الإنسان، لا سيما على ضوء سجل مصر الحقوقي المُنتقد على نطاق واسع".

وقال جو ستورك نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش "يجب على الرئيس أوباما أن ينقل رسالة واضحة مفادها أن حقوق الإنسان في مصر هي من الاهتمامات الأساسية لإدارته لأنها على أعتاب مرحلة انتقالية والطريق مفتوح أمامها لإجراء إصلاحات حقيقية". واضاف ستورك "على الرئيس أوباما أن يدعو للإفراج عن جميع السجناء السياسيين في مصر، ويحث الرئيس مبارك على وضع حد لحالة الطوارئ واحترام حقوق المهاجرين".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا