728

الثلاثاء، 18 أغسطس 2009

دعوة لأوباما لتنفيذ وعوده



سعد الدين إبراهيم: أوباما انتخبه الناس بوصفه بطلا للتغيير (الفرنسية-أرشيف)

انتقد الكاتب المصري سعد الدين إبراهيم سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن ما سماه نكثه للوعود التي أطلقها إبان الحملة الانتخابية للرئاسة الأميركية خاصة ما يتعلق منها بشأن الوضع العربي الراهن.

وأوضح إبراهيم وهو أستاذ في الجامعة الأميركية بالقاهرة ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية في مقال له نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن أوباما كان تعهد بعدم تقديم أي دعم "للطغاة المستبدين" وأن الرئيس الأميركي يستقبل في الوقت نفسه نظيره المصري حسني مبارك في البيت الأبيض.

وأضاف الكاتب الذي كان تعرض للاعتقال على يد السلطات المصرية في الفترة بين 2000 و2003 أن الترحيب غير الطبيعي الذي يقوم به الرئيس الأميركي إزاء ضيفه إنما يبعث برسائل مشوشة إلى أولئك الذين عملوا جاهدين لانتخاب أوباما بوصفه "بطلا للتغيير".

ومضى إلى أن تلك الرسائل المبهمة تعد مخيبة لآمال الشعوب في مصر وأفريقيا والعالم العربي الذين باركوا فوز أوباما ورحبوا به بوصفه أول رئيس أميركي من أصل أفريقي.

50 مليارا
وقال الكاتب إن مبارك البالغ من العمر 82 عاما الذي يحكم مصر منذ 28 عاما تلقى مساعدات أميركية تقدر بأكثر من 50 مليار دولار دون أن ينجح في تقديم أي شيء لشعبه في مصر، ودون أن يسهم في تقديم مقدار ذرة بشأن السلام في المنطقة تعقب ما قدمه سلفه أنور السادات من إنجاز عبر اتفاقية كامب ديفد قبل 32 عاما.

ودعا إبراهيم الرئيس أوباما لقراءة تقرير التنمية البشرية الأخير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للتنمية كي يرى كيف تدنت مرتبة مصر بذلك الشأن على المستويين الإقليمي والدولي، كما دعاه للاطلاع على التقارير السنوية لمنظمة العفو الدولية وهيومان رايتس فيرست وهيومان رايتس ووتش وفريدم هاوس، التي قال الكاتب إنها كلها تشير إلى انعدام الديمقراطية وإلى انتهاكات هائلة لحقوق الإنسان في عهد مبارك إضافة إلى التعذيب والإخفاء القسري للناس.

وأضاف الكاتب أن بلاده تشهد تزايدا في مظاهر التعصب واستخدام العنف ضد المسيحيين الأقباط، مشيرا إلى حدوث أكثر من 40 هجوما ضد الأقباط بعد زيارة أوباما الأخيرة للقاهرة.

كما انتقد إبراهيم السياسة الخارجية الأميركية في عهد أوباما وأوضح أنها لم تزل تستخدم النهج السياسي القديم في التعامل مع من وصفهم ببعض الحكام العرب من "الطغاة والمستبدين".

أقوال وأفعال
وقال الكاتب إنه باستثناء ميزة الخطاب التفاؤلي لأوباما، بات العرب والمسلمون ينظرون إلى الرئيس الأميركي بوصفه يشبه غيره من سابقيه من رؤساء الولايات المتحدة الذين يهمهم الحفاظ على الوضع العربي الراهن وإبقاء كل شيء على ما هو عليه.





واختتم بدعوة أوباما إلى ترجمة الأقوال إلى أفعال وإلى تنفيذ وعوده، وأشار إلى أن الناس في الشرق الأوسط الذين لاموا بوش إزاء تراجعه السريع عن أجندته بشأن الحرية إنما ينحون اليوم بنفس اللوم على أوباما في ظل عدم تنفيذه وعوده بدعم الديمقراطية وسيادة القانون التي قطعها على نفسه قبل حوالي شهرين إثر زيارته للقاهرة.
المصدر: وول ستريت جورنال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا