728

الثلاثاء، 18 أغسطس 2009

الفلكيون ضبطوا حساباتهم وانتهوا... لكن العين المجردة أصدق عند القضاة





الرياض - ماجد الخميس

تعوّد السعوديون قبيل كل شهر رمضان، طرح العديد من المناقشات والتساؤلات المتكررة، سواءً حول ارتفاع أسعار المواد الغذائية، أو المساجد التي يصلي فيها الأئمة ذوو الأصوات العذبة، أو حتى نوعية المسلسلات الرمضانية، لكن الأكثر جدلاً في مثل هذه الأيام تلك الاختلاف الجذرية بين الفلكيون والفقهاء، الذين لا يعتدون برأي الأولين، لرؤية هلال الشهر المبارك، على رغم أن الفلكيين وإخوانهم الفيزيائيين ضبطوا حساباتهم، وأعلنوا خلال اليومين الماضيين، أن السبت المقبل هو غرة شهر رمضان المبارك 1430، مؤكدين بأن الجمعة المقبل 21 آب (أغسطس)، هو المتمم للثلاثين من شهر شعبان، وذهبت العديد من المراصد العربية المعتمدة، إلى ما ذهبت إليه الحسابات الفلكية السعودية.

وبعد أن دعت المحكمة العليا قبل 20 يوماً، لاستخدام العين المجردة، إضافة إلى المناظير الفلكية لترائي هلال رمضان، وهي المرة الأولى، التي تدعو فيها لذلك، اعتقد البعض أن ذلك فيه دعوة للفلكيين، بينما هو في ظاهرة ضدهم، كما يوضح الشيخ الدكتور صالح العصيمي التميمي، مؤكداً أن بيان المحكمة العليا يدعم المرائين بالعين المجردة، ولا يدعم الفلكيين، إذ سُمح بتدعيم الرؤية بالعين المجردة عبر المناظير الفلكية، بينما الحسابات الفلكية التي قدمها الفلكيون لا يعتد بها، «وكما أوصانا الرسول، بإلغاء الحسابات بالكلية»، مؤكداً أن محاولة الجمع بين رؤية الفلكيين والمرائين بالعين المجردة لن تنجح، إلا حال أن وافقت حساباتهم مع رؤيا العين المجردة.

وفيما اعتبر الشيخ التميمي أن من الأفضل إغلاق باب الحسابات الفلكية في ما يخص رؤية هلال رمضان، والاعتماد على رؤيته بالعين المجردة والمناظير، دعا الفلكي الدكتور خالد الزعاق إلى الرجوع للمراصد الفلكية لنفي رؤية هلال رمضان أو لإثباته قبل إصدار الإعلان النهائي، موضحاً أن بيان المحكمة العليا لم تتغير صياغته منذ عشرات الأعوام، لافتاً إلى أن هناك مشكلة في فتح الباب على مصراعيه لقبول شهادة المترائين بالعين المجردة، مطالباً برد شهادة من يعتقد برؤية الهلال وقد غاب قبل الشمس، لأن الفقهاء قالوا إنه لا رؤية لقمر غاب قبل الشمس أو غاب معها لأن الأفق حينئذ يكون خالياً تماماً من القمر. وأوضح الزعاق أن الخلاف المخجل هو انعدام الحوار والتفاهم بين الفقهاء المناوئين للحساب والفلكيين، وعدم قدرتهم بالتوفيق بين رأي الشرع ورأي العلم، مضيفاً: «الأصل في دخول الأشهر الرؤية، لكن يجب أن نستأنس بعلم الفلك في معرفة موقع الهلال وشكله ومقدار مكثه ونرد الشهادة المخالفة للحساب لأن الحساب الفلكي قطعي الدلالة».

ودعت المحكمة العليا جميع المترائين إلى تحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك بالعين المجردة أو بواسطة المناظير، مساء الخميس 29 شعبان 1430، بحسب تقويم أم القرى، الموافق 21 أغسطس 2009، إذ يشتهر في السعودية 12 من الرجال، يتوزعون في مناطق عدة، يتمتعون بالنظر الحاد الذي يستطيعون من خلاله رؤية هلال شهر رمضان، ومن ثم يسجلون شهادتهم لدى أقرب محكمة لديهم، فيما تتواجد العديد من المراصد التي تصل إلى 6 مراصد، يعمل بها فلكيون وفيزيائيون، بعيدة عن الأخذ بها، فهل ستصدق حساباتهم هذه المرة، أم يتفوق ذوو النظر الحاد عليهم؟ الذين تُصدّق رؤاهم عبر لجان شكلت من ممثلين عن إمارات المناطق ووزارة العدل ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا