728

الاثنين، 14 سبتمبر 2009

مساع عربية لدمج فلسطينيي 48 بحكومة إسرائيل


سليمان بشارات


عوض عبد الفتاح الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي
عوض عبد الفتاح الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي

كشف قيادي سياسي بارز في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 عن اقتراح تقدم به مسئولون في سفارة عربية بإسرائيل بغية إقناع ممثلي عرب 48 بقبول الاندماج في نظام الحكم الإسرائيلي وتشكيلة الائتلاف الحاكم؛ وذلك لتجنّب خطر الترانسفير (الترحيل) الذي قال المسئول العربي إن إسرائيل "تفكر فيه بجدية".

وقال عوض عبد الفتاح الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي في فلسطين المحتلة عام 48، في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" إن شخصيات، رفض الكشف عن اسمها، تمثل الصف الثاني في سفارات عربية داخل إسرائيل، عرضت فكرة قبول دخول الأحزاب العربية ضمن الائتلاف الإسرائيلي الحاكم.

وأوضح عبد الفتاح أن "هذا الطرح كان مباشرا، وينم عن قناعة داخلية لدى الأشخاص الذين تقدموا به، وهو ما قد يشير إلى أنه يعكس توجها لدى سياسات الدول العربية التي يمثلونها".

وأبدى استغرابه من تزامن هذا الطرح "مع التهويل من قضية إقدام إسرائيل على تنفيذ ترحيل جماعي لفلسطينيي الداخل عن أراضيهم، خاصة أن هذا قد يشكل محاولة للضغط على فلسطينيي الداخل للقبول بتخفيض سقف تطلعاتهم ومطالبهم السياسية من الحكومة الإسرائيلية".

تدخل سلبي

وحول إمكانية أن تكون حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد استخدمت هذه الشخصيات لمعرفة موقف فلسطينيي 48 من هذا الطرح أو من قضايا أخرى، أوضح عبد الفتاح "أن أسلوب طرح الموضوع والنقاش من قبل هذه الشخصيات يبرهن على أن لديهم قناعة فيه، وفي المقابل لا نعلم نية الحكومة الإسرائيلية نفسها".

وأعرب عن قلقه أيضا من تزايد "التدخل العربي السلبي فيما يخص قضية عرب 48"، مضيفا: "نحن لا نرفض التدخل العربي في شئوننا، لكن يجب ألا يكون هذا التدخل سلبيا على حساب الحقوق الفلسطينية".

وتابع: "فلسطينيو 48 لديهم وسائل نضال سياسية وشعبية ومن خلالها يستطيعون الوقوف في وجه الممارسات الإسرائيلية بحقهم، وهذا دليل على أن فلسطينيي الداخل لديهم القدرة على الصمود والبقاء وعدم الرضوخ للمخططات الإسرائيلية".

وأشار عبد الفتاح إلى ما يتعرض له فلسطينيو 48 من استهداف مباشر ومستمر من قبل الحكومة الإسرائيلية، في الوقت الذي "تتهرب فيه بعض الدول العربية من مواجهة إسرائيل في ظل استمرار انتهاكاتها ضد الفلسطينيين".

عرض مباشر

ونوه القيادي الفلسطيني إلى أن هذا الطرح "ليس بالجديد، فقد تم طرحه في سنوات ماضية، ولم يؤخذ من قبل الفلسطينيين على محمل الجد، وعندما طرح من قبل هذه الشخصيات في السنوات الماضية كان الأمر لا يعدو كونه نقاشات، ولم يكن بالطريقة المباشرة التي جاءت في الشهور الأخيرة".

إلى جانب هذا الطرح، أوضح عبد الفتاح "أن شخصيتين عربيتين مقربتين من النظام الرسمي، قامتا في الشهور الأخيرة بالطرح على شخصية من فلسطينيي 48 إنشاء حزب عربي يهودي معتدل".

وأعرب عن دهشته من هذا الطرح، خاصة أن "هناك عددا من الأحزاب الفلسطينية الموجودة على الأرض، وبنفس الوقت هناك حزب شيوعي يجمع ما بين اليهود والعرب في الداخل، ومن ثم ربما يكون وراء هذا الطرح دوافع أخرى".

خطورة واضحة

وعن الأسباب التي دفعته إلى كشف هذا الأمر في الوقت الحالي، قال عبد الفتاح إن "جدية طرحه من قبل الشخصيات العربية، بجانب خطورته الواضحة من خلال التدخل السلبي العربي في شأن فلسطينيي 48 دفعني للحديث".

واستطرد قائلا: "هناك مخاوف من وراء هذا الطرح، خاصة في الوقت الذي يظهر فيه خط التسوية تراجعا واضحا في منح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة".

وشدد عبد الفتاح على أنه "من المستحيل أن يتم قبول الأحزاب العربية في أي تشكيلة حكومية في إسرائيل.. هذا أمر خارج عن الواقع، فكيف يطرحون علينا هذا الطرح".

وطالب الأنظمة العربية بـ"دعم نضال فلسطينيي 48 سياسيا وماليا وقوميا، فنحن نولي أهمية كبيرة للعلاقة مع العالم العربي والأمة العربية". يشار إلى أن ثلاث دول عربية تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل هي مصر والأردن وموريتانيا، غير أن الأخيرة قطعت العلاقات بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة ما بين السابع والعشرين من ديسمبر والثامن عشر من يناير الماضيين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا