728

الاثنين، 14 سبتمبر 2009

بلاوي العلاج بالخارج في الدفاع

سليمان السعيدي

فيما تشكل قضية العلاج في الخارج «ملفا مثيرا» في العلاقة بين الحكومة والمجلس، وتحديدا بين وزارة الصحة وعدد من النواب، مادته الهدر في المال العام، مغمسا أحيانا بـ «أنين» الواسطة والمحسوبية، فإن لهذا الملف في وزارة الدفاع وتحديدا للجنة العلاج في الخارج بالوزارة وقعا لا يقل «ألما عن ألم كسر في الاصبع» يرسل صاحبه للعلاج في الخارج وآخر يعاني من حالة قصر نظر، فيما تترك حالات كثيرة مستحقة تحت وطأة الألم الحقيقي لكونها بعيدة عن مفاعيل الواسطة والمحسوبية.
«الراي» وهي تفتح الملف المثخن بالجراح، تستدعي الى الواجهة قضية العلاج بالخارج وهي القضية الأكثر اثارة في ملف المواجهة الحكومية - النيابية، فهي تارة ورقة تتهم الحكومة باستخدامها على الساحة السياسية لدعم مرشح في الانتخابات أو كسب ولاء نائب، وتارة أخرى تعتبر بابا لهدر المال العام، وطورا منفذا للفساد والتنفيعات والسرقات.
وفي ملف العلاج في الخارج في وزارة الدفاع فان بعض النواب يشاركون من يساهم في هدر المال العام من خلال التدخلات ومنح الاستثناءات، بعد أن كانت الحكومة هي المتهم الأوحد، انضموا اليها ليشاركوها قفص الاتهام وليكونوا وراء 90 في المئة من الحالات المتوسط فيها.
واللافت للنظر هو ايفاد حالات الى العلاج رغم رفض اللجنة الطبية سفرها، ووجود حالات مرضية مستحقة للعلاج بالخارج تستدعي تدخل أحد النواب للتوسط لها للموافقة على المعاملة، بينما توجد حالات أخرى توصي اللجنة لها بالعلاج داخل الكويت ويتم ارسالها للعلاج بالخارج دون رقيب او حسيب.
ومن المفارقات ان توافق لجنة العلاج بالخارج على سفر مريضة الى لندن للمعالجة من قصر نظر حيث تحتاج الى نظارة أو عدسات - كما يذكر التقرير الطبي - فيما استلزمت الموافقة على معاملة لمريضة تعاني غرغرينا وتحتاج الى عملية بتر للساق، وساطات كثيرة لايفادها للعلاج في فرنسا.
ومن المفارقات أيضا موافقة اللجان الطبية في وزارة الدفاع على ايفاد مريض يعاني من «حول وضعف نظر» الى لندن، بينما ادت التدخلات الى الموافقة على سفر مريض الى فرنسا يعاني من ضعف في الابصار ويحتاج الى زراعة عدسة وجراحة في مركز متخصص في فرنسا.
ومن المثير ايضا ان اللجنة الطبية وافقت على ايفاد مريضة تعاني من ترهل في البطن للعلاج في لندن مع ابنها الذي نصحت بأن يتابع العلاج.
ومن النماذج أن اللجنة الطبية أوصت بعلاج أحد المرضى داخل الكويت، لكن تدخل أحد النواب غير رأي اللجنة بايفاده الى احدى الدول الخليجية، ثم تقدم بطلب جديد ليتم ايفاده الى ألمانيا، كما أوصت اللجنة لمريضة تعاني من التهاب بالمفاصل وهشاشة في العظام بإجراء تحاليل مخبرية للمتابعة، وبعد تدخل أحد النواب تمت الموافقة على الايفاد الى احدى الدول العربية، ومريض يعاني من التهاب في المعدة ويحتاج الى علاج دوائي حسب رأي لجنة العلاج بالخارج، غيّر تدخل أحد النواب رأي اللجنة بايفاده للعلاج في لندن.
ومن النماذج أن مريضة تعاني من مرض السكري وخشونة في فقرات الرقبة وحالتها مستقرة بحسب اللجنة الطبية، وافقت اللجنة بعد تدخل أحد النواب على ايفادها للعلاج في احدى الدول العربية مع مرافقين، كما نصحت اللجنة مريضة تعاني من آلام في الرقبة بالعلاج الدوائي والطبيعي، وبعد تدخل من نائب وافقت اللجنة على ايفادها الى ألمانيا، ومريضة تعاني من التهابات في الأذنين والصدر وتحتاج الى علاج دوائي بحسب رأي اللجنة الا انه يتم ايفادها للعلاج في لندن.
ومن العينات ان طفلة تعاني من طول نظر بالعين وحول، نصحت اللجنة بالاستمرار في المتابعة مع الطبيب المعالج في مركز البحر للعيون في الكويت، وبتدخل النائب تمت الموافقة على ايفادها الى فرنسا، ومريضة تعاني من ارتفاع ضغط الدم، وهي تحت العلاج الدوائي حسب رأي اللجنة، أدى تدخل نائب الى الموافقة على ايفادها الى فرنسا، ومريضة تعاني من قصور في وظائف الغدة الدرقية وافقت اللجنة على ايفادها للعلاج في لندن، ومريض يعاني من ألم في الركبتين بسبب الخشونة، نصحته اللجنة بالعلاج الدوائي، لكنها وافقت على ايفاده الى ألمانيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا