728

الاثنين، 14 سبتمبر 2009

سليمان مطمئن لإستمرار أجواء الانفتاح والاتصالات بين الفرقاء

الحريري خلال افطار على شرف عائلات الشمال في قريطم أمس - دالاتي ونهرا

بيروت: على بعد ساعات من إنطلاق الإستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا، في حين تبدو بقعة الضوء حكوميًا مسلطة على مشاورات ومفاوضات من قواعد ومنطلقات جديدة يستوجبها التكليف الجديد بحيث ستكون "مختلفة جدًا" عن مفاوضات التكليف الأول، حسبما أكد الحريري الذي لفت من لا يريد تسميته إلى أنه سيلقى معاملة بالمثل... أبدى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، أمام زواره في بيت الدين قبل عودته الى قصر بعبدا، "اطمئنانه لاستمرار أجواء الانفتاح والاتصالات بين الفرقاء، وفق الأصول الديمقراطية وفي اجواء وفاقية، بغية تشكيل الحكومة الجديدة". وفي اطار المساعي العربية لحل الازمة الوزارية في لبنان، أكدت تقارير صحافية على زيارة موفد قطري لبنان خلال الفترة الماضية قام بطرح مجموعة افكار ومخارج منها العودة الى تعديل تسمية الوزراء والحقائب وترك هذا الامر الى الكتل او حكومة اقطاب ربما تكون شبيهة بطاولة الحوار المؤلفة من 14 قياديًا او قطبًا.

بالعودة الى خطاب الحريري خلال حفل إفطار أقامه في قريطم على شرف فاعليات وعائلات من مختلف مناطق الشمال، لفت إلى أن "بعضهم هوّل كثيرًا خلال الإنتخابات الماضية، وقال إن الأكثرية ستكون في مكان آخر، إلا أننا جميعًا قمنا بالصواب وسرنا وراء قضية واضحة وهي وضع مصلحة لبنان أولاً، والإصرار على العمل لبناء وطننا وقيام الدولة والبقاء في إطار المؤسسات الدستورية، وفزنا في الإنتخابات ووقفنا أمام المشروع الذي كنا ضده"، مذكّرًا بأنه بعد الإنتخابات إنتخبت الأكثرية رئيس مجلس النواب "بكل حسن نية، لأننا واضحين وصريحين ونريد أن يسير البلد على الطريق الصحيح، خصوصًا وأن جميعنا يعلم أنه في ظل الإحتقان الذي كان سائدًا في البلد، كان يجب علينا أن ننتخب رئيس مجلس النواب بالشكل الذي انتخبناه فيه"، وأردف: "إنتخبنا رئيساً للمجلس النيابي بلا شروط، ولكنهم في انتخابات نائب رئيس المجلس خالفوا العهد.. ثم حصلت عملية تسمية رئيس لتشكيل الحكومة وكلفت أنا بهذه المهمة، وقمت بالإستشارات وبالزيارات البروتوكولية لرؤساء الحكومات السابقين، وتشاورت مع كل الأفرقاء وكنت واضحاً جداً بما قلته، أن هناك أكثرية وأقلية وحقوق دستورية لرئيس الجمهورية ولرئيس الحكومة، ومن هذا المنطلق قلت إنه علينا أن نتشاور ونشكل الحكومة".

وفي المواقف، نفى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع "الكلام عن نيّة "14 آذار" الإنقلاب على صيغة 15-10-5"، مشيرًا إلى أن "رئيس تكتل "لبنان أولا" سعد الحريري كان جديًّا جدًا في هذه الصيغة وحاول حتى اللحظة الأخيرة الوصول إلى حكومة وفق هذه المعادلة"، معربًا عن أسفه كون "لا نية ولا قرار سياسيًا لدى الفريق الآخر في تشكيل حكومة حتى إثبات العكس".

من جهته، أعلن رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط "أننا بحاجة اليوم إلى مصالحة بين المسلمين أنفسهم لصالح لبنان ولصالح المسيحيين أيضًا"، معتبرًا "أننا بحاجة إلى تقديم أقصى التنازلات من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية"، لافتًا إلى أنه "من أجل الوحدة الوطنية تَرْخُص كل التضحيات". وحذّر "من لعبة الأمم مجددًا ومن بعض القرارات الدولية ووعود القرارات الدولية"، داعيًا "للبدء ببعضنا البعض من خلال المصالحة الإسلامية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية من أجل تفادي الأسوأ القادم على كل المنطقة".

إلى ذلك، أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أنّ حكومة الوحدة الوطنية ليست جوائز ترضية لأحد إنما ضرورة تفرضها الظروف الراهنة وطبيعة الازمة التي تتفاقم في البلاد يومًا بعد يوم"، مشيرًا إلى أنّ "حكومة اللون الواحد هي من أحابيل المتآمرين المتواطئين على مصلحة لبنان ووحدته واستقراره وعلى السلم الأهلي، لذلك لا يعبثن أحد بمثل هذه الخيارات لأنها ضد توجهات اللبنانيين ولا تعكس حتى نتائج الانتخابات النيابية التي يتغنى بها بعضهم".

وفي الإطار نفسه، إعتبر وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أن "الأزمة من وراء عدم تشكيل الحكومة ليست فقط قضية وزارة ووزير، وليست قضية تعطيل تشكيل وزارة لوجود عجز عن تشكيلها، إنّما العجز يكمن في عدم فهم معنى الوحدة الوطنية والشراكة، لا بل إن المشكلة أبعد من ذلك إذ إننا نرى اليوم وللأسف مجددًا مؤامرة التوطين تطل علينا، وهذا الكلام ليس بداعي التخويف او التشاؤم بل لمعرفة ما تحمله الإيام المقبلة".

وأشارت مصادر في كتلة "التنمية والتحرير" في حديثها إلى صحيفة "النهار" إلى أنها ستسمي الحريري مقترنا بشرطين هما تشكيل حكومة وحدة وطنية والتمسك بصيغة 15 - 10 -5، علمًا أن هذين الشرطين يلتقيان مع موقف رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، اما "تكتل التغيير والاصلاح" برئاسة العماد ميشال عون و"كتلة الوفاء للمقاومة"، فلن يسميا أحدًا.

... مساع عربية لحل الأزمة
من جهة أخرى، وفي اطار المساعي العربية أكدت معلومات لصحيفة "صدى البلد" أن موفدًا قطريًا رفيع المستوى جال في اليومين الماضيين على المسؤولين اللبنانيين ورؤساء الكتل وقام بطرح مجموعة افكار ومخارج منها العودة الى تعديل تسمية الوزراء والحقائب وترك هذا الامر الى الكتل او حكومة اقطاب ربما تكون شبيهة بطاولة الحوار المؤلفة من 14 قياديًا او قطبًا.

ومن الحلول التي طرحت ايضًا الاتفاق على التأليف قبل التكليف كي لا يفشل رئيس تكتل "لبنان اوًلا" النائب سعد الحريري مجددًا ويعتذر. وأكدت مصادر مطلعة لصدى البلد ان "الحريري تابع أمس نتائج الاتصالات القطرية - الفرنسية - السورية عبر الفرنسيين وهذا ما فسر غياب نشاطه السياسي امس".

هذا وذكرت صحيفة "السفير" أن موفدًا قطريًا قام يوم الجمعة الفائت بزيارة غير معلنة إلى بيروت، وقيامه بلقاءات استمرّت حتى ساعة متأخرة من بعد منتصف الليل مع مسؤولين لبنانيين، من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى النائب سعد الحريري، فضلاً عن أركان في "حزب الله" و"التيار الوطني الحرّ".

وتدرج مصادر متابعة الحركة القطرية في إطار «جسّ النبض لمعرفة مدى تقبل المسؤولين اللبنانيين وساطة قطرية جديدة، بعد أن وصل التأليف الرقم واحد الى حائط مسدود، ووسط مخاوف من أن يلقى التأليف الرقم اثنان المصير عينه"، عملية "جسّ النبض" القطرية بحسب المصادر ذاتها "لا تزال بعيدة عن عقد مؤتمر «دوحة 2» لأنه "من غير المستحب البتة أن تصبح الوساطات الدولية عرفًا عند كلّ منعطف سياسي".

الدخول القطري على خطّ الأزمة اللبنانية مؤشر على أن الأزمة الحكومية ستطول، وأن «الطباخين» باتوا بحاجة الى شريك حيادي قادر على الحديث مع جميع الأطراف، بغية إنقاذ الوضع وتأمين مخارج لحلول «لا تبدو أنها قريبة».

من جهة ثانية، يشير مراقبون الى أن «التصلّب الذي تعتمده المعارضة في مواقفها بات اليوم بحاجة الى من يتوسط معها، وخصوصًا أن هذا التصلّب بات مؤذيا لموقع رئاسة الحكومة بالذات، حيث باتت مؤسستها عرضة للفراغ منذ أكثر من 75 يومًا. وعلى الرغم من المكانة التي أعطاها الطائف لهذا الموقع، وعلى الرغم من اختيار الزعيم السنّي الأقوى اليوم، أي سعد الحريري، ليتبوّأ الرئاسة الثالثة، فإن السهام الكثيرة التي تصوب عليه مؤذية جدًا، ولعلّ أكثر من يتضرر من تأخير تشكيل الحكومة هو الرئيس المكلف في بداية صعوده السياسي وموقع رئاسة الحكومة ثانيًا. وبالتالي، لن يكون سهلاً أن تغرق عملية التأليف المزمعة من قبل سعد الحريري في مرحلة "كوما" جديدة، لأنه إذا كانت إعادة التكليف تعيد تلميع الصورة، إلا أن الغرق في تسويف جديد سيفقد رئيس الحكومة المكلف والموقع الكثير من الهيبة".

ونقلت صحيفة "السفير" عن مراقبين اشارتهم الى ان الدور القطري بات يبدو كأنه منقذ لسياسة السعودية من مآزقها في لبنان منذ الفراغ الرئاسي ولغاية الفراغ الحكومي"، وترددت معلومات بأن النائب سعد الحريري "أبلغ الموفد القطري الذي زار لبنان مؤخرًا بعيدًا عن الاعلام رفضه المطلق للذهاب الى الدوحة"، ولفت المصدر المتابع الى أن الموفد القطري المذكور وضع زيارته الى بيروت بعد يوم من زيارة رئيس الوزراء القطري الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في إطار «الصدفة غير المعدّة سلفًا».

السعودية لا تمانع إعادة توزير جبران باسيل
في سياق آخر، أكد مرجع نيابي كبير لصحيفة "الأخبار" أن "السعودية لا تمانع إعادة توزير وزي الإتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، ولا حتى أن يتولى وزارة الاتصالات من جديد".

وأوضح المرجع أن هذا الموقف سمعه من السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري. لكنه عاد وأبدى استغرابه عندما سمع من قطب سياسي بارز أن الموقف السعودي ليس على هذا النحو، إذ أبلغ وزيرُ الإعلام والثقافة السعودي عبد العزيز خوجة مَن يهمهم الأمر، ومن ضمنهم هذا القطب، أن "الرياض تتفهم وتدعم موقف رئيس تكتل "لبنان أولا" سعد الحريري في رفض توزير باسيل لكونها مقتنعة بأن في التوزير إشارة إلى تجاهل نتائج الانتخابات التي جرت في 7 حزيران الماضي.

الاسد يرحب بمبادرة قطر استضافة مؤتمر لبناني..
سوريًا، أوضحت وكالة "سانا" أن الرئيس السوري بشار الأسد تسلم رسالة من أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني "تتعلق بالعلاقات الأخوية المميزة بين سوريا وقطر والوضع العربي". ونقل الرسالة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي التقى الأسد مساء السبت في دمشق.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "الوطن" القطرية عن مصادر مطلعة تأكيدها أن "البحث تركز على تطورات الوضع اللبناني في ضوء المبادرة القطرية التي عبّرت عن استعداد دولة قطر لاستضافة مؤتمر للأطراف اللبنانية في الدوحة، من أجل التوصل إلى اتفاق لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة"، مشيرة إلى أن "الأسد أكد دعم سوريا لهذه المبادرة القطرية ولأي جهد يهدف إلى تعزيز استقرار لبنان وأمنه ووحدته الوطنية"، وأوضحت أن "رئيس الوزراء وزير الخارجية وضع الرئيس الأسد في تفاصيل المبادرة القطرية".

كما لفتت المصادر، وفق الصحيفة عينها، إلى أن "رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية سيزور لبنان في وقت لاحق، ليبحث مع الرئيس ميشال سليمان والقيادات اللبنانية البارزة في موضوع تشكيل حكومة وحدة وطنية ودعوة الأطراف اللبنانية إلى الاجتماع في الدوحة، من أجل الاتفاق على الصيغة".



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا