728

الاثنين، 14 سبتمبر 2009

هل تتبنى الداخلية المصرية فكر المتطرفين؟

المجاهرون بالافطار فى نهار رمضان " قليلو الحياء ويفتقدون الى الادب".. والقبض عليهم والزج بهم فى السجون عقابا على جريمتهم البشعة يستند الى القانون المصرى طبقا لما صرح به منذ يومين مساعد وزير الداخلية المصرى اللواء حمدي عبد الكريم!!

وتعتبر هذه المرة الاولى التي يعلن صراحة احد من كبار رجال وزارة الداخلية فى مصر ان عمليات القبض على مئات الافراد فى عدة محافظات مصرية بحجة عدم الصوم فى شهر رمضان لم يكن تصرف حفنة قليلة من المتطرفين المتاسلمين العاملين فى الوزارة وانما كان - ولا يزال - سياسة رسمية للدولة وتوجة جديد للنظام لتبنى الفكر الطالبانى المتشد الذى جلب التخلف والخراب على افغانستان وادى الى احتلال اراضيها.

لقد كنت اتوقع ان تعلن وزارة الداخلية المصرية ان ماحدث فى اسوان وغيرها من المحافظات عندما قام رجال الامن بالقبض على مئات الفاطرين.. انما هو خطأ غير مقصود او سلوك مجموعة افراد شواذ او تصرف حفنة متطرفة من رجال الامن.. وان الصيام هو شأن خاص بين الانسان وربة ولا شأن للدولة او لرئيس الجمهورية بة او وزير داخليتة او خارجيتة ولذلك فقد كانت صدمة لى ولملاين غيرى ان يعلن متحدث رسمى باسم الدولة ان ما حدث لم يكن خطأ وانما تم عمدا متعمدا لتعليم المصريين الحياء والادب كما قال مساعد الوزير!!

ماهذا التخلف الذى يحدث فى مصر؟؟ هل اصبح اقصى طموح عند النظام مسايرة فكر الطالبان المتخلف او المزايدة على تشدد اخوان الخراب وتطرف عصابات حماس والجماعات الاسلامية الارهابية فى الصومال؟؟

ما شان الدولة بالصائمين او الفاطرين.. وما علاقة الصيام او الافطار بالحياء وقلة الادب؟؟ وهل تهمة قلة الادب والحياء اصبحت فى مصر قاصرة فقط على الفاطرين فى رمضان أم انها ايضا يمكن ان تكون من نصيب هؤلاء الذين يفسرون القانون على مزاجهم وطبقا لوجهة نظرتهم الشخصية؟

وهل توجد فى القانون المصرى تهمة لمعاقبة الفاطرين ام انها تهمة موجودة ولكنها غير مكتوبة مثل امور اخرى كثيرة..او ربما تكون الحكومة الطالبنية الجديدة فى مصر بصدد اصدار قانون جديد يجوز لرجال وزير الداخلية المصرى شنق الفاطرين فى رمضان فى الميادين العامة لكى يكونوا عبرة ومثال للاخرين؟

انني اتعجب لغياب حماس الدولة ووزير داخليتها الهمام والقائمين على أمنها الداخلي عندما يتعلق الأمر بحل مشاكل الجماهير والقضاء على الفساد والرشاوى والهرجلة وعدم النظام الذى نراه منذ عشرات السنيين فى شوارع ومدن مصر والضوضاء والتلوث وتجارة المخدرات وتهريب الاسلحة عبر الانفاق فى سيناء؟

ان مصر تواجه ازمات اقتصادية رهيبة نتيجة تدهور صادراتها الى الاسواق العالمية وقلة عائدات قناة السويس وتقلص مدخرات المصرين فى الخارج وانخفاض عدد السياح.. والاخطر من كل هذا زيادة السكان وارتفاع اعداد العاطلين عن العمل وقلة الموارد المائية التى من المحتمل ان تتسبب فى حروب بين مصر ودول افريقية.. مئات المشاكل والاخطار تحاصر مصروتهدد امنها واستقرارها.

ورغم كل ذلك لاتجد الدولة شيئا تفعلة لحل مشكلات المصريين والتخطيط للمستقبل سوى الاصرار على اتباع سياسة فرق تسد واللعب بورقة الاديان واغراق المجتمع فى مزيد من الصراعات الطائفية والجهل والتخلف وكراهية بعضهم البعض والتفاهات حتى لا يجدون الجهد او الوقت لمحاسبة النظام على فشلة الذريع فى توفير حياة كريمة للمصريين ووظائف للشباب والعاطلين عن العمل وتوفير الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية وغيرهم للجميع.

اننى احزن من اعماق قلبى واتالم لما يحدث فى مصر.. احزن عندما ارى العالم يتقدم الى الامام والشعوب شرقا وغربا تنعم بالرخاء والعدل واحترام حكامها بينما مصرتتراجع الى الوراء ولا يجد القائمين على شأنها الا ورقة الاديان لكى يلعبونها يوما بعد يوم بلا خجل او حياء او ضمير..على أى حال ورغم الواقع المر الذي اراه حاليا الا اننى على ثقة لا تهتز ان غدا سيكون افضل لجميع المصريين - بغض النظر عن دياناتهم وانتماءاتهم السياسية او الفكرية - من اليوم.. ولتنذكر جميعا قول سليمان الحكيم " لكل شىء وقت الشمس".. وكل ما نأمله ونرجوه ان ياتى هذا الوقت عاجلا وليس اجلا رحمه بجميع المصريين وبوطننا الأم العظيمة مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا