728

الاثنين، 14 سبتمبر 2009

على إخوان سورية أن يفرملوا

منذ أقل من سنة على نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة، والتي لازالت تشكو، من جريمة إسرائيلية، ولعب سوري إيراني في وضعها الداخلي والفلسطيني عموما، ومنذ ذلك التاريخ، حدث الكثير في المنطقة، ولكن أهم ما فيه وفقا لموضوعنا، أن صيغة المقاومة التي طرحتها حماس، قد ضيعت الوضع الفلسطيني وأدخلته في متاهة وبلا ثمن سوى استفادة سورية إيرانية. منذ ذلك التاريخ وإخوان سورية، حيث علقوا نشاطهم المعارض ضد النظام في دمشق، وهم على ما نعتقد في حالة من الانتظار، لم ييأسوا منها بعد.

وقبل أن نخوض في الموضوع مجددا، لابد من تسجيل الثوابت التالية:
- الإخوان ثقل سياسي مهما اتفقنا أو اختلفنا معهم، فقدته المعارضة السورية.
- الإخوان المسلمون في سورية وبغض النظر إذا كان ثقلهم هذا شعبي أم سياسي فقط، إلا أنه أضاف للنظام وزنا داخل المجتمع السوري.


- الإخوان لم يعودوا تنظيما إرهابيا، منذ أن تبنوا برنامجا ديمقراطيا ينقصه، حزبيته الوطنية، أي يحتاجون لأن يثبتوا ذلك بقيام حزب وطني، يمثل هذا البرنامج الديمقراطي، أما الجماعة فلازالت وفقا للتركيبة السورية، حزبا طائفيا، أقله بشكل موضوعي، لأنها تقتصر في عضويتها على السوريين من أهل السنة. كما أنهم نبذوا العنف وسيلة لغايات سياسية، سواء في أدبياتهم أم في ممارساتهم.


- مع ذلك كان يجب على الإخوان السوريين أن يتساءلوا، لماذا أخوانهم في الأردن وفي مصر لا بل وفي إسرائيل وفلسطين يعيشوا نعمة الديمقراطية، وإن كانت نسبية، ومع ذلك يضغطون عليهم من أجل الوقوف مع النظام ضد المعارضة السورية؟!


- السيد مهدي عاكف المرشد الأعلى للإخوان المسلمين في مصر والعالم، يصرح من القاهرة وبشكل علني، مادحا النظامين السوري والإيراني، وشاتما النظام في مصر، ودون أية مسائلة تذكر من قبل المخابرات المصرية! بينما يأتون إلى سورية، والاعتقالات على أشدها، ورفاقهم في الفرع السوري، يواجههم مرسوم يقضي بإعدامهم وهو المرسوم 49؟!


- ليس الموضوع أن الإخوان تخلوا عن تحالفاتهم، لأن التحالفات لم تكن طوال عمرها، غايات بحد ذاتها، ولكنهم لم يعد لديهم برنامج سوري، لأنهم أساسا تخلوا عن معارضتهم لأسباب سياسية ليست سورية محضة.
- والإخوان قادرون الآن على تجديد رؤاهم من جديد، دون الإصرار على البقاء في منطقة انعدام الوزن هذه.
ومناسبة ما نكتب هنا هو التصريحات الكثيرة التي تناولت خطوتهم في الآونة الخيرة، بدءا من وزير الخارجية السوري وليد المعلم وانتهاء بتصريحات النائب السوري عمران الزعبي، حيث أكدت هذه التصريحات على قضيتين أساسيتين:


الأولى: أنه لا مكان للإخوان في سورية الحالية.
والثانية: أن ما قام به الإخوان لا يعدو أن يكون مناورة، غير مقبولة من قبل النظام. وتم وصفهم بالإرهابيين أيضا.
ومع ذلك لازال كتاب الإخوان ومن هم في عداد المحسوبين عليهم يصرون على لغة فيها خسارة إضافية لموقع الإخوان السياسي. هذه اللغة لم تعد لغة سياسية، ونسوا السؤال الأساسي الذي تم بناء عليه موقفهم السابق، وهو" ماذا جرى ويجري لغزة بعد موقفهم هذا؟


كما أنه لابد لنا من تفسير ما حدث ويحدث، ولو أنهم ربما ونقول ربما قد تعشموا بمواقف وصلتهم من بعض أطراف محسوبة على إعلان دمشق سواء في السابق أو في الوقت الحالي، تشيد بموقفهم في السر والعلن، منهم لاعتبارات تتعلق برؤيتهم للوضع في سورية عموما، وأن التناقض الرئيسي هو مع المشروع الأمريكي! ومنهم من له اعتبارات كيدية ضد جبهة الخلاص، والتي تأثرت بخروج الإخوان منها.


في النهاية" لابد للإخوان أن لا يتخلوا عن موقف بسيط، ويتجسد في أن حريتهم السياسية في اتخاذ أي موقف مهما كان يجب أن لا تجعلهم يغضون النظر عن حقيقة لازالت كما هي، وبذلك يجب أن يقول لسانهم: نحن اتخذنا موقفنا هذا ولكن هذا لا يعني مطلقا أن علاقة النظام بالمجتمع السوري قد تغيرت، لا الفقر ولا الفساد ولا القمع ولا التمييز الإثني والطائفي قد تغير. وبذلك فقط لا تبنى المواقف على حرف الحقائق، والتوضيح أن المواقف تبنى على المصالح التي لا تعني حرف هذه الحقائق.


نقطة أخيرة ليس عيبا ولا حراما أن يتراجع الإخوان عن موقفهم. ويعيدوا قراءة اللوحة سوريا بالدرجة الأولى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا