728

الاثنين، 14 سبتمبر 2009

حزب الله: الحرب القادمة ستهدد وجود إسرائيل


محمد جمال عرفة


الشيخ محمود قماطي
الشيخ محمود قماطي

القاهرة - توعد الشيخ محمود قماطي نائب رئيس المكتب السياسي لحزب الله إسرائيل بهزيمة ستهدد وجودها إذا عاودت الاعتداء على لبنان، بيد أنه قال إن الظروف السياسية الإقليمية والدولية الحالية "لا تشجع على حرب".

من جهة أخرى، اتهم الشيخ "قماطي" في مقابلة عبر الهاتف مع إسلام أون لاين.نت "قوى خارجية" - رفض تحديدها - بالتدخل لإفشال تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، مكتفيا بوصفها بـ"الدور الأمريكي وبعض الدور العربي".

وردا على سؤال حول احتمالات الحرب مستقبلا بين حزب الله وإسرائيل في ضوء تقديرات بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعاني مأزقا وقد يضطر للهروب إلى حرب مع لبنان للانتقام من هزيمة صيف 2006، قال "قماطي": "إننا (في حزب الله) في أتم الاستعداد وأعلى درجات الجهوزية لمواجهة أي عدوان إسرائيلي وإذا حاول فسوف يرى هزيمة جديدة تهدد كيانه وليس حكومته فقط".

لاستعادة الهيبة

"قماطي" وصف التصريحات الإسرائيلية المتشنجة الأخيرة حول صواريخ حزب الله بأنها: "عبارة عن محاولة لاستعادة الهيبة وحفظ المعنويات الإسرائيلية بعد الهزائم المتتالية سواء في 2006 في لبنان أو ديسمبر 2008 في غزة".

وكان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز قد زعم في تصريحات له في أغسطس الماضي أن إسرائيل "تعلم بوجود 80 ألف صاروخ في حوزة حزب الله"، مهددا بأن هذا قد "يجلب كارثة على رؤوس اللبنانيين".

وشدد "قماطي" على أن "العدو الإسرائيلي يحاول أن يستعيد هيبته بهذه التصريحات، وأن يبث رسائل للمقاومة أيضا بهذه التهديدات بعد أن وصل لنقطة ضعف كبيرة، حيث يهدد بأنه لو وصل التوازن بين إسرائيل ولبنان لدرجة ما فسوف يتدخل.. وهو هنا يعترف بأن هناك توازنا بين المقاومة وإسرائيل".

لكنه استبعد في ذات الوقت إقدام إسرائيل على عمل عسكري ضد لبنان قائلا: "نرى أن الإسرائيلي الآن أعجز وأضعف، والظروف السياسية الدولية وخاصة السياسة الأمريكية التي تنتهج هذه الأيام (نهج إدارة الرئيس باراك أوباما).. لا تشجع على حرب ولا تسمح بقيام حرب في المنطقة في الظرف الراهن".

عقبات الحكومة

وحول توقعاته للسيناريو المستقبلي في لبنان بعد اعتذار سعد الحريري زعيم الأكثرية النيابية رئيس الوزراء المكلف عن عدم تشكيل الحكومة، قال "قماطي": إن "الجو الذي يتضح شيئا فشيئا يدل على أنه سيتم إعادة تكليف النائب الحريري".

واعتذر الحريري عن عدم تشكيل الحكومة بعد رفض المعارضة بزعامة حزب الله لتشكيلة الحكومة التي قدمها لرئيس الجمهورية، وقال: إن خياره في المفاوضات التي ستجري في المستقبل لتشكيل الحكومة سيكون مختلفا، دون أن يفصح عن طريقة التشكيل الجديدة.

وحول وجود اتصالات جديدة بين الأكثرية والمعارضة لتجاوز الأزمة، قال "قماطي": "ليس هناك جديد وعلينا أن نتريث قليلا.. ونحن من جهتنا كمعارضة مستعدون وحاضرون من جديد لكل أنواع التجاوب والتعاون في سبيل إخراج لبنان من أزمته الحكومية".

أطراف خارجية

وردا على سؤال حول ما إذا كان تدخل أطراف خارجية كان وراء فشل التشكيلة الحكومية الأخيرة، قال: "أعتقد أن هناك عاملا خارجيا وظروفا خارجية كانت تستدعي التأثير في التشكيل واستدعت أيضا الاعتذار (اعتذار الحريري عن التشكيل) وربما تحاول (الأطراف الخارجية) أن تضع العقبات من جديد في المرحلة المقبلة".

ورفض "قماطي" تسمية هذه الأطراف التي تعرقل تشكيل حكومة مصالحة لبنانية قائلا: "لا أستطيع أكثر من هذا وربما في المستقبل إذا تعثرت الأمور ربما نكشف هذا". بيد أنه بعد إلحاح من "إسلام أون لاين.نت"، أوضح أن "الدور الأمريكي وبعض الدور العربي موجود في هذا الإطار" دون مزيد من التفاصيل.

وفيما يخص إحالة قضية حزب الله في مصر للقضاء وما يعنيه هذا من فشل الوساطة التي كان يجريها طرف ثالث مع مصر، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحزب الله أنه "ما تزال هناك قنوات تعمل مع مصر لمعالجة الأمور".

وأضاف أن "حزب الله ترك الأمور للقضاء (المصري) وإن شاء الله تكون النتائج إيجابية". ورفض تحديد موقف الحزب لو صدر حكم قضائي بإدانة الحزب والمنتسبين له في القضية مفضلا انتظار النتائج "وفي ضوئها يتم اتخاذ مواقف".

وقررت محكمة جنايات أمن الدولة العليا -طوارئ - المصرية في أواخر أغسطس الماضي، إرجاء محاكمة المتهمين في "خلية حزب الله" إلى الرابع والعشرين من أكتوبر المقبل بناء على طلب الدفاع. ويواجه المتهمون البالغ عددهم 26 وبينهم لبنانيان وخمسة فلسطينيين و19 مصريا تهما تتعلق بالانضمام لجماعة «إرهابية» والتخطيط للقيام «بعمليات إرهابية» ورصد السفن الأجنبية في قناة السويس، وتتراوح العقوبة من السجن خمسة عشر عاما وحتى الإعدام.

وأقر الحزب بنشاطه في مصر، لكنه نفى قيامه بأي عمل يضر بأمنها، مشددا على أن الهدف من وجود عنصر له في مصر هو تهريب السلاح إلى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لدعمها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا