728

السبت، 3 أكتوبر 2009

الكويت: حريق ضخم التهم منجرة مخالفة وتسبب بمقتل اثنين

محمد الشرهان:
يبدو أن منطقة الحساوي موعودة بالمزيد من الحوادث والحرائق المروعة، فقد شهدت أمس الأول كارثة جديدة تعكس مدى الإهمال والتخبط اللذين أصابا معظم الأجهزة الحكومية، وتعكس أيضا حالة الفوضى وتردي أوضاع الجاليات التي تسكن هذه المناطق العشوائية والتي أصبحت خارج نطاق السيطرة الحكومية، وأصبح الأمر الواقع هو سيد الموقف ولا عزاء للقانون.
كارثة مساء أمس التي امتد العمل لإخماد النيران فيها إلى الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة أسفرت عن مصرع آسيويين وإصابة 4 إطفائيين جراء اندلاع حريق ضخم في منجرة مخالفة لشروط الأمن والسلامة ومقامة على أملاك الدولة، امتد إلى عدد من المنازل العربية المجاورة.

حادث مأساوي
مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في الإدارة العامة للإطفاء العقيد نبيل الحسينان روى لـ«القبس» تفاصيل الحادث المأساوي قائلا ان غرفة عمليات وزارة الداخلية تلقت بلاغا عند السابعة والنصف من مساء أمس الأول يفيد عن اندلاع حريق كبير داخل منجرة في منطقة الحساوي، حيث تم على الفور تحريك 5 مراكز إطفاء هي جليب الشيوخ والفروانية والهلالي ومشرف ومركز العمليات والإسناد بقيادة العقداء يوسف ملك وخالد الأنصاري وفهد البطئ والملازمين الأوائل مشاري التورة وخالد كنعان وعبدالله سهيل إلى الموقع.
واضاف الحسينان ان رجال فرقتي إطفاء الجليب والفروانية وفور وصولهم إلى الموقع شرعوا في إخلاء سكان المنازل العربية المجاورة للمنجرة التي اندلعت بها النيران ومن ثم مكافحة الحريق الذي امتد بسرعة كبيرة إلى جميع أرجاء المنجرة، وكذلك حاصرت سحب الدخان الكثيف سكان المنازل المجاورة، لافتا إلى ان المنجرة مخالفة لشروط الأمن والسلامة ومقامة على املاك الدولة من الكيربي، فضلا عن وجود كميات كبيرة من الأخشاب والأصباغ ومواد أخرى سريعة الاشتعال، ناهيك عن عشوائية التخزين.

جثتان متفحمتان
واشار الحسينان إلى ان رجال الإطفاء وبعد 4 ساعات من العمل المتواصل تمكنوا من السيطرة على الحريق حيث تم استبدال مركزي الجليب والفروانية بمركزي إطفاء مشرف والمدينة لإجراء عمليات التفتيش النهائي وتهوية المنجرة حتى لا ينشب الحريق مرة أخرى، موضحا ان رجال الإطفاء عثروا على جثتين متفحمتين لآسيويين يعتقد انهما من عمال المنجرة وان الحريق اندلع اثناء نومهما او ان النيران حاصرتهما ولم يتمكنا من الفرار.
وذكر ان الحريق أسفر ايضا عن إصابة 4 رجال إطفاء من مركزي إطفاء الجليب والفروانية منهم إطفائيان نقلا إلى مستشفىالفروانية للعلاج حيث تبين إصابة احدهما بشرخ في الحوض فيما اصيب الملازمان مشاري التورة وعبدالله سهيل بحروق من الدرجة الأولى، مشيرا إلى ان حالة الإطفائيين المصابين مطمئنة ولا تدعو للقلق وغادروا جميعا المستشفى.

تحقيق موسع
وأوضح الحسينان ان ضباط وحدة التحقيق في الإدارة العامة للإطفاء وضباط قسم الحرائق والمتفجرات في الإدارة العامة للأدلة الجنائية شرعوا في فتح تحقيق موسع للكشف عن أسباب الحادث، فضلا عن ان الإدارة العامة للإطفاء فتحت تحقيقا داخليا لمعرفة أسباب عدم اكتشاف رجال الإطفاء في مركزي الجليب والفروانية لوجود أشخاص محتجزين داخل المنجرة.

عيب.. يا مسؤولي الإطفاء
نقاش حاد وتفاخر بإخراج جثتين!
حوار حاد كاد يتطور إلى مشاجرة بين مسؤولي فرق الإطفاء الموجودة في الموقع، حيث أخذوا يتبادلون الاتهامات حول سبب عدم اكتشاف الجثتين، وكذلك عمن الذي اكتشف وجودهما قبل الآخر، وأخذ كل فريق يتفاخر بانه هو الذي عثر على الجثتين.
والحقيقة المرة التي غفل عنها هؤلاء الإطفائيون ان عملهم الحقيقي يكمن في إنقاذ العاملَيْن. من براثن النيران، وليس إخراجهما جثتين متفحمتين!!

منجرة على أملاك الدولة.. أين لجنة التعديات ؟
المنجرة التي اندلع فيها الحريق مخالفة لجميع اشتراطات الأمن والسلامة، ومقامة على أرض فضاء في أملاك الدولة بين منزلين عربيين، ومصنوعة من الكيربي، وتتكون من طابقين، الثاني منهما مخصص على مايبدو لسكن العمال، حيث عثر رجال الإطفاء على الجثتين بداخله.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: اين الجهات المعنية عن هذه المخالفات، اين لجنة التعديات، اين البلدية، اين فرق تفتيش الإطفاء، اين الداخلية، اين القانون، اين هيبة الدولة؟

لا تصوروا الفضيحة
قام أحد الاطفائيين بتصرف غريب، حيث ترك عمله في اخماد النيران وتفرغ للتشاجر مع الصحافيين ومنع مصوري الصحف من تأدية عملهم في تصوير الفضيحة المتمثلة في اخراج الجثتين عقب اخماد النيران بعد اكتشافهما على سبيل الصدفة البحتة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا