728

الأربعاء، 19 أغسطس 2009

سجن رومية يخترق الجمود الداخلي لتأليف الحكومة

بيروت، وكالات: فيما يسود الجمود جبهة الاتصالات السياسية من أجل استئناف تأليف الحكومة اللبنانية، شهد الوضع الأمني تحريكاً مفاجئاً أمس بمحاولة مجموعة موقوفين من تنظيم " فتح الإسلام " الفرار من سجن رومية المركزي. فأحبطت قوى الأمن هروب 7 منهم فيما نجح الثامن في الإفلات الى خارج حرم السجن وسلك طريق الأحراج المحيطة به وعملت القوى الأمنية على تعقبه للقبض عليه.واستدعت العملية التي فوجئت بها المراجع الأمنية، اتخاذ وزير الداخلية زياد بارود تدابير فورية في حق الضباط والعناصر المسؤولين عن حراسة هؤلاء. وشملت تدابيره التوقيف الفوري لآمر سجن مبنى الموقوفين وضابط الدوام في سرية السجون المركزية، والمراقبين العامين في مبنى سجن الموقوفين وحرس الطابق الثالث في سجن الموقوفين، الى حين استكمال التحقيق الذي تتولاه المفتشية العامة لقوى الأمن.

والموقوف الفار من السجن من عناصر "فتح الإسلام" الذين خاضوا معارك شرسة ضد الجيش العام 2007، وهو طه أحمد حاجي سليمان (سوري الجنسية) وملاحق بأعمال إرهابية إضافة الى محاكمته بالسطو المسلح على مصرف العام 2006 بتحريض من زعيم "فتح الإسلام" شاكر العبسي الفار هو الآخر. وكان بين الموقوفين السبعة الذين تمكنت قوى الأمن من منعهم من الهروب الناطق الرسمي باسم "فتح الإسلام" أبو سليم طه وأحد المتهمين بالاشتراك في تفجير بلدة عين علق في 13 شباط (فبراير) 2007.

وزير الداخلية زيادر بارود

وسألت جريدة "السفير" المقربة من فريق 8 آذار وزير الداخلية زيادر بارود حول تفسيره للحملات التي تعرض لها من قبل البعض في أعقاب حدوث حالة الفرار، فقال: أنا أفهم ان يجري من توجيه انتقادات لي، على خلفية سياسية، وأنا لست من الذين يرغبون في تقديم أنفسهم كضحية تحت شعار انني مستهدف. اعرف ان السياسيين ليسوا أعضاء في أخوية "الحبل بلا دنس"، والامور تسير عادة على هذا النحو في لبنان، لكن ما أرفضه هو ان يتم التعرض لي بعنوان التقصير لان الحقيقة ليست كذلك بتاتا، وإذا افترض البعض ان باستطاعته ان يجعلني مكسر عصا لانني لا أسند ظهري الى حزب سياسي او دولة خارجية او قدرة مالية فهو مخطئ، وكرامتي هي قبل الوزارة، والاعتبار المهني لدي أقوى من أي اعتبار سياسي، وهذا ما دفعني الى أتخاذ إجراءات تأديبية بحق الضباط والعناصر في السجون، قد تكون الاسرع في تاريخ لبنان، وهذا إجراء كنت سألجأ اليه سواء تعرضت للحملات ام لا.. المهم ان ضميري مرتاح وأترك للناس ان يحاسبوني.

على الصعيد الحكومي لم يُسجل أمس أي تطور في اتجاه اختراق الجمود التي تطبع مساعي تشكيل الحكومة، فيما ذكرت جريدة "النهار" المقربة من فريق 14 آذار ان ثمة اهتماما رسميا بما ستؤول اليه المحادثات التي سيجريها اليوم في طهران الرئيس السوري بشار الاسد مع المسؤولين الايرانيين الكبار لمعرفة كيف ستنعكس النتائج لاحقا على بعض المواقف الداخلية من الموضوع الحكومي.

هذا واتهمت كتلة "المستقبل" النيابية رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" من دون أن تسميه، بـ "التعرض من خلال سجاله في مسألة تشكيل الحكومة لمبادئ أساسية في الدستور وهو الضامن الحقيقي والوحيد لاجتماع اللبنانيين وطنياً وبخاصة في ما يتعلق بصلاحيات ودور كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وتفاهمهما على تشكيل الحكومة وفق النص الدستوري".

وناقشت الكتلة في اجتماع برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة "تطورات تشكيل الحكومة والحدة اللافتة في اسلوب التخاطب السياسي حول هذه المسألة وغيرها"، وأكدت في بيان "أهمية العودة الى الحوار الهادئ والضروري لحماية السلم الأهلي، ومن أجل التقدم على مسار تشكيل الحكومة التي ينتظرها اللبنانيون بمختلف اتجاهاتهم السياسية". ونوهت الكتلة بـ "موقف الرئيس المكلف من هذا التردي في الخطاب السياسي"، مشددة على "أهمية ثباته وتصميمه وتمسكه بالدستور وبأعرافه". وأهابت بجميع الفرقاء السياسيين في لبنان "الالتزام بأسلوب الحوار والتخاطب السياسي الراقي والمسؤول". واستنكرت الكتلة "التعرض لمؤسسة الجيش وقيادتها والتي يعلق اللبنانيون عليها وعلى القوى الأمنية كافة آمالاً كبيرة في حفظ الأمن وتثبيت السلم الأهلي في كل المناطق اللبنانية دون استثناء".

وحول الدعوة التي وجهها رئيس الوزراء المكلف قبل ستة ايام الى "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ذكرت "النهار" انها لم تلق جوابا حتى الآن. وترى مصادر مواكبة لهذا الملف ان عون الذي اوكل الى وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل مهمة التفاوض مع الحريري واجراء اتصالات مع "حزب الله"، لا يزال عند قراره، الامر الذي أدى الى عدم فتح أي قناة اتصال مباشرة بينه وبين رئيس الوزراء المكلف وهذا ما تسبب بتعطيل فرص تحريك الحوار الذي بات الآن معلقا بفعل قرار فرض باسيل محاورا ومرشحا لا عودة عنه لدخول الحكومة العتيدة.

من جانبه حضَّ رئيس الجمهورية ميشال سليمان المعنيين بالشأن السياسي على "التعاون لتسهيل تشكيل حكومة تعنى بشؤون البلد والمواطنين". ونبه أمام زواره الى "مسؤولية الجميع عن عدم ضياع الفرص لإطلاق ورشة التنمية والإصلاح، خصوصاً أن ظروف لبنان والمنطقة مؤاتية لمثل هذه الورشة".

وتوقف الرئيس السابق أمين الجميل عند موقفي الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، معتبراً "أن فيهما تقاطعاً يرمي الى استمرار الإمساك بالقرارات السيادية وعلى رأسها قرارا السلم والحرب والتفاوض الديبلوماسي بمعزل عن السلطات الدستورية ومنطق الشراكة الوطنية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا