728

الأربعاء، 19 أغسطس 2009

طالبان تحاصر كابل



طالبان وسعوا في الفترة الأخيرة هجماتهم لتخويف الناخبين من التصويت (رويترز)

تتصاعد وتيرة هجمات وتهديدات حركة طالبان الرامية إلى إفشال انتخابات الخميس التي يراهن الغرب على نجاحها بوصفها "مفتاح إنقاذ أفغانستان" ويرى البعض أن هجمات طالبان قد تنجح في ثني العديد عن الإدلاء بأصواتهم مما قد يقوض مصداقية أي نتائج يتمخض عنها هذا الاقتراع.

أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن خمس هجمات على كابل أدت إلى مقتل 15 شخصا وجرح 144 خلال الأسبوع الماضي, وهددت بشن المزيد على المراكز الانتخابية لتخويف الناخبين من الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الخميس القادم التي يراهن الغرب على أن يجعل من نجاحها مفتاح إنقاذ أفغانستان.

وتعد سلسلة هجمات طالبان الأخيرة توسيعا لحملتهم خارج معاقلهم الريفية, مما قد ينجح في تقويض مشاركة الناخبين حتى في المناطق التي تخضع مراكز الاقتراع فيها لحراسة مشددة.

ونسبت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية لمسؤول أمني غربي بكابل يعمل مستشارا للحكومة الأفغانية في القضايا الأمنية أن طالبان كدسوا الأسلحة والقنابل في كابل منذ فترة ولديهم الرجال لتنفيذ عملياتهم في العاصمة الأفغانية, مؤكدا أنهم "إنما يتحينون الوقت المناسب لتنفيذ هجماتهم".

بل إن متحدثا باسم طالبان أكد لوكالة أسيوشيتد برس أن حركته أرسلت عشرين انتحاريا يرتدون أحزمة ناسفة إلى المدينة وأن خمسة منهم اشتبكوا بالفعل مع الشرطة الأفغانية.

وسعيا منها لتأمين مراكز الاقتراع, حرصت الحكومة الأفغانية على عدم الكشف عن مواقع تلك المراكز حتى يوم الاقتراع, لكن وول ستريت جورنال نقلت عن مسؤولين غربيين قولهم إن أربعة من هذه المراكز في مناطق جنوب العاصمة تعرضت يومي الاثنين والثلاثاء لهجمات بأسلحة هجومية وقذائف صاروخية, كما تلقى عدد من مدرسي المدارس التي يتوقع أن تكون مراكز انتخابية بمقاطعة وردك تهديدات بالقتل حسب ما أوردته الصحيفة عن مسؤولين أفغانيين بالمنطقة.

كما اعتبرت الصحيفة في تقريرها -الذي اختارت له عنوان "طالبان تحاصر كابل"- توجيه وزارة الخارجية الأفغانية أوامر لوسائل الإعلام بعدم بث أخبار أي حادث عنف يقع يوم الاقتراع ما بين السادسة صباحا والثامنة ليلا مؤشرا على أن هجمات المسلحين ربما نجحت في تحقيق بعض ما هدفت له.

ولا شك -تضيف وول ستريت جورنال- أن تزايد أعمال العنف وما نجم عن ذلك في الفترة الأخيرة من تفاقم للضحايا بين قوات التحالف يهدد بتقويض الدعم الذي تحظى به الحملة العسكرية الأفغانية داخل دول حلف شمال الأطلسي التي فقدت جنودا في الأشهر القليلة الماضية, بما في ذلك ألمانيا وكندا وفرنسا.

أما بريطانيا فإن الحملة العسكرية بأفغانستان لم تعد محل اتفاق بين السياسيين بعد الاستياء الشعبي الكبير الذي أعقب مقتل 15 جنديا بريطانيا خلال 11 يوما في يوليو/تموز الماضي.

لحكم الرشيد
وتبرز صحيفة ديلي تلغراف اللندنية فتور حماس الأفغانيين عندما يتعلق الأمر بالتصويت, فتنقل عن مزارع أفغاني ذي لحية كثة يدعى علي سعيد قوله إنه لن يخاطر بحياته للمشاركة في انتخابات الخميس.

ويضيف "لماذا أصوت لهؤلاء السياسيين؟ إنهم لم يجلبوا لنا الأمن ولا التنمية, ولو تجرأت على التصويت فعلا فطالبان سيقتلونني".

وتتوقع الصحيفة أن تشوب هذه الانتخابات عمليات تزوير وشراء للذمم على نطاق واسع للغاية, وتورد في هذا السياق ما قالت إن زعماء القبائل يقومون به للتحكم في تصويت الناخبين كما تبرز الدور الذي يراد لأشهر زعماء الحرب الأفغانيين عبد الرشيد دوستم لعبه لضمان جلب أعداد كبيرة من الأصوات للرئيس الأفغاني المنتهية ولايته حامد كرزاي.

غير أن ديلي تلغراف تنقل عن بعض المتفائلين قولهم إن هذه الانتخابات ستمثل مخرجا لأفغانستان من الفوضى التي تعيشها منذ أمد بعيد.

ويرفض هؤلاء الصورة السوداوية التي يرسمها الكثيرون لأفغانستان والتوقعات بتحولها إلى بلد فاشل, فيؤكدون أن الجيش الأفغاني أفضل بكثير من ذي قبل كما هي حال الشرطة.

وينبهون إلى تراجع التفجيرات والاختطاف في كابل على مدى السنة الماضية, بل ويصر عدد من الغربيين ورجال الأعمال الأفغانيين على أن أفغانستان يجري بناؤها بهدوء رغم الحرب.

وتتوقع الصحيفة أن يفوز كرزاي في الجولة الأولى أو الثانية من هذه الانتخابات, لكنها تشير إلى أن فوزه لن يفرح كثيرا من الأفغانيين إلا أن الحكومة الأفغانية الجديدة ستكون على الأقل قد وصلت لسدة الحكم على أثر نقاش جاد وحقيقي.

ويرى عدد من الأفغانيين أن الحل الوحيد لمشاكل أفغانستان يكمن في الحكم الرشيد.

وتنقل ديلي تلغراف عن رجل الأعمال الأفغاني ذي الجنسية الأسترالية سعد محسني المقيم في كابل قوله "لا فائدة من المحادثات مع طالبان ولا من مقارعتهم, فلو جاءت حكومة أفغانية تعمل بجد لتوفير الأمن والرعاية الصحية والمدارس فإن الناس العاديين سيكونون إلى جانبها, لكنهم سيعارضونها وينضمون لأعدائها إذا كانت فاسدة ولا تتوفر على الكفاءات الضرورية لممارسة الحكم الرشيد".

المصدر: ديلي تلغراف+وول ستريت جورنال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا