728

الأربعاء، 19 أغسطس 2009

رمضان فرنسا تحت جدل البرقع!


هادي يحمد


من المتوقع أن يطغى جدل البوركيني على وسائل إعلام فرنسا في رمضان
من المتوقع أن يطغى جدل البوركيني على وسائل إعلام فرنسا في رمضان

باريس - يحل شهر رمضان هذه السنة بفرنسا والجدل ما يزال محتدما حول البرقع والقانون المزمع سنه لمنعه.

وزاد هذا الجدل حدة مؤخرا بعد الضجة التي أثارتها إحدى المسلمات الفرنسيات بنزولها في مسبح عمومي بما يعرف بالمايوه الشرعي الـ"بوركيني"، وهو عبارة عن زي للسباحة يغطي كل الجسم، هذا في الوقت الذي شبهت فيه وزيرة فرنسية من أصول مسلمة البرقع بـ"السرطان" الذي يجب اجتثاثه بالقانون.

ويحل شهر رمضان المبارك حسب إعلان المجلس الأوروبي للبحوث والإفتاء يوم 22 أغسطس الجاري، في الوقت الذي يتولى -كما جرت العادة- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (الممثل الرسمي للإسلام بفرنسا) الإعلان عن قدوم رمضان رسميا بفرنسا.

وبالرغم من أن التوقعات بإصدار قانون يمنع البرقع بفرنسا قد هدأت نسبيا في أوائل هذه الصائفة بعد أن كشفت وزارة الداخلية الفرنسية عن إحصائيات تقول إن 368 مسلمة فرنسية فقط ترتدي النقاب بفرنسا؛ وهو ما اعتبرته جريدة "لوموند" حينها معطى كافيا لوقف كل هذا الجدل حول النقاب باعتباره ظاهرة محدودة لا تستدعي سن قانون, فإن حادثة ارتداء إحدى الفتيات المسلمات يوم 12 أغسطس الجاري في مسبح عمومي في ضواحي باريس "البوركيني" قد أعاد الجدل من جديد حول ما تعتبره بعض الجهات الفرنسية "انحرافا عن مبادئ العلمانية" في الجمهورية الفرنسية ممثلا في "البرقع" و"البوركيني".

وكانت "كارولين" (35 سنة) وهي فرنسية معتنقة للإسلام قد رفعت دعوى قضائية ضد أحد مسئولي المسابح العمومية بضواحي باريس معتبرة أن منعها من ارتداء "البوركيني" هو بمثابة "تمييز ضد معتقداتها وحريتها في اختيار لباسها".

ولئن رفضت الجهات الممثلة للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بفرنسا التعليق مجددا على هذا الجدل؛ حيث اعتبر محمد موساوي رئيس المجلس الفرنسي في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" "أن هذا الجدل عديم الجدوى وليس من أولويات مسلمي فرنسا الذين لهم أولويات أخرى أكثر أهمية"، فإن تصريحات منسوبة إلى الوزيرة المكلفة بسياسات المدن "فضيلة عمارة" والتي تعود إلى أصول جزائرية زادت من حدة الجدل؛ حيث اعتبرت أن "النقاب سرطان يجب اقتلاعه" من أجل المحافظة على سلامة الجمهورية والعلمانية الفرنسية من العلل والأمراض، بحسب تعبيرها.

اهتمام إعلامي برمضان

ودعت الوزيرة إلى منع "البرقع" كوسيلة للحد من انتشار "الإسلام الراديكالي" بفرنسا، وهي تصريحات تدعم التوجه الرسمي الفرنسي إزاء هذا الجدل والذي عبر عنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم 12 يونيو الماضي حينما قال: "النقاب غير مرحب به بفرنسا".

ومن المتوقع أن يزداد الجدل حول البرقع حدة مع حلول شهر رمضان؛ حيث تعود الإعلام الفرنسي تخصيص جزء كبير من اهتماماته في الشهر الفضيل لواقع مسلمي فرنسا ومشاغلهم.

ومن المنتظر أيضا أن تقدم لجنة برلمانية شكلت من أجل رصد واقع البرقع بفرنسا تقريرها في شهر يناير من العام القادم وسط توجه يرمي إلى سن قانون يمنع مثل هذا الزي في شوارع فرنسا.

وأثار التوجه الفرنسي الرسمي نحو منع البرقع بفرنسا ردود فعل عنيفة من قبل الجهات القريبة من تنظيم القاعدة؛ حيث أصدر ما يسمى بـ"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" بيانا هدد فيه المصالح الفرنسية، في الوقت الذي صدر فيه تسجيل صوتي لأيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة يهدد فيه فرنسا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا