728

الأربعاء، 14 أكتوبر 2009

خادم الحرمين يدشن المرحلة العلمية لتطوير القضاء العام المقبل

الرياض

يدشنُ خادم الحرمين الشَّريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أعمال المرحلة العلمية الأولى لمشروعه لتطوير مرفق القضاء مطلع العام المقبل، ويرعى المؤتمر الدولي المصاحب بعنوان: «تنوع الأحكام الجنائية - نحو تأصيل علمي للعقوبات التقديرية وتوثيقها».وأوضح وزير العدل الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى: «إنَّ الرعاية تمثل نقطة تحولٍ ومنعطفاً مهماً في تاريخنا القضائي، مشمولاً بالإفادة من أرقى المعطيات والخبرات محلياً وعالمياً، وتسخيرها للنهوض بقطاع العدالة بكامل أجهزته ومرافقه، بعد أن استكملت الوزارة الاستعدادات لمتطلبات القطاع العدلي في ما يخص المنشآت والتجهيزات وتقنية المعلومات والبوابات الالكترونية التي سيتم تدشينها تباعاً، ودرس الهيكلة الإدارية»، مشيراً إلى أن الوزارة لديها العديد من الخيارات لدرسها وتقويمها والأخذ بالأنسب منها.

وأشار إلى أن الدور الكبير الذي يضطلع به خادم الحرمين في هذه النقلة التاريخية يضاف إلى مُنجزاته الكبيرة لخدمة الشريعة الإسلامية، وأن افتتاحه لأعمال المرحلة العلمية الأولى من مشروعه لتطوير مرفق القضاء يترجم حجم التطلعات العليا نحو مرفق العدالة، ويضع الوزارة أمام تأكيد جديد لأهمية قيامها بمسؤوليتها العدلية على أكمل وجه، وتجاوز أيّ عقبةٍ قد تُعيق سرعة إيصال الحقوق لأصحابها، وأكد أن عزم خادم الحرمين الشريفين على كسب رهان الدولة على النجاح الكامل لهذا المشروع بجميع مكوناته، يجعلنا جميعاً على محك المسؤولية، بما يهدف إليه من تسخير المعرفة، والخبرة، والتقنية، والاستثمار في الموارد البشرية لخدمة أحكام الشرع المطهر، باعتبارها العلامة الفارقة في صرحنا الوطني الكبير، وأن تسريع عملية التقاضي وتوفير ضمانات العدالة كافة تعد العنصر الأهم في المكون التنموي.

وأضاف الوزير العيسى أنَّ المرحلةَ العلمية ستتركز على درس العديد من الخطط والبرامج من بينها: الخطة العدلية المتكاملة لتسريع البت في القضايا، متضمنة محاور عدة من بينها: نشر ثقافة التحكيم، وتفعيل دورها الحقوقي، بطبيعته الخاصة ومزاياه المهمة، كما تشمل الخطة العدلية اقتراح الإلزام بأسلوب الصلح والتوفيق وفق ترتيب نظامي، ودرس التجارب العالمية بقصر الترافع على مكاتب المحاماة والتعويض عن أتعابها، وإعادة تأهيل المكاتب القضائية بتعزيز دور الباحثين في الشريعة والأنظمة لإعداد الدراسات الشرعية والنظامية، وتحضير القضية، خصوصاً جمع مسائلها العلمية وسوابقها القضائية، وكذلك نشر الأحكام واستخلاص مبادئها وفق تصنيف علمي ونشر إلكتروني، والتطبيق الفاعل لتعليمات الحد من الدعاوى الكيدية، والإعداد الجيد لتدريب القضاة وأعوانهم وتلمس مواطن الحاجة في العملية التدريبية.

وأردف بأن من مهمات تسريع البت في القضايا تفعيل دور المحضرين، وعمل التدابير اللازمة لقيامهم بواجبهم على أكمل وجه، والتطبيق الفوري من المحكمة لأحكام النظام في حال عدم جدية أيٍّ من أطراف الدعوى بالحضور أو المماطلة في تقديم مستنداتها، والمرونة في رصد مذكرات الدعوى والعهد بذلك إلى أعوان القضاة في سياق آخِر ما توصلت إليه إجراءات المرافعة القضائية، وتفريغ القضاة بحيث لا يُسند إليهم أي عمل يخرج عن إطار العمل القضائي، بما في ذلك إثقال كواهلهم بالأعمال التوثيقية الخارجة عن ولاية البت والفصل، نظراً إلى كون الوظيفة القضائية تتطلب التفرغ التام ومواصلة البحث والدراسة والاستطلاع، وأن الصوارف الأخرى من شأنها التأثير على أداء القاضي والتقليل من مستوى إبداعه المطلوب.

وأكد الوزير العيسى في هذا السياق أن قضاء المملكة لا يتطلب زيادة ملحة في أعداد قضاته، بقدر ما يتطلبه الطرح المنوه عنه من الاهتمام والدراسة، وهو ما يشكل الأولوية في المراجعة والتقويم، خصوصاً إذا علمنا بأن تعداد القضاة - المقارَن - يشملُ كافة من يزاول العمل القضائي، بما في ذلك اللجان ذات الاختصاص القضائي، وقضاة التوثيق، والمشمولين كافة بمظلة السلك القضائي وإن لم يباشروا أعمالاً قضائية صرفة، في حين أن إحصاءاتنا لا تشملُ عند عقد المقارنة سوى منسوبي القضاء العام.

وأوضح وزير العدل أن المؤتمر الدولي المصاحب سيتناول موضوع تنوع الأحكام الجنائية وإيجاد آلية علمية تعتمد حصره على التنوع الإيجابي، وتوثيق ذلك بمبادئ قضائية ومنهج تدويني شامل، يجعل الجميع أمام صورة واضحة للمبادئ التي استقر عليها الدكتور هانس فيشر القضاء في فصل العقوبات التقديرية وتلافي احتمالية ازدواجية الأحكام في الوقائع المتماثلة، مع الأخذ في الاعتبار اختلاف الفروق بين الدعاوى وأحوال المتهمين، خصوصاً السوابق الجنائية، كما سيتناول المؤتمر العقوبات البديلة واستطلاع جدواها من جهة أسلوب تنفيذها، ليكون التوجه القضائي مؤسساً على القراءة الدقيقة لإمكان التنفيذ.

وأشار وزير العدل إلى أن فعاليات الملتقى العلمي ستشمل نخباً قضائية وعلمية وخبراء مشهوداً لهم في هذا المجال وسيأخذ في الاعتبار تقديم العديد من المقترحات والتوصيات؛ للرفع عنها لراعي المؤتمر خادم الحرمين الشريفين.

مؤكداً أن التحديث والتطوير - وفق ثوابتنا القضائية - هو الحكمة التي نسعى إليها وهي ضالة المؤمن، لتخدم عدل الشريعة الإسلامية الذي اضطلعت به كفاءاتنا القضائية على أكمل وجه وفق منهج واضح وتأسيس راسخ نعـــتز بسيادة دستوره وتميزه، معلماً مضيئاً في سجلنا الوطني الممتد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا