728

الأربعاء، 14 أكتوبر 2009

هورموزلو: زيارة إردوغان لبغداد تهدف لتحقيق تكامل سياسي وإقتصادي مع العراق

سيقوم رئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان الخميس بزيارة لبغداد تهدف إلى توقيع اتفاقات جديدة لتفعيل التعاون المشترك بين العراق وتركيا. وقد نفت وزارة الموارد المائية العراقية اليوم ان تكون الاجتماعات بين بغداد وانقرة حول المياه، قد تناولت موضوع مقايضة النفط العراقي بالمياه مع تركيا. وقال مستشار الرئاسة التركية في حديث إلى إيلاف إنّ آلية التعاون الثلاثي المشترك التركي العراقي الاميركي الحالي في مواجهة الارهاب تعتبر فاعلة، كما رجحت مصادر أن يستأنف أردوغان توسطه لحل الازمة بين بغداد ودمشق.

لندن: قال مستشار الرئاسة التركية أرشاد هورموزلو إنّ زيارة مقررة الى بغداد سيقوم بها رئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان بعد غد الخميس تهدف إلى تحقيق تكامل سياسي واقتصادي مع العراق وتوقيع اتفاقات جديدة لتفعيل التعاون المشترك في جميع المجالات والبدء بتنفيذ الاتفاق الاستراتيجي الموقع بين البلدين، إضافة إلى بحث مشكلة توزيع مياه نهر الفرات على البلدان الثلاثة المتشاطئة عليه وتفعيل التعاون الثنائي لمواجهة ارهاب حزب العمال التركي الكردستاني .

واضاف هورموزلو مستشار الرئيس التركي عبد الله غول لشؤون الشرق الاوسط في اتصال هاتفي مع "ايلاف" ان اردوغان سيجري مباحثات شاملة مع رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس العراقي جلال طالباني لبحث وتفعيل اليات الاتفاقات التي وقعها البلدان في اسطنبول في الثامن عشر من الشهر الماضي وزادت على 40 اتفاقية تناولت المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية "وهي تصب في مصلحة شعبي العراق وتركيا".

وردًا على سؤال حول ارتفاع شكاوى عراقية من عدم اطلاق تركيا لحصة كافية من مياه نهر الفرات الذي ينبع من تركيا اكد المسؤول التركي ان هذه المسألة فنية ولا تستخدمها تركيا لاهداف سياسية وهي تأمل من دول الجوار عدم اعتبارها وسيلة تجني من ورائها بلاده مكاسب سياسية . واوضح ان مشكلة المياه هذه قد ظهرت اثر قلة الامطار التي شهدتها تركيا والعراق وعدم ترشيد استخدام المياه في الدول الثلاث المستفيدة من الفرات وهي تركيا والعراق وسوريا. ودعا الى عمل ثلاثي مشترك بين هذه الدول يتم من خلاله استغلال متكامل للمياه لمافية مصلحة شعوبها .. وشدد هورمزلو على ضرورة وضع خطط مستقبلية تتم من خلالها الاستفادة المتكاملة من مياه النهر .

وقد نفت وزارة الموارد المائية العراقية اليوم الثلاثاء ان تكون الاجتماعات بين بغداد وانقرة حول المياه قد تناولت موضوع مقايضة النفط العراقي بالمياه مع تركيا. وقال مدير عام ادارة الموارد المائية عون ذياب ان هذا الموضوع لم يطرح ابدا وان الحكومة العراقية لن تقبل بمثل هذه المعادلة. واضاف ان النفط ثروة ناضبة ويكلف الدولة اموالا طائلة لاستخراجه بينما المياه هبة من عند الله كما وان هناك حقوقًا ثابتة لمستخدمي المياه على طول مجرى الانهر الدولية سواء كانت دولة المنبع او المجرى او المصب.

وفيما اذا ستتناول محادثات اردوغان في بغداد مشكلة حزب العمال التركي الكردستاني المتواجدة قواعده المسلحة فوق الاراضي العراقية الشمالية اشار هورموزلو الى ان بلاده تشعر بالارتياح من التعاون العراقي في مواجهة الاعمال العسكرية التي يقوم بها مسلحو الحزب ضد اهداف داخل تركيا . وقال ان بلاده تشعر بوجود ارادة سياسية عراقية لمواجهة ارهاب حزب العمال لكنه اكد على ضرورة تطوير التعاون العراقي التركي للوقوف بوجه "هذا الحزب الارهابي" . واضاف ان الية التعاون الثلاثي المشترك التركي العراقي الاميركي الحالي في مواجهة ارهاب الحزب تعتبر فاغلة وصحيحة منوها الى ان مكافحة الارهاب مسؤولية جماعية مشيرا بهذا الصدد الى ان العراق يعاني بدوره من ويلات الارهاب .

واستعدادًا لزيارة اردوغان فقد تسلم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري امس نسخة من اوراق اعتماد مراد اوزجليك السفير التركي الجديد في العراق . وبحث المسؤولان الاستعدادات والتحضيرات لعقد الجولة المقبلة من مباحثات المجلس الوزاري الاعلى لاتفاقية التعاون الاستراتيجي بين العراق وتركيا في بغداد الخميس . واكد زيباري ضرورة احترام وحدة الاراضي الاقليمية للعراق وتطوير التعاون الثنائي البناء لمكافحة الارهاب وتبني سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية . واكد حرص بلاده على تطوير وتفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين على جميع المستويات . يذكر ان اوزجليك كان يشغل منصب مبعوث الحكومة التركية الى العراق .

وقال إردوغان في تصريح صحافي هذا الاسبوع إنه “سيزور العراق على رأس وفد وزاري كبير لتفعيل اتفاقية المجلس الأعلى للتعاون الإستراتيجي الموقع بين البلدين واللجان الفرعية المشتركة المنبثقة عن المجلس” معربا عن امله بـتوقيع عشرات الاتفاقيات المشتركة مع الجانب العراقي قي مختلف المجالات . وكان الطرفان اجتمعا في العاصمة التركية أنقرة الشهر الماضي تمهيدا لاجتماع الدورة الثانية للمجلس المقرر عقدها في بغداد برئاسة رئيسي وزراء البلدين.

وكانت قوى برلمانية وسياسية وشعبية عديدة دعت للضغط على تركيا وتضمين الاتفاقية الإستراتيجية معها بندا يتعلق بالمياه وضرورة توقيع اتفاقية منصفة وملزمة معها على وفق القوانين الدولية التي تحدد تقاسم المياه بين الدول المتشاطئة ضمانا لإطلاقها الكميات التي يحتاج إليها العراق لمواجهة الشحة الكبيرة التي يعاني منها بعد أن عمدت إلى تقليل حصة العراق المائية في حين قامت إيران بتحوير مسار الأنهار التي تنبع من أراضيها تجاه العراق ما تسبب بموجة جفاف غير مسبوقة لاسيما في مناطق وسط العراق وجنوبه.
وكانت اخر زيارة قام بها اردوغان الى بغداد قد تمت في تموز العام الماضي.

ومن جهته، قال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان المالكي واردوغان سيوقعان على 50 مذكرة تفاهم في مجالات الطاقة والإعمار والإسكان والبيئة والغابات والمياه والأمن ومكافحة الإرهاب والصحة والتجارة والزراعة والنقل والمواصلات والاتصالات بعدما تم التوصل اليها بين وفود مشتركة خلال الشهور الماضية . ورجحت عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان تانيا طلعت أن يستأنف أردوغان توسطه لحل الازمة بين بغداد ودمشق. وقالت أن تركيا تبذل جهوداً كبيرة لتطويق الخلاف بين الجانبين لما له من تأثير في العلاقة المتقاطعة بين البلدين على مصالحها الاقتصادية والتجارية والسياسية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا