728

الجمعة، 21 أغسطس 2009

أفرجت عنه أسكتلندا لأسباب إنسانية:أميركا: لا تستقبلوا المقرحي كبطل




يصعد سلم طائرة أقلته من غلاسكو إلى ليبيا (رويترز)

طلبت الولايات المتحدة الأميركية من ليبيا ألا تستقبل عبد الباسط المقرحي -الذي أدين في تفجير لوكربي، وأطلقت أسكتلندا سراحه لأسباب إنسانية- استقبال الأبطال.

وقال ناطق باسم الخارجية الأميركية "قلنا بوضوح للمسؤولين الليبيين إنه لا يستحق استقبال الأبطال" بعد أن أدين بالضلوع في تفجير لوكربي.

وأبدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون "خيبة عميقة" لقرارٍ يفتقد حسب وزير العدل الأميركي إيريك هولدر إلى كل الأسس القانونية.

وغادر المقرحي سجنه قرب غلاسكو بعد ساعة من قرار وزير العدل الأسكتلندي كيني مكاسكيل الذي قال إن "أسكتلندا لن تنسى أبدا الجريمة"، لكن قضاءها يشترط أن "تكون الرحمة متوفرة" في تطبيق الأحكام، مذّكرا بأن تقارير الأطباء تؤكد أن المقرحي لن يعيش إلا أشهرا معدودة.

مكاسكيل استبعد خيار الإفراج عن المقرحي ليبقى بأسكتلندا بسبب التعقيدات الأمنية (الفرنسية)
وقال إنه استبعد إعادة المقرحي إلى ليبيا في إطار اتفاق لتبادل السجناء لأن أقارب الضحايا الأميركيين قٌدمت لهم ضمانات بأن المدان سيقضي بقية العقوبة في أسكتلندا، واستبعد أيضا خيار الإفراج عنه ليبقى في الأراضي الأسكتلندية لأن الشرطة قالت إن ذلك يحتاج إجراءات أمنية مشددة.

محنة لم تنته
وسار المقرحي، المصاب بسرطان في المثانة في مرحلة متقدمة، دون مساعدة وهو يرتدي لباسا أبيض وشالا يغطي رأسه، إلى طائرة في مطار غلاسكو كان على متنها سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي، وحطت بعد ثلاث ساعات تقريبا في مطار قرب طرابلس، حيث تجمع مئات لاستقباله.

وقال المقرحي في بيان وزعه محاموه إن "هذه المحنة لم تنته بعودتي إلى ليبيا، وربما لن تنتهي إلا عندما أموت".

وجدد التأكيد على أنه بريء فـ"قد كان علي أن أعاني من أجل شيء لم أفعله"، واعتبر إدانته "عارا"، وخاطب أقارب الضحايا قائلا "أتعاطف معكم بصدق في مصابكم".

ووقف بعض الأشخاص أمام السجن ولوحوا في اتجاه موكب المقرحي بحركات بذيئة كعلامة استنكار للإفراج عنه.

عميل استخبارات
وأدين المقرحي لدوره في التفجير بالسجن المؤبد في 2001، وهو حكم كان يجب أن يقضي منه 27 عاما على الأقل حسب القانون الأسكتلندي، لكن وُجِدت أرضية كافية ليستأنف حكمه عندما روجع ملفه في 2007.

وكان المقرحي يعمل في 1988 رئيسا لأمن الخطوط الجوية الليبية في مالطا عندما وقع الهجوم الذي قتل 270 شخصا كثير منهم أميركيون، لكن مخبرين أميركيين أكدوا أنه كان أيضا عميلا سريا لاستخبارات ليبيا.

وإطلاق سراح السجناء عادة متأصلة في النظام القضائي الأسكتلندي عندما يشارف المدان على الموت، وقد استجيب -حسب المسؤولين الأسكتلنديين- لـ 27 من 30 التماسا في هذا الصدد في أسكتلندا التي هي جزء من بريطانيا لكن لها نظام قضائي مستقل.

ليبيا أقرت بمسؤوليتها عن تفجير لوكربي ودفعت مليارات الدولارات لأقارب الضحايا (الفرنسية)
وقال المحامي سعد جبار الذي عمل على الملف إن الإفراج عن المقرحي سيحسن كثيرا العلاقات البريطانية العربية.

انقسام
وانقسمت عائلات الضحايا على نفسها في موقفها من قرار الإفراج الذي كان على المقرحي -ليستطيع وزير العدل اتخاذه- أن يتنازل عن طعن رفعه في حكم إدانته.

وقالت البريطانية جيم سواير التي فقدت ابنتها في التفجير لـ"بي بي سي" إنها تعتقد أن من حق المقرحي أن يقضي آخر أيامه بين أهله فـ"أنا لم أصدق للحظة أن الرجل قام بالدور الذي قالوا إنه قام به".

لكن الأميركية سوزان كوهين التي فقدت أيضا ابنتها في الهجوم قالت لـ"سي أن أن"، إن الإفراج أمر مروع، واعتبرته صفقة "تعطي القذافي ما يريده لنستطيع الحصول على النفط".

ويأتي الإفراج وسط انفراج كبير في العلاقات بين بريطانيا وليبيا التي نبذت "الإرهاب" بعد هجمات أيلول 2001، وفككت برنامجها النووي، واعترفت بدورها في هجوم لوكربي، وعوضت الضحايا بضعة مليارات من الدولارات.

وتنشط شركات نفطية بريطانية كبيرة في ليبيا الذي تزخر بأكبر احتياطي بترولي في أفريقيا، جزء كبير منه لم يكتشف بعد.

المصدر: وكالات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا