728

الجمعة، 21 أغسطس 2009

هلع بإسرائيل من تفشي الجريمة



روحانا أكد أن تفشي العنف في المجتمع الإسرائيلي يتماشى مع جذور المشروع الصهيوني وأسسه المعيارية (الجزيرة نت)

وديع عواودة-حيفا

عبرت أوساط رسمية وشعبية واسعة في إسرائيل عن قلقها من تفشي ظاهرة الجريمة التي اعتبرتها بعض الجهات خطرا إستراتيجياً، وتستعد الحكومة الإسرائيلية لبحثها في جلستها الأسبوعية الأحد.

وكرست لجنة الداخلية في الكنيست جلستها الطارئة لمناقشة ارتفاع عدد حوادث القتل في الشارع الإسرائيلي وتفشي مختلف أنواع العدوانية، والعمل على الوقاية منها ومعالجتها.

وهزت البلاد سلسلة جرائم قتل منذ مطلع الشهر، من بينها إقدام رجل على قتل طفلته، وقيام مجهول بقتل سيدتين وتقطيع جثتيهما وحرقهما قبل إلقائهما في حاويات قمامة.

فقدان الأمن
وخلال جلسة لجنة الداخلية قال وزير الشرطة الإسرائيلية يتسحاق أهرونوفيتش إنه أصدر تعليماته لقوات حرس الحدود بالتفرغ لمكافحة الجريمة والانتشار في الشوارع لتعزيز الأمن الشخصي لدى المواطنين.

وأوضح أهرونوفتش أن مسؤولية تفشي العنف لا تقع على عاتق الشرطة فحسب وأن القضية مركبة ومرتبطة بالتربية في البيت والمدرسة وتحتاج لتعاون واسع من أجل مكافحة الجريمة.

قلق الإسرائيليين
وأمام انتقادات النواب والرأي العام لعجز الشرطة، خفف قائدها الجنرال دودي كوهن من وطأة الظاهرة، وقال إن جرائم القتل غير متفشية بإسرائيل مقارنة مع دول العالم، وكشف عن فتح 420 ألف ملف جنائي في البلاد كل عام 9% فقط منها تتعلق بالعنف، وتابع "لسنا مجتمعا عنيفا ولكن هناك عنفا فيما بيننا".

واتهم النائب يوحنان بلسنر (كاديما) الشرطة بتقديم معطيات مضللة حول تدني نسبة الجريمة بإسرائيل كي يظهر الضباط المسؤولون بصورة إيجابية تساعدهم على الارتقاء برتبهم.

ودعا النواب الأعضاء في لجنة الداخلية قائد الشرطة إلى عدم الإفراط في الأرقام، والاهتمام بالبحث عن إعادة الأمن الشخصي للإسرائيليين.

يشار إلى أن استطلاعا صادرا عن جامعة تل أبيب قد كشف العام الماضي أن 88% من الإسرائيليين قلقون جدا من اتساع ظاهرة العدوانية بالبلاد، فيما أكد 70% منهم عدم رضاهم عن معالجة الشرطة لها.

وأكد مدير مركز "مدى الكرمل" في حيفا للدراسات الاجتماعية التطبيقية البروفيسور نديم روحانا أن تفشي العنف في المجتمع الإسرائيلي يتماشى مع جذور المشروع الصهيوني وأسسه المعيارية.

وقال روحانا لن تتم سرقة وطن شعب آخر إلا بالعنف، ورجح استمرار تفاقمه مستقبلا لاسيما إذا استمر الفلسطينيون في المقاومة، وتابع أنه "في إسرائيل تتم شرعنة العنف ضد الآخر مثلما يتم إسباغ الشرعية على الفساد".

ويشدد روحانا على أن انتشار وباء العدوانية في إسرائيل مرده لتبرير سرقة كبرى مستمرة منذ مطلع القرن العشرين تقود بالضرورة إلى الفساد والعنف، مشيرا إلى أن الجرائم الإسرائيلية ضد الإنسانية مرتبطة بالمعايير الأخلاقية المعتمدة وبالعنف الداخلي، وأضاف أن "العنف المتفشي هو جزء بنيوي عضوي من المشروع الصهيوني وتتمة تطبيقه".

المعايير الصهيونية
وردا على سؤال قال روحانا إن العنف مرتبط أيضا بكون الإسرائيليين مجتمع مهاجرين لكن المهاجرين الجدد خاصة الروس يتأقلمون مع الأسس المعيارية المعتمدة في إسرائيل.

وربطت الباحثة في علم الاجتماع روت كسباه -من مدرسة التربية على القيادة في معهد مانديل- بين اتساع الجريمة وتحول إسرائيل إلى "إمبراطورية مال".

وشككت في فعالية تشديد المراقبة والأحكام القضائية وانتقدت جهاز التعليم والمجتمع، واعتبرت الاقتراح بزيادة عدد رجال الشرطة علاجا لعوارض الأزمة لا لجذورها.

واعتبر مدير المركز لدراسة الجريمة والقضاء والمجتمع في جامعة حيفا البروفيسور آرييه راتنر أن حالة العنف في إسرائيل مستتبة في السنوات الأخيرة بخلاف سنوات التسعين رغم الأحداث الأخيرة، وأن وسائل الإعلام تقف خلف حالة "الهستيريا" الراهنة في الرأي العام.

المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا