728

الأحد، 11 أكتوبر 2009

المئات ينهون اعتكافهم بالأقصى



أكثر من 400 معتكف رابطوا بالمسجد الأقصى منذ الأحد الماضي

ميرفت صادق-رام الله
أنهى مئات الفلسطينيين الليلة اعتكافهم في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة طوعا بعد أسبوع من محاصرتهم من قبل الشرطة الإسرائيلية التي لم تتمكن من اعتقال أي منهم كما هددت سابقا.

وقال الشيخ يوسف الباز أحد قيادات الحركة الإسلامية والذي تواجد طيلة الأيام الماضية في الأقصى إن "كل المعتكفين قرروا بخالص إرادتهم إنهاء اعتكافهم والخروج بعد أن تحققت كل الأهداف التي اعتكفوا لأجلها".

وخرج المعتكفون، الذين قدر عددهم بنحو 400 فلسطيني من أهالي القدس والداخل المحتل عام 1948 عبر بوابات الحرم القدسي الشريف، بعد إبلاغهم دائرة الأوقاف الإسلامية بإنهاء اعتكافهم بغية إغلاق أبواب الحرم بعد خروجهم.

وأكد الباز للجزيرة نت أن "المئات من عناصر الشرطة الإسرائيلية انتشروا على بوابات الحرم القدسي، ولكن بسبب كثافة أعداد المعتكفين إضافة إلى المصلين الذين سمح بدخولهم إلى صلاة العشاء لم يتمكن الاحتلال من اعتقال أي منهم".

وشدد على أن المعتكفين لم يفاوضوا أحدا ولم يجروا صفقة مع أي جهة بغرض إخراجهم من الأقصى بأمان، وأضاف أن المعتكفين قرروا الدخول إلى الأقصى من تلقاء أنفسهم وخرجوا منه كذلك دون أن يجبرهم أحد.

وبعد مغادرتهم، أكد الباز أن الخطر لا يزال يحيق بالأقصى ما دام تحت الاحتلال، وبين أن "عملية الاعتكاف كانت لأهداف محددة، ونشعر بنهاية الأعياد اليهودية والتهديدات باقتحام الأقصى خلالها بأن هذه الأهداف قد تحققت بانتصار إرادتنا".
ضمانات أردنية
الاحتلال هدد المعتكفين بالاعتقال والملاحقة
من ناحيته قال مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر إن انتهاء الاعتكاف جاء بعد التوصل إلى ضمانات أردنية من إسرائيل بعدم اعتقال أي من المعتكفين وإلغاء مذكرات الاعتقال التي كانت صدرت بحقهم.

وضمنت الأردن -التي تشرف على الأوقاف الإسلامية في القدس- للمعتكفين الدخول الحر ودون قيود إلى المسجد الأقصى، وإنهاء حصار المسجد الأقصى المفروض منذ بداية الأعياد اليهودية قبل أسبوعين.

وعبر عبد القادر عن ارتياحه للتوصل إلى هذا الاتفاق الذي قال إنه تم بمتابعة ورعاية أردنية عبر سفير الأردن لدى السلطة الفلسطينية.
وأكد أن إنهاء الاعتكاف لا يعني أن الخطر الذي يتهدد المسجد الأقصى قد زال، ودعا الفلسطينيين إلى مواصلة شد الرحال والرباط في الأقصى وإعماره بالصلاة والتواجد الدائم فيه.
رسالة محددة
من ناحيته أوضح الشيخ عبد العظيم سلهب رئيس مجلس أوقاف القدس أن "المعتكفين كانوا يؤدون شعائر دينية وهي حق لأي مسلم في كل أنحاء العالم، وكانت لهم رسالة محددة وقاموا بتأديتها فقط لا غير".

وأضاف سلهب للجزيرة نت أن "الأوقاف الإسلامية حذرت بأن حصار المسجد الأقصى مرفوض ويثير مشاعر المسلمين ولا مبرر له مطلقا، لأن الجماعات اليهودية المتطرفة هي التي أعلنت نيتها اقتحام الأقصى وتدنيسه ما أثار مشاعر الاستفزاز لدى المسلمين".

ونبه سلهب على أنه لا يجوز للسلطات الإسرائيلية أن توفر الحماية للجماعات المتطرفة فيما تحاصر مصلين يؤدون عبادات هي حق ديني وشرعي وقانوني وإنساني لهم.

وأكد أن المسجد الأقصى يجب أن يكون مصانا عن كل هذه الاعتداءات خاصة محاولات دخول متطرفين وانتهاك حرمته، وشدد على أن "الأقصى لن يضام ما دام المسلمون في بيت المقدس".

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد ضربت حصارا مشددا على المعتكفين الذين رابطوا في المسجد الأقصى منذ فجر الأحد الماضي، وهددت باعتقالهم وملاحقتهم بسبب رفضهم إخلاء المسجد والسماح للجماعات اليهودية المتطرفة اقتحام الأقصى وتأدية طقوس تلمودية في ساحاته.
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا