728

الجمعة، 2 أكتوبر 2009

بألوان علم الولاية.. "حجاب للاندماج" في هولندا


نصر الدين الدجبي


المبادرة تعتبر الثانية في هولندا
المبادرة تعتبر الثانية في هولندا

في مبادرة للمساهمة في اندماج مسلمي هولندا بين أطياف مجتمعهم، ارتدت إحدى المسلمات في ولاية "فريسلاند" شمالي البلاد حجابا بلون علم الولاية "الأزرق والأبيض" وكانت هي صاحبة فكرة تصميمه.

ورغم الإساءات والاستفزازات التي يتعرض لها مسلمو هولندا والتي كان أحدثها اقتراحا بفرض غرامة سنوية على كل امرأة ترغب في ارتداء الحجاب، أكد داعم لفكرة المبادرة أنها لا تهدف للرد على الإساءات التي يتعرض لها المسلمون في هذا البلد.

وفي تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت" الخميس 1- 10-2009، ذكرت الشابة المسلمة، فادية القرطبي، الموقف الذي استوحت من خلاله فكرة تصميم الحجاب قائلة: "كنت أبحث في الأسواق عن أقمشة بألوان الأزرق والأبيض عندما رد علي أحد مواطني الولاية من المسلمين ويدعى كانبو باكر قائلا: تقصدين ألوان علم الولاية، فعندها لاحت في ذهني فكرة حجاب بألوان علم الولاية، الأبيض والأزرق".

وأضافت فادية، ذات الأصول المغربية، أن "باكر أعجبته الفكرة، وطلب أن يتبنى تحقيقها للمساهمة في تحقيق اندماج انسيابي للمسلمين، وبخاصة المسلمات اللاتي يرفضن ارتداء حجاب بألوان علم الولاية الزاهي".

وتلقت فادية الثلاثاء 29-9-2009 أول حجاب بألوان علم الولاية، مشيرة إلى أن هذا الحجاب يمكن أن يكون جزءا من مكونات هوية الولاية.

وحول الهدف من هذه المبادرة، قالت فادية: "نقول لمن يشكك في اندماج المسلمين داخل المجتمع الهولندي بهذه المبادرة إننا مندمجات، بل وفي قمة الاندماج داخل المجتمع".

وأضافت: "أي اندماج أكثر من أن تكون المسلمة تحمل فوق رأسها علم الولاية بلونه الأبيض والأزرق الزاهيين".

ولا توجد أرقام دقيقة لعدد المسلمين في الولاية الواقعة شمالي هولندا، لكن إحصاءات غير رسمية تتحدث عن أنهم يمثلون حوالي 1% من إجمالي عدد سكان الولاية البالغ نحو مليون شخص، ويبلغ عدد مسلمي هولندا نحو مليون نسمة يمثلون نحو 6% من العدد الإجمالي للسكان البالغ 16 مليونا، ويعيش غالبية المسلمين في المناطق الوسطى من البلاد وبالأخص أمستردام، ولاهاي، وروتردام، وأتريخت.

"بعيدا عن الساسة"

من جانبه، قال "كانبو باكر"، الذي أعلن دعمه للمبادرة: "انظروا كيف يمكن أن يكون الاندماج .. ليس هناك ما يمنع من أن يكون الحجاب مريحا للابسه ويعبر عن مدى اندماج المسلمات داخل المجتمع الهولندي".

وأضاف في حديث لوسائل إعلام هولندية: "لا نهدف بهذه المبادرة الرد على الذين يسيئون لنا.. نحن لا نريد أن نقحم الساسة في المبادرة، وتعمدنا تركها بعيدة عنهم حتى لا ندخل من جديد في مهاترات سياسية يريد أصحابها كسب الأصوات".

هذه المبادرة ليست الأولى من نوعها؛ إذ سبقتها مبادرة في 30 أبريل الماضي أثناء عيد ملكة هولندا، حينما ارتدى مسلمون وغير مسلمين غطاء رأس بلون علم هولندا البرتقالي؛ تعبيرا منهم عن تعاطفهم مع المحجبات، وفي رؤية منهم لأحد أشكال الاندماج.

ويتعرض مسلمو هولندا من حين لآخر لإساءات واستفزازات كان أحدثها ما اقترحه النائب الهولندي اليميني، جيرت فيلدرز، المعادي للمهاجرين وللمسلمين بوجه خاص، جباية مبلغ ألف يورو سنويا (حوالي 1500 دولار) من كل مسلمة تريد ارتداء الحجاب بعد حصولها على إذن مسبق بذلك.

جاء ذلك خلال جلسة للبرلمان الهولندي عقدت في سبتمبر الماضي وقال خلالها فيلدرز: إن الزي الإسلامي منظر "يلوث الشوارع الهولندية"، على حد وصفه.

وشهدت السنوات الأخيرة إساءات من أطراف غربية للإسلام ورموزه كان أشهرها أزمة الرسوم الدنماركية عام 2005، وفيلم "فتنة" لفيلدرز العام الماضي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا