728

الجمعة، 2 أكتوبر 2009

علماء غربيون يؤكدون: الإنسان أصله لم يكن قردا

بعد 15 عاما من الأبحاث، قدم العلماء الأمريكيون دليلا جديدا على أن نظرية داروين في النشوء والارتقاء التي تقول إن الانسان أصله "قرد" كانت خطأ، وذلك بكشف فريق عالمي من علماء أصول الجنس البشري من جامعتي كين ستيت وكاليفورنيا النقاب عن أقدم أثر معروف للبشر على وجه الأرض وهو هيكل عظمي بشري إثيوبي يبلغ عمره حوالى أربعة ملايين وأربعمائة ألف سنة أطلق عليه اسم "أردي".

وأعلن فريق البحث أمس الخميس أن اكتشاف "أردي" يثبت أن البشر لم يتطوروا عن أسلاف يشبهون قرد الشمبانزي، مبطلين بذلك الافتراضات القديمة بأن الإنسان تطور من أصل قرد.

وتصور الباحثون أن الحلقة المفقودة أي الجد المشترك بين الإنسان والقردة الحديثة ربما كان مختلفا عن الاثنين، وأن القردة تطورت انطلاقا من ذلك الأصل تماما كما تطور الإنسان دون أن يكون قد مر أحد منهما بمرحلة الآخر.

وكتب الباحثون في تقريرهم بمجلة ساينس أن "أردي" واحدة من أسلاف البشر وأن السلالات المنحدرة منها لم تكن قردة شمبانزي ولا أي نوع من القردة المعروفة حاليا.

ويؤكد العلماء أن أردي ربما تكون الآن اقدم اسلاف الانسان المعروفين، لأنها أقدم بمليون سنة من "لوسي" التي كانت تعد من أهم الأصول البشرية المعروفة.

من جهة أخرى أوضح سي أوين لوفجوي وهو عالم أمريكي في جامعة كنت من المتخصصين في أصل الإنسان أنه أجرى دراسة على الإنسان البدائي الذي يعرف باسم Ardipithecus ramidus الذي عاش قبل 4.4 ملايين سنة في إثيوبيا. وأضاف في دراسة تنشر اليوم في مجلة ساينس، أن البشر غالبا ما يظنون الناس تطوروا من القردة، لكن ذلك ليس صحيحا، بل القردة هي التي تطورت منا، وتابع أنه "شاعت فكرة أن البشر هم نسخة متطورة عن الشمبانزي لكن دراسة الإنسان البدائي ساهمت في تأكدنا بأنه لا يمكن أن يتطور البشر من الشمبانزي أو الغوريلا".

4.4 ملايين سنة

ووصف العلماء الهيكل العظمي الجزئي لأردي بأنها أنثى بطول 120 سنتيمترا ووزن خمسين كيلوجراما تقريبا، من نوع أرديبيتيكوس راميدوس الذي عاش قبل 4.4 ملايين سنة في إثيوبيا.

وكان لأردي رأس يشبه رأس القرد وأصابع قدم متقابلة تسمح لها بتسلق الأشجار بسهولة، لكن يديها ومعصميها وتجويف الحوض لديها تظهر أنها كانت تسير منتصبة كالبشر لا منحنية على مفاصل الأصابع كالشمبانزي والغوريلا.

وقال تيم وايت من جامعة كاليفورنيا بيركيلي الذي ساعد في قيادة فريق البحث إن "الناس لديهم اعتقاد بأن الشمبانزي الحديثة لم تتطور كثيرا، وأن الجد المشترك الأخير كان مثل الشمبانزي تقريبا وأن النسل البشري هو الذي طرأ عليه كل التطور".

غير أن وايت يرى أن "أردي" اكثر بدائية حتى من الشمبانزي، نافيا أن يكون سير قردة الشمبانزي والغوريلا منحنية على مفاصل الأصابع دليلا على أنها أقل تطورا من البشر، موضحا أن تلك القردة طورت صفات تساعدها على الحياة في بيئاتها الطبيعية في الغابات.

وقام وايت وبيرهان اسفو -من مؤسسة أبحاث ريفت فالي- وفريق كبير بتحليل كل عظام "أردي" التي عثر عليها، واكتشفوا أنها ربما كانت أكثر مسالمة من الشمبانزي الحالي، مستدلين بأنها على سبيل المثال لا تملك تلك الانياب الحادة التي يستخدمها الشمبانزي في العراك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا