728

الجمعة، 2 أكتوبر 2009

مؤتمر جنيف للأديان يدعو لإنشاء مركز عالمي للحوار

جنيف- دعا المشاركون في مؤتمر حوار الأديان الذي اختُتمت أعماله الخميس 2-10-2009 في العاصمة السويسرية جنيف إلى إنشاء مركز عالمي للحوار بين الأديان؛ في الوقت الذي اتفقوا فيه أيضا على رفض التمييز العنصري والاستعلاء العرقي.

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي بدأت أعماله يوم الأربعاء بمشاركة عدد متميز من الشخصيات الدينية والأكاديمية تمثل مختلف الأديان والثقافات تحت رعاية رابطة العالم الإسلامي: "اتفق المشاركون على ضرورة إنشاء مركز عالمي للحوار بين الأديان سعيا للوصول إلى مجتمع إنساني يسوده التفاهم
والاحترام المتبادل ورفض التمييز العنصري والاستعلاء العرقي"، مؤكدين على أهمية التنوع بين البشر وإيجاد أرضيات مشتركة للتعاون الذي يحقق التفاهم والاحترام المتبادل لإسعاد البشرية.

كما أكد البيان وجوب عقد مؤتمر عالمي حول "مهمة الإعلام العالمي في الحوار بين أتباع الأديان والحضارات".

ودعا المشاركون القيادات الدينية والحضارية في العالم إلى "التمسك بقيم التفاهم الإيجابي بين شعوب العالم من أجل مستقبل عالمي أفضل".

وأوصى المشاركون بضرورة أن تتحلى وسائل الإعلام بالموضوعية والمصداقية والتوثيق في التعامل مع الموضوعات ذات الأثر الكبير في المجتمعات البشرية، ودعت وسائل الإعلام إلى "البعد عن الإثارة والإسفاف المؤثرين سلبًا على العلاقات الإنسانية".

التهجم على الأديان

وشدد البيان على الابتعاد عن الترويج لثقافة العنف وعرض الأعمال الفنية العنيفة، والعمل على إيجاد بدائل تعزز القيم الدينية التي تحقق التعايش السلمي إضافة إلى الامتناع عن حملات التهجم على الأديان ورموزها "لما في لذلك من أثر سلبي على المجتمع".

وأجمع المشاركون على أن الرسالات الإلهية كلها جاءت "لتحقيق عبادة الإنسان الخالصة لخالقه وتخليص البشرية من آفات الظلم والتمييز العنصري والاستعلاء العرقي"، وأنها دعت إلى إرساء القيم الإنسانية التي ترسخ السلم الاجتماعي.

ويعد هذا هو المؤتمر الثالث للحوار بين الأديان، حيث عقد المؤتمر الأول في مكة في يوليو 2008 والثاني بمدريد في نوفمبر من العام نفسه.

وأطلق العاهل السعودي يوم 24-3-2008 -بعد أقل من 5 أشهر على زيارته التاريخية للفاتيكان- مبادرة للحوار بين الأديان السماوية الثلاثة (الإسلام، والمسيحية، واليهودية) للاتفاق على ما يكفل صيانة الإنسانية، وكشف أنه ينوي عقد سلسلة مؤتمرات لعلماء المسلمين في جميع أنحاء العالم حول المبادرة، قبل أن يبدأ الحوار مع الأديان الأخرى.

تشكيك

لكن مراقبون شككوا في جدوى النتائج التي خرج بها المؤتمر حيث لا يزال أحد الأسباب الرئيسية للخلاف -وهو احتلال إسرائيل للأراضي والمقدسات الإسلامية- قائما دون حل واضح في الأفق، في الوقت الذي اقتصر المؤتمر فيه على الأبعاد القيمية والإنسانية التي يتفق عليها الجميع، بينما ينتقد البعض فكرة الحوار في أساسها، لعدم اعتراف الأديان الأخرى بالإسلام.

ومن جهته، أكد الدكتور حسن الأهدل المدير العام للإعلام والعلاقات العامة برابطة العالم الإسلامي في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" عدم حدوث أي "تسييس" في جلسات المؤتمر، مؤكدا أنّ "القضايا التي أثارها المؤتمر هي قضايا دينية، ولم يتم التطرق لقضايا سياسية".

وكان حضور شخصيات يهودية -لا تحمل الجنسية الإسرائيلية- في المؤتمر قد أثار قلق بعض المشاركين، حيث تحولت بعض جلسات مؤتمر مدريد سابقا إلى جلسة سياسية ساخنة، عندما طرحت شخصيات يهودية رؤيتها للحوار، وربطت بينه وبين قبول المسلمين والعرب للارتباط بين ما أسموه "أرض إسرائيل" و"أرض التوراة"، كحل للقضية الفلسطينية.

وحرص المشاركون في المؤتمر آنذاك، على تأكيد الفصل بين الحوار الديني الإنساني المشترك وبين الأمور السياسية والعقائدية؛ كي لا يفسد الحوار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا