728

الجمعة، 2 أكتوبر 2009

عمارة: اليأس أخطر تحديات معركة استعادة القدس


محمد جمال عرفة


المفكر محمد عمارة
المفكر محمد عمارة

القاهرة – قال المفكر الإسلامي د.محمد عمارة: إن "اليأس والهزيمة النفسية هي أخطر التحديات" التي تواجه المسلمين في معركة استعادة القدس وإنقاذ الأقصى من قبضة الاحتلال، معتبرا أن السبيل لتخطي هذا الواقع هو إبراز المحن التاريخية التي تعرضت لها القدس وكيف واجهتها الأمة لتخرج منها منتصرة.

وفي تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" قال عمارة: إن "الهزيمة واليأس (من استرجاع القدس) سمة عامة للمرحلة التي نعيش فيها بعدما نجحت نظم الحكم التابعة لمراكز الهيمنة الغربية المتحالفة مع الصهيونية في تدجين قطاعات كبيرة من النخب السياسية والثقافية والفكرية، وبسبب هذا غابت النخوة عن المواقف الفكرية والسياسية والإعلامية تجاه ما يجري على أرض القدس وفلسطين".

وفي هذا الإطار حذر عمارة من سيطرة نخب سياسية وفكرية "تغريبية" على مراكز التوجيه الإعلامي والثقافي والفكري في العالم العربي والإسلامي، بحد قوله.

واعتبر أن "النخب الحركية الإسلامية نجت من نظرة اليأس"، مشيرا إلى أن هناك فريقا من نخب الفكر الإسلامي والقومي "يقاوم ويبدي آراءه ويكتب ويخطب وينبه إلى المخاطر التي تحدق بالقدس وفلسطين"، لكنه عاد ليشير إلى أن هذه النخب "تعاني من الملاحقة والاضطهاد الذي يشل فاعليتها إلى حد كبير".

أين السبيل؟

ولمواجهة هذا اليأس "المستشري بين غالبية المسلمين"، قال المفكر الإسلامي: "السبيل هو الاهتمام بالوعي وبالتاريخ وإبراز مراحل التحديات التي تعرضت لها القدس وفلسطين من الصليبيين إلى التتار إلى الاستعمار الحديث، وإبراز مقاومة الأمة لهذه التحديات وانتصاراتها على هذه التحديات بما يزرع في نفوس الأمة حقيقة أن ما نواجهه اليوم ليس جديدا وأن أمتنا قد انتصرت على ما هو أخطر من التحديات الراهنة".

ودعا عمارة لإبراز حقائق أن "الصليبيين احتلوا مساحات أوسع مما احتلته إسرائيل في فلسطين والشرق العربي المسلم، ودام احتلالهم للقدس (نحو قرن من الزمان) أكثر من الاحتلال الصهيوني الحالي للقدس (61 عاما)، ولكن الجهاد والفروسية الإسلامية أزالت هذه الموجة من المحتلين".

كما دعا لتوضيح "أن الأزمات السابقة التي تعرض لها القدس شهدت وجود عملاء ونظم تحالفت وتعاونت مع الذين فرضوا هذه التحديات في تاريخنا، ولكن كفاح الأمة وجهادها قد أعاد الأمور إلى نصابها في نهاية المطاف".

وشدد عمارة على أن إبراز "الوعي بالتاريخ" وليس مجرد "قراءة التاريخ هو الفريضة" التي يجب أن تنهض بها النخب الفكرية الإسلامية، وأن تهتم بإشاعتها الحركات الإسلامية، مؤكدا أن "هذا هو السبيل لتبديل الصورة وفتح أبواب الأمل أمام التحديات الراهنة التي تحيط بالقدس وبفلسطين". وتواجه مدينة القدس التي أكملت إسرائيل السيطرة عليها في حرب 1967 حملة تهويد شرسة، فضلا عن القيام بحفريات في محيط المسجد الأقصى وأسفله، ومحاولات الاقتحام التي تقوم بها جماعات يهودية متطرفة للأقصى بين وقت وآخر.

كان آخر هذه المحاولات خلال الأسبوع الجاري، الأمر الذي تسبب في وقوع مواجهات بين المصلين والقوات الإسرائيلية التي حاولت توفير الحماية للجماعات التي حاولت الاقتحام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا