| |||||
| |||||
نقولا طعمة-بيروت لا ينتظر الفلسطينيون خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما وخطته المنتظرة لاعتبارهم أن "السياسة الأميركية لن تستطيع الخروج عن رغبة وتوجهات التطرف الإسرائيلي الذي تمثله الحكومة الحالية". وبحسب الكاتب المتخصص في الشأن الفلسطيني صقر أبو فخر فإن أوباما لن يستطيع تقديم شيء للفلسطينيين في ظل حكومة إسرائيلية غير متلائمة مع توجهاته، بعد أن فشل الرئيس السابق جورج بوش في تقديم أي شيء عندما كانت الحكومة الإسرائيلية منسجمة مع توجهاته. ورأى أبو فخر في حديث للجزيرة نت أن "الظروف القائمة في المنطقة أكبر بكثير من قدرة الولايات المتحدة على تقديم أي حل لقضية الشرق الأوسط، خصوصا في ظل الأزمة المالية الطاحنة التي تعيشها، هناك لغة جديدة أتى بها أوباما، ولعل هناك رغبة أميركية بالفعل في التوصل إلى حل لقضية الشرق الأوسط، لكن المعطيات على الأرض أقوى من أية رغبات وأية لغة". وقارن مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال بين حقبة التسعينيات "عندما أطاح بنيامين نتنياهو بجهود التسوية، وهو يترأس الحكومة الإسرائيلية" وبين الوضع القائم الآن. ولم يترقب عبد العال في حديثه للجزيرة نت "تغيرات في السياسة الأميركية مع الرئيس الجديد أوباما، واصفا الفارق بين لغة بوش ولغة أوباما بأن "الثانية نكهتها أقوى ونيكوتينها أقل". الخطوط العريضة وقال أبو فخر إن أوباما ربما يعلن الخطوط العريضة للخطة الأميركية للمنطقة، وسيحاول أن يناقش هذه الخطوط مع بعض القادة العرب الذين سيذهبون إلى نيويورك لحضور الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويتابع "بهذا المعنى لا أميل إلى أن هناك زخما أميركيا في اتجاه حل القضية الفلسطينية، لأن الأولوية الآن لدى الإدارة الأميركية ليست القضية الفلسطينية بل الأزمة المالية الطاحنة، وانعكاساتها الداخلية، وإستراتيجية البقاء في أفغانستان أولا والخروج من العراق. فخروج الولايات المتحدة من أفغانستان يعني انهيار المنطقة وخروجها منها كليا وانهيار مصالحها فيها". وعود مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان وعضو مكتبها السياسي مروان عبد العال قال: "لا نعلق كثيرا على الوعود خاصة أن هناك سياقا عاما تجري فيه السياسة الأميركية في المنطقة، هناك تجربة كبيرة مع حكومة نتنياهو بكل غلاة المتطرفين لديها، وبإمكانها أن تقضي على أي وعود تطلق". ويشير إلى أن الخطط المعروفة لم تخرج عن سياق بيع العديد من القضايا من حساب الفلسطينيين، كمسألة الحديث عن تجميد الاستيطان، وإعادة بيعه على أنه خطوات تم التنازل عنها من قبل إسرائيل، مع أنها أخذت قرارا بتوسيع الاستيطان منذ ذلك الوقت. ولذلك يتم الحديث وفق عبد العال "عن فكرة دولة فلسطينية وعن الفلسطينيين في الخارج كجاليات، والحديث عن دولة تحت الاحتلال بالشكل الكاريكاتيري الذي طرحه نتنياهو القائم على أن فكرة السلام الاقتصادي هي التي تقيم سلاما، دون أن نأخذ حقوقا فلسطينية معروفة سواء في القدس أو حق العودة أو دولة مستقلة فعلا". ورأى أن أوباما "قد يحمل خداعا أكثر ولكن من دون قضايا تطبيقية على الأرض، والتغيير الذي حصل بين أميركا في وجهها الحقيقي وأميركا في ماكياجها على ضوء خطاب أوباما في القاهرة، نلاحظ فيه تزييفا للكثير من المسائل في محاولة إعطاء وجه جميل للولايات المتحدة الأميركية". |
المصدر: | الجزيرة |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك على الخبر