728

الجمعة، 18 سبتمبر 2009

غولدستون ساوى الضحية بالجلاد





استغرب الفلسطينيون تعيين غولدستون اليهودي الصهيوني (الفرنسية)

ضياء الكحلوت-غزة

رأى سياسيون فلسطينيون في تقرير رئيس بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في الحرب الأخيرة على قطاع غزة ريتشارد غولدستون محاولة لمساواة الضحية والجلاد في اتهام واحد، لكنهم أشاروا لإمكانية استغلال التقرير لملاحقة قادة الحرب الإسرائيليين.

واتفق سياسيون من فصائل مختلفة تحدثت إليهم الجزيرة نت على أن التقرير فيه إدانة واضحة لإسرائيل لما ارتكبته من جرائم وقتل وتدمير خلال الحرب الأخيرة على غزة والتي أوقعت نحو 1300 شهيد.

واتهم غولدستون كلا من إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بارتكاب جرائم حرب أثناء الحرب التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 1300 فلسطيني فضلا عن آلاف الجرحى وتدمير نحو 20 ألف وحدة سكنية بغزة التي تعاني أيضا حصارا إسرائيليا مشددا منذ نحو ثلاثة أعوام.

إدانة إسرائيل

"
التقرير يلامس جزءا من الحقيقة، والمطلوب الآن هو التحرك لإدانة أممية لإسرائيل وملاحقة ومعاقبة قادتها على جرائمهم
"
أبو شهلا
وأكد القيادي بحركة حماس د. إسماعيل رضوان أن التقرير يؤكد ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جرائم حرب خلال حربه على غزة، وهو ما يستدعي ملاحقة دولية ومحاصرة عربية وعالمية لهذا الاحتلال.

ونوه رضوان إلى ضرورة تضافر الجهود لملاحقة قادة الاحتلال الإسرائيلي والمسؤولين عن الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على الفلسطينيين نهاية العام الماضي، مشددا على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكافة الأشكال.

وأشار إلى أنه لا يمكن تشبيه ما تمتلكه فصائل المقاومة الفلسطينية من معدات وإمكانيات بسيطة بما تمتلكه إسرائيل من ترسانة حربية مدمرة.

وأوضح رضوان أن حركته سوف تدرس التقرير بشكل دقيق في محاولة للاستفادة منه لملاحقة القادة الإسرائيليين المشاركين في الجرائم ضد الفلسطينيين ولفضح جرائمهم ضد العزل.

بدوره اعتبر النائب عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) د. فيصل أبو شهلا أن التقرير يلامس جزءا من الحقيقة، مؤكدا أن المطلوب الآن هو التحرك لإدانة أممية لإسرائيل وملاحقة ومعاقبة قادتها على جرائمهم بحق الفلسطينيين.

الضحية والجلاد
وقال أبو شهلا إن من غير المنطقي والمعقول مساواة الضحية بالجلاد من خلال إدانة الطرف الفلسطيني في التقرير، مؤكداً أن العالم يخلط ولا يميز بين الضحية والجلاد ويتناسى أن إسرائيل دولة احتلال وأن كل مشاكل الشعب الفلسطيني ونكباته هي المسبب لها.

وشدد القيادي في فتح على أن حركته ستتبنى ما ورد في التقرير بما يخدم المصالح الفلسطينية وستتم متابعة إسرائيل في الأمم المتحدة لإدانة إسرائيل ولمحاكمة قادتها على ارتكابهم جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني.

أما عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام فاعتبر صياغة التقرير بالشكل الذي عرض دليلا على محاولة معديه تخفيف وقع الاتهام والإدانة لإسرائيل عبر إدانة الطرف الفلسطيني أيضا.

لا يكفي

"
التقرير أغفل معاناة الشعب الفلسطيني جراء الحرب وكذلك أغفل حقه المشروع في مقاومة الاحتلال وفق القوانين والشرائع الدولية
"
جميل مزهر

واعتبر عزام إدانة إسرائيل في جزء من التقرير "أمرا إيجابيا" لكنه لا يكفي، إذ من المطلوب مواصلة الطريق لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب غزة الأخيرة، منوها إلى أن الإدانة لا تكفي لمنع تكرار الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

وأشار القيادي بالجهاد الإسلامي إلى أن المقاومة الفلسطينية خلال الحرب كانت مدافعة عن الشعب الفلسطيني وأن إمكانياتها متواضعة وبسيطة أمام آلة الحرب الإسرائيلية، مشددا على أن المقاومين كانوا في موقع المدافع عن النفس والشعب.

وذكر القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر أن التقرير أغفل معاناة الشعب الفلسطيني جراء الحرب وكذلك أغفل حقه المشروع في مقاومة الاحتلال وفق القوانين والشرائع الدولية.

ونبه إلى أن الشعب الفلسطيني يعيش تحت الاحتلال ومن حقه مقاومته بكافة الوسائل المتاحة، معتبرا أن الشعب الفلسطيني خلال الحرب كان مدافعا عن نفسه ويقاوم قوة احتلال "فاشية ومجرمة".

وصنف مزهر المجتمع الدولي بأنه يتعامل بازدواجية عندما يتطلب الأمر إدانة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن هذا المجتمع يسعى في كل مرة لتبرئة إسرائيل والتغاضي عن جرائمها بحق الفلسطينيين.

ودعا إلى محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين وجلب قادة إسرائيل وتقديمهم لمحاكم دولية وتعريتهم أمام العالم، داعيا إلى تحرك فلسطيني وعربي لإدانة هذه الجرائم والقيام بحملة واسعة من أجل الضغط على المجتمع الدولي لمحاسبة ومعاقبة إسرائيل.

المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا