728

الجمعة، 18 سبتمبر 2009

الحرس الثوري الإيراني يهدد بقمع اي تظاهرة معارضة في يوم القدس

طهران: حذر الحرس الثوري الإيراني من أنه سيقمع أي تظاهرة لمعارضي الرئيس محمود أحمدي نجاد لمناسبة يوم القدس اليوم، على ما أوردت أمس وكالة الأنباء الإيرانية. وجاء في بيان للحرس الثوري "إننا نحذر الشعب والحركات التي تريد مساعدة النظام الصهيوني من أنها إذا أرادت إثارة القلاقل والاضطرابات أثناء تجمع يوم القدس المجيد، فستواجه في شكل حاسم من قبل أبناء إيران البواسل".

ومن المقرر أن ينزل مئات آلاف الإيرانيين إلى شوارع طهران لمناسبة يوم القدس دعما للفلسطينيين. وكان الإمام الخميني أعلن هذه المناسبة السنوية مع بداية الثورة الإسلامية في 1979. وأعلنت أبرز ثلاث شخصيات معارضة، بينها المعتدل مير حسين موسوي، أنها ستشارك في تظاهرات يوم القدس. ولا يزال هؤلاء يحتجون على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن هذا هو أول تجمع كبير منذ تظاهر آلاف الأشخاص في التاسع من يوليو (تموز) متحدين تحذيرات الحكومة لإحياء ذكرى الأحداث الطالبية عام 1999. ويمكن أن يستغل أنصار المعارضة الفرصة للاحتجاج مجددا ضد نظام أحمدي نجاد.

وكانت السلطات الإيرانية قد قررت منع رئيس مجلس الخبراء في إيران علي أكبر هاشمي رفسنجاني من إمامة صلاة الجمعة في محاولة لإنهاء حركة الاحتجاجات، وقررت السلطات أن يحل رجل الدين المتشدد آية الله أحمد خاتمي محل رفسنجاني الذي عادة ما يؤم الصلاة "يوم القدس"، وذلك بسبب مخاوف من أن تؤدي إمامة رفسنجاني للصلاة إلى تشجيع الإصلاحيين على الخروج بأعداد أكبر.

وأكد رفسنجاني على أهمية المشاركة الجماهيرية الواسعة في "يوم القدس العالمي" ودعم الشعب الفلسطيني "المظلوم"، وقال "إن العديد من حالات الحقد والحظر والعقوبات والمشاكل التي فرضت على الجمهورية الإسلامية الإيرانية جاءت بسبب تمسكها بأهداف الثورة بما فيها دعم الشعب الفلسطيني أمام الاعتداءات الصهيونية". وأضاف "إن فرض حرب على إيران وإثارة دعايات كثيرة ضدنا لها أسباب عديدة أحدها الالتزام بمبادئ الثورة والدعم المتواصل للقضية الفلسطينية".

ودعم رفسنجاني خلال الأزمة الإيرانية التي عقبت الانتخابات المعارضة الإصلاحية. وعلى الرغم من تحذيرات السلطات وتهديداتها فإن آلاف المؤيدين للحركة الإصلاحية أكدوا أنهم سيتظاهرون يوم 18 سبتمبر / أيلول ضد الانتخابات ونتائجها وما تعرض له المعتقلون في السجون من انتهاكات وتعذيب. وقد يستفيد الإصلاحيون من صعوبة تحكم السلطات في الوضع الأمني، إذ سيصعب على السلطات التفريق بين مؤيدي الحكومة الذين يتجهون غالبًا إلى الشارع في يوم القدس وبين مؤيدي الحركة الإصلاحية.

هذا وأعلن قادة المعارضة الثلاثة البارزون مشاركتهم في يوم القدس. وعبر مير حسين موسوي (معتدل) الذي احتل المرتبة الثانية بعد احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية في 12 حزيران/يونيو، والمرشح الاخر الذي هزم في الانتخابات مهدي كروبي (اصلاحي) وكذلك الرئيس السابق محمد خاتمي (اصلاحي) عن نيتهم في المشاركة في التجمع.

وسينظم التجمع لمناسبة يوم القدس السنوي الذي اعلنه الامام الخميني مع بداية الثورة الاسلامية في 1979. وتجري هذه التظاهرة في اخر يوم جمعة من شهر رمضان. وسيكون اول تجمع مهم منذ ان تحدى الاف المتظاهرين تحذيرات الحكومة من النزول الى الشارع في التاسع من تموز/يوليو لاحياء ذكرى الاضطرابات الطلابية في 1999. واعلن مكتب زعيم حركة المعارضة ان "يوم القدس هو احياء لذكرى الراحل الامام الخميني وتمثل يوم الاسلام. وسيشارك (موسوي) في التجمع الى جانب الشعب".

ويستمر موسوي في رفضه اعادة انتخاب احمدي نجاد بحجة حصول عمليات تزوير كثيفة. وفي الايام التي تلت الانتخابات قمعت السلطات بشدة حركة احتجاج شعبية غير مسبوقة في الجمهورية الاسلامية. واوقف اربعة الاف شخص على الاقل لا يزال نحو 150 منهم قيد الاعتقال او تجري محاكمتهم بينهم رجال سياسة اصلاحيون وناشطون وكذلك موظفون في السفارتين البريطانية والفرنسية.

وقتل 36 شخصًا في اعمال العنف التي تلت الانتخابات بحسب حصيلة رسمية، بينما تتحدث المعارضة عن 72 قتيلاً. وفي الاسابيع الاخيرة احكمت السلطات الطوق على المعارضة فاغلقت مكاتب معارضين واوقفت بعض المقربين منهم او مناصرين لهم. وسيشارك خاتمي الذي تولى الرئاسة من 1997 الى 2005، ودعم ترشيح موسوي في الاقتراع الرئاسي الاخير، في تظاهرة يوم القدس بحسب مسؤول في مكتبه.

وسيتوجه الرئيس احمدي نجاد الى المتظاهرين اليوم، وستتبع كلمته خطبة رجل الدين المحافظ احمد خاتمي لمناسبة الصلاة في جامعة طهران كما ذكرت وكالة الانباء فارس. ولا يعرف حتى الان ما اذا كان المعارضون يعتزمون اغتنام فرصة تظاهرة القدس للاحتجاج مجددا على فوز احمدي نجاد او انهم مزمعون على احترام توجيهات السلطات.

وكان خلف الامام الخميس المرشد الاعلى علي خامنئي وجه الاسبوع الماضي تحذيرا الى الإيرانيين وطلب منهم الامتناع عن تحويل التجمع الى امر اخر غير تظاهرة دعم للفلسطينيين. كما حذرت الشرطة من انها ستمنع اي تظاهرة معادية للسلطة. وقال الجنرال اسماعيل احمدي مقدم "ان يوم القدس مقرر لدعم حقوق الفلسطينيين ويجب ألا يحول لغايات سياسية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا