728

الجمعة، 18 سبتمبر 2009

"مناظرات الدوحة" محاولة عربية لمعالجة تابو حرية التعبير

أشرف أبوجلالة من القاهرة: تعد صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية تقريرا ً مطولا ً تحت عنوان "العرب يعالجون تابو حرية التعبير"، حيث يتركز تحليلها على برنامج "مناظرات الدوحة" الذي يبث من قطر عبر البي.بي. سي ، وترى الصحيفة أن حالة الاهتمام التي يحظي بها البرنامج الجماهيري تعكس جوانب عدة بدأت تحط برحالها على واقع المجتمع العربي المغلف دائما ً بعديد التابوهات. وفي بداية الحديث، تلفت الصحيفة الانتباه إلى أجواء التأهب والسعادة الغامرة التي تسيطر على العديد من طلبة الجامعات السعودية الذين يشاركون في البرنامج، الذي وصفته الصحيفة بأنه يتجاوز، من حيث الضخامة والحداثة، برامج المنوعات أو المنتديات الدينية أو الميلودراما الجنسية. أو كما قال منتجو البرنامج أنه مهتم بـ "القدرة على تغيير العقول" عن طريق الكلمات.

وتشير الصحيفة في ذات السياق لجانب من الأسئلة التي تخضع للنقاش بين المشاركين في البرنامج ، وهي من نوعية ( هل يشكل الإسلام السياسي تهديدا ً على الغرب؟ - هل يعيق النقاب اندماج المسلمين؟ - هل يفضل عرب الخليج الأرباح على الأشخاص ؟ - هل فشل المسلمون في مكافحة التطرف؟ - هل ماتت الوحدة العربية أم دُفِنت؟ وهل للمرأة المسلمة مطلق الحرية في الزواج من الشخص الذي تختاره ؟ ) كلها تساؤلات تعكس جدوى ما تحمله بين طياتها من تابوهات ظلت بعيدة عن النقاش لفترات طويلة في منطقة مثل منطقة الشرق الأوسط. وتقول الصحيفة إنه وفي الوقت الذي تبث فيه البي بي سي هذا البرنامج إلى 300 مليون منزل في 200 دولة حول العالم، إلا أن إرثه الأكبر قد يكون في الشرق الأوسط، حيث تقوم الأنظمة بخنق حرية التعبير، وتُفرَض رقابة مشددة على الصحف، بينما تنبذ النظم المدرسية التفكير النقدي لصالح التعلم عن ظهر قلب.

واعتبرت الصحيفة أن هذا البرنامج يعتبر وسط هذه الأجواء الخانقة واحدا ً من أكثر المنتديات العامة حرية لفتحه النقاش بمجموعة من القضايا الحساسة ذات الأصداء المتعمقة بالعالم العربي. وتنقل الصحيفة في هذا الإطار عن أسعد الأسعد، مدرس اللغة الانكليزية في جامعة اليمامة بالرياض، قوله :" يقدم البرنامج فرصة لحرية التعبير، والتعبير عن الرأي، وهو الأمر الذي يزداد عليه الطلب ويحظي بتقدير كبير". فيما قال طالب من المشاركين يدعى "مشعل الراشد" إن البرنامج علمه احترام وجهة نظر وأفكار الطرف الآخر حتى إذا انتهت المناقشة بينهما دون اتفاق. وعن انطباعاته الخاصة بالبرنامج، أضاف الراشد قائلا ً :" كان لقطر الريادة في تدشين ثقافة المناظرات بالعالم الإسلامي، وذلك في الوقت الذي قد يؤول فيه مصير المتناظرين بأي بلد عربي آخر إلى السجن على الفور". فيما عاود الأسعد ليشير إلى أن أحد نقاط الضعف في البرنامج تتمثل في افتقاره للترجمات العربية، التي تجعله في المتناول.

وهو الأمر الذي ردّ عليه مؤسس البرنامج ومقدمه تيم سابيستيان، المقدّم السابق لبرنامج "هارد توك" على شبكة "بي. بي. سي" عبر رسالة بريدية بقوله :" لست لدى علم بأي برنامج طويل يظهر على البي بي سي يحمل ترجمات لأي لغة أجنبية". لكنه أكد على تدشين موقع إلكتروني باللغة العربية عند انطلاق البرنامج مطلع أكتوبر المقبل، على أن تظهر ترجمات على المقاطع المصورة للمناظرات الخاصة بالبرنامج. ولعل واحدة من أبرز الأمور التي حرصت الصحيفة على إلقاء الضوء عليها بشأن البرنامج هي مسألة إطلاقه لقدر كبير من المساحة للتعبير عما يجيش بداخل الشباب العربي من عواطف وأفكار يتم تداولها بمنتهى الحرية وعلى الهواء مباشرة ً.

وفي غضون ذلك، قالت ألكسندرا ويليز، المسؤولة السابقة عن البرنامج، إن من بين الوصايا التي كشف البرنامج عنها الغطاء هي تلك الطفرة الهائلة في مناقشة النشاطات بقطر والمنطقة بأسرها. وهو الأمر الذي علّقت عليه الصحيفة بإشارتها إلى أن هذا الأمر بدا واضحا ً في نوادي النقاش الجديدة بالمدارس الثانوية والجامعات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك قطر، والمملكة العربية السعودية، والجامعة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة. هذا وقد لامس البرنامج مناطق أخرى جديدة، بتوجيهه الدعوة للاسرائيلين من أجل التحدث عن الجوانب المثيرة للجدل في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا