728

الاثنين، 28 سبتمبر 2009

خياران بمواجهة الغرب وإيران





قال مستشار سابق بوزارة الخارجية الأميركية تعليقا على الحراك الدولي لفرض عقوبات مشددة على إيران، إن الضغط سواء أكان خفيفا أو قاسيا، لن يزيل البرنامج النووي الإيراني وإن الخيارات المتاحة الآن هي: ضربة أميركية أو إسرائيلية، يمكن أن تتسبب في حرب حقيقية أو العيش في عالم مع أسلحة نووية إيرانية.
وأضاف إليوت كوهين في مقال بصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن جهدا دوليا لفرض عقوبات كبيرة على إيران كان يجري لزمن ولم يفلح في كبح شهوة طهران النووية ولن يفعل. وعاجلا أم آجلا ستضطر الإدارة الأميركية، التي لم تكن مبادراتها الدبلوماسية الرئيسية حتى الآن سوى برنامج من الاعتذارات وركلات قليلة قاسية للحلفاء الصغار، للاعتراف بالحقيقة. وهي أن النظام الإيراني يريد أسلحة نووية وقد استثمر مبالغ ضخمة للحصول على أجهزة ووسائل إطلاقها على حد قوله.
وقال كوهين لقد "أعرب الروس والصينيون بهدوء عن رفضهم وأوضحا مرارا وتكرارا أنهما لن يسايرا إجراءات يمكن أن تشل الاقتصاد الإيراني (وتحرمهما من الأسواق). ورجال الأعمال الألمان والسويسريين سيبيعون إيران أي سلع غير مسموح بها، كما أن حلفاءنا العرب المذعورين ليس لديهم أي قدرة عسكرية تضاهي مخاوفهم المفهومة. إذن لنكن جادين بشأن الاختيار لأن أمامنا أقل من عام لنصل إليه".
ضربة إسرائيلية
وقال كوهين "إن ضربة إسرائيلية قد تؤخر البرنامج النووي لفترة زمنية قصيرة. وما يمكن أن يقوم به الإسرائيليون غير واضح، فهم يلعبون بأوراقهم التكتيكية بحذر شديد ويتخذون سبلا مختلفة ويقبلون مخاطر مختلفة عما يمكن أن تفعله القوات الجوية الأميركية. ولا غرو هنالك، بالنظر إلى ما يعتقدونه بأن القضايا البادية للعيان وجودية".
ويرى كوهين أنه حتى إذا حققوا نجاحا مؤقتا، فلن يكون أكثر من ذلك، لأن البرنامج الإيراني مختلف جدا عن مفاعل تموز العراقي الذي دمرته إسرائيل تماما عام 1981. فهو أكثر تناثرا وحماية ومقام على آلاف أجهزة الطرد المركزية بدلا من مفاعل نووي واحد. علاوة على ذلك، فإن الفرص المتاحة هي أن الضربة ستثير غضبا في أنحاء الشرق الأوسط (رغم أن الحكومات العربية ستسعد سرا بالحدث). ومن المحتمل أن تثير رد فعل إيراني يمكن أن يتسبب في حرب شاملة عندما تهاجم إسرائيل وينتقم منها من قبل وكلاء إيران في المشرق وجميع أنحاء العالم.
هجوم أميركي
وقال إن الهجوم الأميركي "سيكون أكثر فعالية، لكنه لن يستغرق فترة أطول ومن المحتمل أن يؤدي إلى حرب حقيقية في الخليج، مما يعطل موارد النفط ويثير ردود فعل عالمية. وبصراحة أكثر، من الصعب الاعتقاد بأن إدارة أوباما لديها الجرأة على الحرب. والشاهد على ذلك ما يجري في أفغانستان. وإذا لم يكن لدى الرئيس أوباما الشجاعة لقبول المخاطر والمفاجآت القبيحة، وإذا لم تستطع مهاراته الخطابية إسعافه في تعبئة الرأي العام الداخلي والخارجي، فينبغي عليه ألا يبدأ حربا ساخنة، حتى إذا كان الإيرانيون مستعدين لشن حرب ضدنا".
وأضاف "هذا يجعلنا نعيش مع قنبلة إيرانية. لكن هذا الأمر أيضا له مخاطره الجمة. فهو سيتسبب -وقد تسبب بالفعل- في سباق تسلح نووي في المنطقة. وسيجرئ النظام الإيراني على إلحاق ضرر أكبر بكثير مما فعل حتى الآن. ففي منطقة تحترم القوة، سيعزز الأمر، ولن يحط من قدر، الهيبة الإيرانية. وقد يسدد الضربة النووية الأولى منذ عام 1945".
ونوه الكاتب إلى أن "أصل المشكلة ليس البرنامج النووي ولكنه النظام الإيراني الذي شن منذ عام 1979، حربا لا هوادة فيها ضد أميركا وحلفائها. فمن بوينس أيرس إلى هرات ومن بيروت إلى القاهرة ومن بغداد إلى كراكاس، بذل العملاء الإيرانيون قصارى جهدهم لإيقاع الفوضى والقتل".
وقال إن إيران ضعيفة عسكريا لكنها بارعة في الحرب المدمرة وفي نوع حرب العصابات المتطور وقنابل جوانب الطرق وقتال الصواريخ الذي شنه حزب الله عام 2006. والمقابر العسكرية الأميركية تحوي جثث مئات، وربما آلاف الجنود الذين قتلتهم التقنية والتكتيكات الإيرانية وفي بعض الحالات العملاء الإيرانيون.
وختم الكاتب بأنه من المصلحة الأميركية أن تنفك عن السياسة السابقة وتسعى بهمة للإطاحة بالجمهورية الإسلامية. ليس عن طريق الغزو، الذي لن تدرسه هذه الإدارة ولا يمكنها تنفيذه، لكن من خلال كل آلية قوة أميركية معتدلة.
وحذر الكاتب أوباما من بزوغ إيران نووية، فمن الأفضل له حينذاك أن يستعد لعواصف تجعل دوي الاحتجاج ضد خططه للرعاية الصحية تبدو كسيول منهمرة في صباح عطلة الأسبوع على حد وصفه.
المصدر: وول ستريت جورنال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا