728

الاثنين، 28 سبتمبر 2009

القوات اللبنانية.. الدور والمشروع



سمير جعجع (الجزيرة-أرشيف)
أواب المصري-بيروت

عند كل مناسبة تنظّم فيها القوات اللبنانية فعالية شعبية وإعلامية، تطرح أطراف في لبنان تساؤلات حول مشروع القوات بزعامة سمير جعجع والدور المنوط بها في المرحلة القادمة.
هذه التساؤلات تجد مبرراتها في المراحل والمنعطفات التي مرت بها القوات منذ نشأتها عام 1976 بأمر من بشير الجميل لتكون ذراعاً عسكرية للجبهة اللبنانية، خاضت خلال مسيرتها في الحرب اللبنانية عدداً من الصراعات العسكرية مع الكثير من القوى اللبنانية كان بعضها دموياً، أبرزها مع وحدات من الجيش اللبناني كانت بإمرة العماد ميشال عون عام 1989، قبل أن تسلّم سلاحها بعد توقيع اتفاق الطائف ويعلن سمير جعجع عن تحوّلها إلى حزب سياسي.
استمر الحال كذلك حتى عام 1994 حين انفجرت عبوة ناسفة داخل إحدى الكنائس اتّهم جعجع بالوقوف وراءها، فتمّ توقيفه وحكم عليه بالسجن المؤبد بعد إدانته بعدد من الجرائم الأخرى وأعلن عن حلّ القوات، إلى أن خرج من السجن عام 2005 بموجب عفو عام أعقب خروج الجيش السوري من لبنان.
مناسبة الحديث عن القوات اللبنانية هذه المرة تأتي عقب المهرجان الحاشد الذي نظمته الأخيرة في الذكرى السنوية "لشهداء المقاومة اللبنانية" وما رافق هذا المهرجان من مواقف أطلقها جعجع في الكلمة التي ألقاها، والشعارات التي رفعها المشاركون التي أعادت إلى الأذهان ذكريات من الماضي.
أمين سر حزب القوات اللبنانية العميد وهبة قاطيشا قال في حديث للجزيرة نت إن "القوات منذ نشأتها كان أداؤها حزبياً منظماً مؤسساتياً بعيداً عن المليشيات المسلحة، وهي بشهادة كل اللبنانيين أكثر الأحزاب تنظيماً وضبطاً لشارعها وهي بذلك أفضل من مؤسسات الدولة الرسمية، فإذا كان هذا التنظيم والدقة في العمل تثير ريبة اللبنانيين تكون حينها مشكلتهم".
وأضاف أن "الحديث عن تعاطف الكنيسة المارونية مع القوات في غير محله، ومشاركتها في قداس الصلاة على أرواح الشهداء كان طبيعياً سواء كانت القوات اللبنانية هي التي نظمت القداس أو غيرها".
وحول اتهامات بعض الأحزاب بأن القوات اللبنانية "تسرق" قواعدها الشعبية وتستميلهم إلى جانبها اعتبر قاطيشا أن "هذا الكلام يشبّه اللبنانيين وكأنهم سلع تباع وتشترى وهذا إهانة لهم" ولفت النظر إلى أن المشكلة هي لدى الآخرين الذين بدأت قواعدهم تنفر من توجّهاتهم السياسية فلم يعد المواطنون يؤيدونهم، وهي ليست مشكلة القوات بل مشكلة الأحزاب الأخرى.
من جانبه قال الكاتب السياسي رفيق نصر الله إن القوات اللبنانية منذ تأسيسها في بداية الحرب اللبنانية "ما زالت تحمل المشروع نفسه رغم كل الخطاب السياسي الذي يحاول سمير جعجع أن يقنعنا به منذ سنوات، ولعلّ الشعارات التي رفعها بعض المشاركين في مهرجان القوات تؤكد ذلك".

"
اقرأ أيضا

الأحزاب اللبنانية

"

واعتبر أن القوات اللبنانية رغم اعتذار قائدها للبنانيين إلا أنها لم تجر مراجعة لمشروعها وما زالت تناصب العداء للأطراف التي تعادي إسرائيل وتقاومها. ونفى نصر الله أن يكون جمهور القوات اللبنانية في تزايد، مشيرا إلى أن نواب القوات الذين نجحوا في الانتخابات فازوا بأصوات الطائفة السنية وليس بأصوات الشارع المسيحي، ولو أجريت الانتخابات بقانون آخر لجاءت النتائج مخالفة.
المحلل السياسي نوفل ضو خالف نصر الله في قراءته واعتبر أن القوات اللبنانية منذ اتفاق الطائف وهي تتبنى مشروع الدولة وحماية الدستور اللبناني والتمسك به، وأما الحديث عن أن القوات ما زالت متأثرة بصورة المليشيا العسكرية فهذا يأتي من منطلق الصراع السياسي لا أكثر.
ولفت ضو إلى أنه بات واضحاً أن الكنيسة المارونية يتقاطع موقفها السياسي ونظرتها الوطنية مع نظرة القوات اللبنانية، لكن هذا لا يعني أن الكنيسة باتت جزءاً حزبياً. وأضاف أن ما تطرحه القوات اللبنانية في الشارع يلقى صدى إيجابياً في الشارع المسيحي وهو ما يساهم في إعادة تموضع هذا الشارع بعد سنوات من السيطرة على هذا المجتمع، خاصة بعد الانسحاب السوري من لبنان.
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا