728

الخميس، 22 أكتوبر 2009

29 وساماً وجائزة تتوج مها الجفري أجدر فارسة سعودية

الدمام: نورة الهاجري
مها الجفري فارسة سعودية، استطاعت أن تنتزع لنفسها مكانا في الصدارة، في عالم طالما حاول الرجال احتكاره لأنفسهم. الجفري العضوة في فريق "المملكة"، التابع للأمير الوليد بن طلال، حققت نجاحات عدة في فترة وجيزة، رغم صغر سنها. حاصدة تسعة وعشرين وساما، كانت ثمرة اشتراكها في خمسة وثلاثين سباقا محليا ودوليا، لتحظى بشهرة عربية وعالمية.سباق البحرين، كان آخر السباقات التي اشتركت بها الجفري، متجاوزة 4 جولات في سباق قدرة التحمل بتميز ونجاح. كما فازت في سباق التحمل النسائي، في شهر مارس من هذا العام، في دولة الإمارات المتحدة، في مدينة أبوظبي، في العدو 120 كيلومترا. ورغم عدوها بخيلها في الميدان بكل ثقة، إلا أنها لا تخفي مراراتها من الشعور بالتجاهل المحلي لها، ورغبتها في أن يتم الاعتراف برياضة الفروسية النسائية في المملكة، في الوقت الذي لم يسجل الاتحاد السعودي للفروسية، اسم مها الجفري كـ"فارسة" منتخب وطني للفروسية، لعدم منحه العضوية للنساء!.
البدايات، تقول مها كانت عبر إسطبل للخيول أقيم في المنطقة الشرقية، في ساحات واسعة، ضم خيولا منظمة، أشرفت على التدريب فيه، مدربات أجنبيات. وكانت مها إحدى المنتسبات له، لتتعلم مهارات ركوب الخيل، والقفز به، والمشاركة في السباقات. موضحة أن القفز يحتاج تدريباً مكثفاً ودقة متناهيين.
الجفري، لم تكتفِ بممارسة هوايتها، بل اختارت "سباق التحمل"، على ما يحمله من جهد ومعاناة، إلا أنه يحتاج أيضا إلى "هدوء الفارسة، كون الخيل تشعر بالفارسة ونفسيتها. وبمجرد أن تتوتر، فإن ذلك ينعكس على الخيل بألم في أمعائه، يتسبب في توعكه وعدم تمكنه من الاستمرار في السباق حتى النهاية"، هكذا تقول مها. مصرة على أنها وجدت نفسها في هذا النوع من الفروسية، لتحترف وتبدع فيها.
تربط مها الجفري بخيلها "الفتاة الذهبية" علاقة مودة وذكريات لا تمحى من ذهنها. وهي أسمتها بهذا الاسم لأنها "عندما كانت صغيرة وتتعامد على شعرها أشعة الشمس، يصبح لونه ذهبيا".
تروي الجفري إحدى قصــصها مع فتـاتها الذهبيــة، قائلة "أسقطتني الفرس من على ظهرها ذات مرة، لكن لم أصب بألم شديد. فرجعت وركبتها فورا، فما كان منها إلا أن خففت من سرعتها، معلنة بذلك اعتذارها مني، وشعورها باقترافها خطأ".
غياب الدعم الرسمي لمها كفارسة، عوضها عنه دعم أسرتها لها، فهي الداعم الأول لانخراطها في عالم الفروسية. فجميع شقيقاتها، وفي مقدمتهن أختها الكبرى الدكتورة صفية، يشددن على يدها، ويشجعنها باستمرار.
قصة صفية

صفية والتي كانت هي الأخرى فارسة، إلا أن دراسة الطب سرقت منها خيلها، الذي تعود إليه بين فينة وأخرى، كهاوية. ترى أن شخصية أختها مها الحماسية، وحبها لعالم الخيول، مكنها ذلك من أن تتبوأ مكانا مرموقا في سن مبكرة، يضاف لذلك علاقتها مع الخيول، وهدوؤها الواضح. حيث أحبت الخيل منذ نعومة أظافرها، وتدربت في الإسطبل النسائي بشكل دوري، وبشغف.
مها التي كبرت هي والخيل معا، وتوجت في صدارة الفارسات السعوديات، كان عصيا عليها أن تمتلك رقم عضوية في اتحاد الفروسية السعودي، وهو ما يسبب لها حرجا عند رغبتها في الاشتراك في السباقات الدولية، التي لا يمكن للاشتراك بها إلا برقم عضوية لكل فارس. إلا أن الاتحاد السعودي للفروسية، رفض منحها رقم عضوية، لأن أنظمته تمنع منح أرقام عضوية للنساء. تقول مها، مشيرة إلى أنها تملك عضوية في الاتحاد الدولي، والذي منحها إياه بعد إنجازاتها.

رقم العضوية

عدم تجاوب الاتحاد السعودي، دفع مها مع عدد من زميلاتها الفارسات، إلى اللجوء إلى الاتحاد الإماراتي، وهن ينتظرن الآن الرد منه، ومنحهن أرقام عضوية ثابتة، ليتمكن من خلالها الاشتراك في السباقات القادمة. لتتلافى الجفري ما وقعت فيه مؤخرا، حيث تم رفض اشتراكها في سباق سيتم قريبا في البحرين، بسبب عدم توفرها على رقم عضوية سعودي!.
وعن السباقات المحلية، طالبت الجفري بالسماح للنساء كفارسات بالاشتراك في السباقات المحلية، أسوة بمثيلاتهن في عدد من الدول العربية، حيث تشترك النساء وحدهن في سباقات خاصة، تشرف عليها لجان تحكيم ومدربات من بنات جنسهن. مبدية في الوقت ذاته، عدم موافقتها على ما يقوله البعض، من أن رياضة الفروسية لا تناسب النساء، قائلة "وأنا على الخيل، لا فرق بين الفتى والفتاة، بل هنالك خيل لا تسمح إلا بركوب الفارسة عليها، وإذا ركبها فارس تسقطه أرضا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا