| |||||||
خمس ساعات متوالية من الاحتجاز والمماطلة من قبل جنود الاحتلال كانت كافية لأن تحول حياة المواطنة الفلسطينية رويدا قبها من بلدة برطعة غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية إلى جحيم قبل أن تنجب طفلها ثائر. فقبل عشرة أيام انطلقت رويدا (24 عاما) قبيل منتصف الليل إلى مستشفى الأمل بمدينة جنين لإنجاب مولودها الأول، ولكن حواجز الاحتلال كانت لها بالمرصاد، فلم تكد تجتاز ما يعرف بحاجز برطعة حتى اصطدمت بحاجز دوتان القريب منه، والذي أعاق وصولها لعدة ساعات. نزيف حاد
وليست رويدا وحدها التي عانت الأمرين على حواجز الاحتلال، وإنما نساء كثيرات تجرعن الكأس ذاتها، والجزء الأكبر منهن لم يحالفهن الحظ مثلها للإنجاب داخل المشفى، وإنما اضطررن للولادة على الحواجز نفسها، بل وفقد البعض منهن مولوده على تلك الحواجز. وكانت دراسة أعدتها الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال بفلسطين كشفت عن ارتفاع نسبة الولادة على الطرق بسبب الحواجز والإعاقات الإسرائيلية المختلفة، مشيرة إلى أن نسبة المواليد على الحواجز وصلت لـ4.8% بمدن الضفة الغربية "وأن أعلى هذه النسب كان بمحافظة نابلس لكثرة الحواجز المحيط بها". ولفت خالد قزمار المستشار القانوني في الحركة النظر إلى ما تعانيه الحوامل والمرضى على الحواجز الإسرائيلية، مشيرا إلى تسجيل أكثر من سبعين حالة ولادة على الحواجز منذ بداية الانتفاضة، إضافة لآلاف الحالات والإعاقات التي لم تسجل. وبحسب قزمار فإن مدينة نابلس من أكثر المدن التي تواجه هذه السياسة القمعية، حيث تحاط بأكثر من عشرة حواجز حولتها لثكنة عسكرية إسرائيلية، وتشير الدراسة إلى أن "نسبة عدد الشهداء الأطفال في محافظة نابلس هي الأعلى بين محافظات الضفة الغربية والتي وصلت لحوالي 28% من نسبة عدد الشهداء الأطفال بالضفة، كما أن حوالي 40% من الأطفال الذين اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى هم من سكان محافظة نابلس". من جهته أكد نجيب أبو رقية من منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية أنه رغم ادعاء إسرائيل إزالة بعض الحواجز وتخفيف إجراءات بعضها، إلا أنها لا زالت تغلق العديد من الطرق الرئيسية للقرى والمدن الفلسطينية، وتقيم مئات الحواجز المتنقلة والثابتة. وأكد للجزيرة نت أن الإعاقات على الحواجز هي في أحيان سياسة إسرائيلية مبرمجة وفي أحيان أخرى سياسة فردية ترجع لمزاجية الجنود المنتشرين على الحواجز "إلا أن الهدف يتم وهو عرقلة المواطنين". |
المصدر: | الجزيرة |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك على الخبر