728

الخميس، 22 أكتوبر 2009

صراع ديني مغربي إسباني





السلطات الإسبانية تسعى لبسط السيطرة المعنوية على مسلمي سبتة (الفرنسية-أرشيف)

الحسن سرات -المغرب
تقوم السلطات الإسبانية بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين بشمال المغرب بتنفيذ خطة دينية لسحب البساط من تحت المملكة المغربية خاصة في المساجد وعند صلاة العيدين.
ووصف محمد علي البهلولي رئيس فدرالية مسلمي إسبانيا هذه الخطة بأنها استعمارية محضة وكبيرة وطويلة المدى.
وقال للجزيرة نت إن الحزب الشعبي الإسباني الحاكم في سبتة يوظف بعض الأئمة في خطته لمحاولة شق صفوف المسلمين وبسط السيطرة المعنوية عليهم.
وأكد المتحدث أن رئيس الحكومة المحلية بسبتة يزاوج في خطته بين الترغيب والترهيب، فيقدم الإغراءات المالية والامتيازات للأئمة لاستمالتهم إليه، ويهدد الرافضين بحرمانهم من بطاقة الإقامة.
وكشف البهلولي أن بسط الهيمنة الدينية هو آخر بند في الخطة الاستعمارية الإسبانية، إذ بعد أن حذفوا الأسماء العائلية للمغاربة لقطع الصلة التاريخية بين المقيمين بالمدينتين والمغاربة في المغرب المستقل، أتبعوا ذلك بقرار إعطاء الجنسية الإسبانية.

"
كشف البهلولي أن بسط الهيمنة الدينية هو آخر بند في الخطة الاستعمارية الإسبانية، ضد المسلمين بسبتة المحتلة

"

وأضاف أنه جاء بعد ذلك قرار الإدماج، ثم عدم الاعتراف بوثيقة عقد الزواج الشرعية التي كانت المحاكم المغربية تسلمها لهم، ليأتي الدور حاليا على المساجد ومنع رفع الدعاء فيها لملك المغرب بصفته أميرا للمؤمنين.
وأوضح المتحدث أن السلطات الإسبانية شجعت أئمة لا يتجاوزون أصابع اليد على تنظيم صلاة عيد الفطر في المساجد وأقامت لهم مصلى سيج بالرايات الإسبانية ووقف ممثلو السلطات الإسبانية يتفرجون على الصلاة.
وذكر البهلولي أن السلطات أنفقت على تلك العملية حوالي 100 ألف يورو حسب تصريحاتهم، بالإضافة إلى توفير حافلات لنقل المصلين من كافة الأحياء إلى المصلى الرسمي.
تدارك الأمر
وعبر البهلولي الذي يتردد على المغرب كثيرا، عن تخوفه من تكرار المحاولة الإسبانية، داعيا السلطات المغربية خاصة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى تدارك الأمر قبل فوات الأوان.
وشدد على أن المغاربة الموجودين في المدينتين المحتلتين مسلمون على المذهب المالكي وموالون للمغرب ومصرون على الدعاء للملك لما لذلك من دلالة سياسية ودينية، مؤكدا أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب ماضية في الاهتمام بالأئمة وتكوينهم وتحسين أوضاعهم.
"
أكد الباحث رشيد مقتدر أن الدعاء لملك المغرب في المناطق المغربية المحتلة خاصة سبتة ومليلية يعبر عن الارتباط الديني والسياسي للمغاربة بوطنهم وملكهم ودينهم ومذهبهم
"
دعاء
وأكد الدكتور رشيد مقتدر الباحث في الجماعات الإسلامية بالمغرب، أن الدعاء لملك المغرب أمر في غاية الأهمية بالمساجد في جميع ربوع المملكة لأنه يرمز إلى الوحدة الدينية والسياسية للمغاربة.
وأضاف للجزيرة نت أن هذا الأمر يحمل أهمية قصوى في المناطق المغربية المحتلة خاصة سبتة ومليلية إذ يعبر عن الارتباط الديني والسياسي للمغاربة بوطنهم وملكهم ودينهم ومذهبهم.
وأشار الباحث إلى أن هذا الدعاء ظل مستعملا طيلة فترة الاستعمار الفرنسي بجميع مساجد المغرب رغم محاولات الاستعمار الفرنسي والإسباني استمالة بعض الأئمة "الخونة".
وفي السياق ذاته رفضت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، استقبال العربي ماتعيس، ممثل "جماعة الدعوة والتبليغ" لتواطئه مع الحزب الشعبي بسبتة. كما رفضت استقبال خطيب آخر اتهم بموالاة السلطات الإسبانية.
وعبر البهلولي بهذا الخصوص عن انشراحه للموقف المغربي، موضحا أن المغاربة المسلمين في المدينتين المحتلتين لا يملكون سوى الكلمة لتنبيه السلطات المغربية، رغم العراقيل والمضايقات التي يتعرضون لها في سبتة ومليلية.
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا