728

الخميس، 22 أكتوبر 2009

بدء توزيع اوراق الاقتراع استعدادا للجولة الثانية

بدأت اليوم عمليات توزيع اوراق الاقتراع في افغانستان في اطار استعدادات البلاد لاجراء جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية بين الرئيس حامد كرزاي ووزير خارجيته السابق عبدالله عبدالله. في حين ذكر المرشح الذي اتى ثالثا في الانتخابات الرئاسية الافغانية رمضان بشردوست الخميس امكانية مقاطعة الدورة الثانية احتجاجا على الفساد المعمم، فيما تواصلت المفاوضات بين المرشحين الاولين لمحاولة تجنب تنظيم استحقاق جديد.

كابول: بدأت عمليات نقل اوراق الاقتراع الى اللجان الانتخابية التي قررت لجنة الشكاوى الانتخابية التي تدعمها الامم المتحدة ابطال الاصوات التي ادليت بها خلال الجولة الاولى من الانتخابات والبالغ عددها 210 لجان. واعلنت اللجنة عن هذا القرار عقب ايام من التحقيق في اتهامات بتزوير الانتخابات.

وقال مسؤولون انه سيجرى توزيع اوراق الاقتراع الى المناطق البعيدة عن العاصمة كابول عبر طائرات تابعة للامم المتحدة فيما ستستخدم الخطوط الارضية في نقل الاوراق الى المناطق القريبة منها. ومن المقرر اجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في السابع من شهر نوفمبر المقبل.

وكانت اللجنة المستقلة للانتخابات في افغانستان قررت في وقت سابق نقل او اقالة العديد من الموظفين المتهمين بالتورط في الوقوف الى جانب احد المرشحين خلال الجولة الاولى من الانتخابات التي جرت في ال20 من اغسطس الماضي

بشردوست يبحث في مقاطعة الانتخابات الرئاسية الافغانية

الى ذلك، ذكر المرشح الذي اتى ثالثا في الانتخابات الرئاسية الافغانية رمضان بشردوست الخميس امكانية مقاطعة الدورة الثانية احتجاجا على الفساد المعمم، فيما تواصلت المفاوضات بين المرشحين الاولين لمحاولة تجنب تنظيم استحقاق جديد. واعلن النائب وحامل لواء مناهضة الفساد انه يفكر في الطريقة الامثل لتعبير مناصريه عن امتعاضهم من العملية الانتخابية "الفاسدة" التي اعتبرها "فشلا". وقال بأسف "في اماكن اخرى في العالم، يودع الضالعون في التزوير السجن، اما هنا، في بلادنا، فيلقون مديحا".

وشابت الدورة الاولى من الانتخابات الافغانية التي نظمت في 20 آب/اغسطس عمليات تزوير ضخمة. وادت التحقيقات الى الغاء 1,3 ملايين بطاقة اقتراع مزورة، من بينها مليون لصالح الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي، من اصل 5,6 ملايين، في وقت شهدت الانتخابات اعمال عنف نفذتها حركة طالبان وضعف المشاركة (38,7%).

ونال كرزاي 49,67% من الاصوات في الدورة الاولى، مقابل 30,59% لخصمه الرئيسي وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله، و10,46% لبشردوست. وصرح بشردوست لفرانس برس "اننا حاليا نتشاور مع مناصرينا وخبرائنا" قبل اتخاذ قرار (المقاطعة، الورقة البيضاء، اختيار مرشح) و"سنعلن موقفنا بعد عشرة ايام". واحرز السياسي المتمرد على التقاليد نتيجة لم يتوقعها احد، ثم اعاد وضع نفسه عبر تلك التصريحات في وسط الساحة السياسية الافغانية التي يسيطر عليها كرزاي وعبد الله اللذان يتودد كل منهما اليه لنيل دعمه.

واسر وزير التخطيط السابق "تم الاتصال بشكل مباشر وغير مباشر مع المرشحين اللذين طلبا دعمي"، علما انه يسكن خيمة مقابل البرلمان في كابول رفضا للتشريفات والاموال التي يعتبرها غير لائقة امام الفقر المدقع الذي يعيشه الشعب الافغاني. واضاف "لكن صدقونا، لن افاوض باصوات الشعب الافغاني او مناصري من اجل منصب" حكومي، "سافعل الافضل للشعب الافغاني".

وتم الاعلان عن تنظيم السلطات الانتخابية دورة ثانية في 7 تشرين الثاني/نوفمبر، فيما بدأ توزيع لوازم الانتخاب الخميس، واعتبر المراقبون والدبلوماسيون ان كرزاي وعبد الله سيحاولان تجنبها عبر ابرام اتفاق سياسي، قد يشمل تقاسم السلطة. واعتبر دبلوماسي غربي رفض الكشف عن اسمه "لا يريد اي منهما دورة ثانية، وعلى الاخص كرزاي الذي يحتاج لان يظهر كمن يعمل على توحيد البلاد. وفي حال اجراء دورة ثانية، ستتعزز الانقسامات القبلية".

وينتمي كرزاي الى الباشتون (كبرى اتنيات البلاد)، فيما يعتبر عبد الله الباشتوني الاب والطاجيكي الام، طاجيكيا (الاتنية الثانية). يبقى تحديد الشكل القانوني الذي قد يبرم عبره اتفاق كرزاي عبد الله. وذلك سيكون منافيا للدستور، بحسب المحلل السياسي الافغاني احمد سيدي.

غير ان دبلوماسيا اخر يشير الى "وجود فراغ دستوري" في سيناريو اعلان عبد الله انه لن يخوض دورة ثانية "وعندئذ سيعود القرار الى المحكمة العليا التي تعتبر مناصرة لكرزاي". ويدعو آخرون الى ارجاء الدورة الثانية الى الربيع، بانتظار تحسن الوضع الامني، والاجراءات اللوجستية للانتخابات التي قد تعرقلها بل حتى توقفها الثلوج التي بدأت تهطل في بعض مناطق البلاد.

أوروبا تنوي المساهمة في مراقبة الانتخابات

على صعيد متصل، أكد مصدر في الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظومة الأوروبية سيناقشون في اجتماعهم الأسبوع القادم بلوكسمبورغ إرسال بعثة لمراقبة الجولة الثانية من الإنتخابات.

ولم يحدد المصدر، في رد على سؤال لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء بهذا الشأن، ما إذا كان الإتحاد سيبقي على أفراد البعثة التي راقبت الجولة الأولى في 20 آب/أغسطس الماضي أم لا ، وقال "سيؤكد الوزراء نية الإتحاد ارسال بعثة لمراقبة الجولة الثانية ولكن صلاحياتها وتركيبتها تبقى رهن المناقشة".

ونوه المصدر بأن أمر البعثة يأتي في إطار مناقشة موسعة يجريها رؤساء الدبلوماسية الأوروبية للوضع في أفغانستان، مؤكداً أنها سوف تتمحور عملياً على مخطط يرتب ويوضح الأولويات السياسية للعمل الأوروبي في أفغانستان وأيضاً في باكستان والمنطقة.

ويسعى الوزراء، بحسب المصدر ذاته، لإجراء مناقشات معمقة حول الوضع في أفغانستان خاصة بعد الانتخابات آب/أغسطس الماضي وآفاق الجولة الثانية المقررة في 7 تشرين الثاني/نوفمبر، وقال "يريد الوزراء التفكير في كيفية ضمان أمن الجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية" الأفغانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا