728

السبت، 5 سبتمبر 2009

هدنة إنسانية في صعدة لإغاثة 150 ألف نازح "صائم"


وكالات - إسلام أون لاين.نت


الأمم المتحدة قدرت عدد النازحين بنحو 150 ألفا
الأمم المتحدة قدرت عدد النازحين بنحو 150 ألفا

أعلنت الحكومة اليمنية تعليق العمليات العسكرية التي بدأتها في 11 أغسطس الماضي ضد معاقل المتمردين الحوثيين في محافظة صعدة شمال البلاد، وذلك للسماح لوكالات الإغاثة الإنسانية بتوصيل مواد الإغاثة إلى النازحين والعالقين في مناطق القتال الذين يعيشون حياة مأساوية نتيجة القتال الذي استمر رغم دخول شهر رمضان الكريم.

يأتي ذلك بينما رحب الحوثيون بقرار تعليق القتال لدواع إنسانية وأعلنوا التزامهم به، وقال بيان من موقع 26 سبتمبر التابع للحزب الحاكم على الإنترنت: "الحكومة لا ترى مانعا في تعليق العمليات العسكرية ابتداء من التاسعة مساء من يومنا هذا الجمعة".

ويصعب التحقق من صحة المعلومات عن سير الحرب لأن المحافظات الشمالية مغلقة أمام وسائل الإعلام، ورفض كل جانب في السابق عرضا من الطرف الآخر بوقف إطلاق النار.

وأتى قرار تعليق العمليات العسكرية بحسب بيان الحكومة نتيجة إعلان حركة التمرد "التزامها بإيقاف الاعتداءات على أفراد القوات المسلحة والأمن والمواطنين وإزالة الألغام والمتفجرات والحواجز وإنهاء التمترس على جوانب الطرقات وجعلها آمنة أمام حركة السير".

ورحب عبد الملك الحوثي القائد العسكري للمتمردين بتعليق القتال معلنا التزامه به، وقال في بيان نشر على موقع المنبر الإلكتروني التابع للحوثيين: "نرحب بما جاء في دعوة الأمم المتحدة بتوفير طرق آمنة وممر إنساني لتسهيل حركة عمال الإغاثة والمساعدات الإنسانية". وقال متحدث باسم الحوثي في تصريح لقناة الجزيرة القطرية: "إن الحركة ملتزمة بتعليق القتال"، مشددا على ضرورة التزام الحكومة به.

وكان زعيم حركة التمرد الزيدية، عبد الملك الحوثي، هدد الأربعاء الماضي سلطات صنعاء بإعلان الجهاد وذلك غداة رفض اقتراحه بوقف لإطلاق نار في المعارك التي تدور منذ الحادي عشر من أغسطس الماضي في شمال البلاد.

نزوح الصائمين

ويواجه النازحون أوضاعا مأساوية، رغم أنهم يقضون يومهم صياما، وتقدر وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة عددهم بنحو 150 ألف شخص، معظمهم أطفال ونساء فروا من منازلهم خلال تصاعد حدة القتال.

وأكد بعض النازحين في بعض مخيمات النزوح أن الغذاء يقتصر على أرغفة الخبز الحاف عند الفطور بدون أي شيء آخر، وتزود كل أسرة بشوال من القمح غير المطحون رغم عدم وجود لا طاحونة ولا آلات لطحنه أو أدوات طبخ أو أوان للطعام، كما يفتقد المخيم إلى حمامات وصرف صحي.

وقال برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية والمفوض السامي لشئون اللاجئين إن المحاصرين جراء القتال في مدينة صعدة في حاجة ماسة للطعام والمياه والرعاية الطبية.

وناشدت هذه الوكالات الأمم المتحدة في بيان في جنيف هذا الأسبوع توفير مبلغ 32.5 مليون دولار لمساعدة اليمن، وأكدت المنظمات الإنسانية أن الوضع الإنساني في شمال اليمن، ولاسيما في صعدة "مأساوي إلى أبعد الحدود وما زال يتفاقم".

وقالت منظمة الصحة إن أمراض الملاريا والحصبة والإسهال تمثل خطرا شديدا على النازحين الذين يفتقرون إلى الخدمات الطبية، وإن الملاريا تتفشى في بعض مناطق محافظة حجة.

وفي خارج منطقة الصراع توزع المنظمة التابعة للأمم المتحدة إمدادات طبية وناموسيات على الأشخاص الذين استطاعوا الهرب من القتال الذي تصاعد على مدى الشهر الأخير.

وقال برنامج الأغذية العالمي إنه لم يستطع تقديم الطعام سوى لنحو عشرة آلاف نازح فقط في شهر أغسطس مقابل 95 ألفا في يوليو.

وكانت عائلات نازحة قد أوضحت لوكالة الأنباء الفرنسية أن القصف الجوي والبري المكثف دفعها إلى التوغل داخل الأراضي السعودية مشيا على الأقدام، غير أن السلطات السعودية قامت بإعادتهم وتسليمهم للسلطات اليمنية التي قامت بدورها بإيصالهم إلى مخيم المزرق الذي أنشئ قبل أيام في منطقة نائية.

مساعدات سعودية

وبدوره، ذكر الدكتور عمر مجلي منسق مخيمات النازحين والوكيل المساعد لوزارة الصحة اليمنية أن المملكة العربية السعودية شرعت في تسيير أول خط مساعدات للنازحين في صعدة تتبعها خطوط أخرى في الأيام المقبلة.

وقال إن الحكومة السعودية ستقدم مساعدات أولية لمخيم "باقم" الذي يحتضن ما بين 12 و16 ألف نازح، حيث تم التنسيق مع الجانب السعودي لوضع الآلية والإجراءات الكفيلة لإدخال قوافل المساعدات إلى المخيم الذي يحتوي على أكبر عدد من النازحين من مديريات سحار وضحيان وغيرها من المديريات التي شهدت أعمال التمرد والتخريب والقتل.

وأشار منسق مخيمات النازحين إلى أن اللجنة الوزارية المشكَّلة لترتيب أوضاع النازحين ستنفذ برنامج زيارة ميدانية مع عدد من المنظمات الدولية والإنسانية العاملة في مجال الإغاثة في اليمن، إلى جانب عدد من المنظمات المدنية الأخرى للاطلاع عن كثب على أوضاع النازحين في مخيمات حرف سفيان في محافظة عمران، ومخيم المزراعة في مديرية حرض في محافظة حجة، ومخيمات محافظة صعدة البالغ عددها خمسة مخيمات؛ إضافة إلى مخيم باقم.

ويتهم الحوثيون السعودية بإمداد الحكومة بالسلاح والذخائر الذي قتل المدنيين في صعدة، على حد قولهم. وذكر بيان صادر عن عبد الملك الحوثي أن القوات اليمنية استعانت بقنابل الفسفور الأبيض المحرمة دوليا التي استقدمتها من السعودية. ونفت الحكومتين اليمنية والسعودية هذه الاتهامات.

واندلع قتال جديد الشهر الماضي في محافظة صعدة فيما عرف بالحرب السادسة بين المتمردين الحوثيين الشيعة الزيديين والقوات الحكومية التي تحاول بسط سلطة الحكومة المركزية في صراع مستمر منذ عام 2004


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا