728

السبت، 5 سبتمبر 2009

أزمة العلاقة بين حماس وإخوان الأردن



من مسيرة للإخوان في الأردن انتصارا لفلسطين (الجزيرة نت)

محمد النجار -عمان

دخلت الأزمة التي يعانيها تنظيم الإخوان المسلمين في الأردن مرحلة جديدة بعد قرار المكتب التنفيذي حل القسم السياسي في الجماعة الذي يرأسه عضو المكتب رحيل غرايبة، القيادي البارز فيما يعرف بتيار "الحمائم".

وعبر غرايبة عن رفضه للقرار الذي جاء بعد أزمة مع الحكومة إثر نشر تقرير قال إن "الأردن جزء من المشروع الأميركي الصهيوني".

لكن أوساط سياسية وإخوانية رأت أن هذه الأزمة مجرد حلقة من الأزمة المستمرة بين تياري "الحمائم" الذي يطالب بالفصل التام بين تنظيمي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والإخوان في الأردن، وتيار "الصقور" الذي ينفي وجود تداخل في العلاقة بين تنظيمي الإخوان في الأردن وفلسطين.

ويسيطر تحالف من "الصقور" والوسط على مجلس شورى الإخوان في الأردن، كما أن المراقب العام وغالبية أعضاء المكتب التنفيذي من أعضاء هذا التيار.

ونفى أمين سر جماعة الإخوان الأردنية جميل أبو بكر وجود أي تداخلات تنظيمية بين الإخوان في الأردن وحركة حماس، واستغرب في حديث للجزيرة نت استمرار الحديث عن وجود هذا التداخل.

ويوضح أن "التنظيمين عاشا فترة من التداخل في علاقاتهما التنظيمية، لكن قرار حل تنظيم بلاد الشام فصل العلاقات التنظيمية بينهما تماما".

مسيرة مؤيدة لحماس في الأردن (الجزيرة نت)
تيار ضد الفصل
وحول أزمة مرجعية مكاتب الإخوان الأردنيين والفلسطينيين في دول الخليج العربي يرى أبو بكر أن "هذه المكاتب تابعة لتنظيم الإخوان الأردني ولها ممثلون في مجلس الشورى".

وفي الوقت الذي يرى فيه أبو بكر ضرورة البحث في عدد ممثلي هذه المكاتب، يرفض تيار الحمائم تبعيتها للتنظيم الأردني ويرى أنها متداخلة مع تنظيم حركة حماس.

وعن وجود قيادات في تنظيم الأردن أعضاء في مجلس شورى حماس، يقول أبو بكر "هناك أعضاء من تنظيمات الإخوان وغير الإخوان في الأردن أعضاء في مجلس شورى حماس".

وأضاف أن "الغاية من ذلك هي أن قضية فلسطين قضية الأمة وضرورة تشكيل مرجعية لحماس من أبناء الأمة، وهؤلاء الأعضاء في حال حضورهم لا يشكلون تأثيرا في قرارات حركة حماس".

وفي رأي المحلل السياسي جميل النمري فإن مشكلة تنظيم الإخوان في الأردن هي في وجود "تيار يمثل حماس في قيادته".

وقال للجزيرة نت إن "تيار الصقور هو تيار حماس تنظيميا وفعليا"، وزاد "هذا التيار يقف ضد الفصل بين التنظيمين في قضية المكاتب الإدارية وغيرها".

والمشكلة التي يعانيها الإخوان الأردنيون حسب رأيه ناتجة عن كونهم جزءا من الجسم الأردني الفلسطيني الذي يعيش حالة من التداخل الاجتماعي والديمغرافي والسياسي، مضيفا أن "هناك استحقاقات تحتم الفصل السياسي بين الجسمين وصلت للإخوان".

أبو بكر: أعضاء من تنظيم الإخوان وغيره أعضاء في مجلس شورى حماس (الجزيرة نت)
ارتياح
وشكل حديث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في عمان السبت الماضي على هامش زيارته لتلقي العزاء في والده، عن ضرورة الفصل السياسي بين الأردن وفلسطين رغم عمق الروابط الاجتماعية ارتياحا لدى أوساط أردنية.

ونفى مشعل وجود أي تدخل لحماس في الساحة الأردنية سواء في جماعة الإخوان أو غيرها.

وفي رأي النمري فإن "حديث مشعل دقيق وهام"، لكنه يطالب "بتطبيق هذا الحديث على أرض الواقع".

أما عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق فقال إن الحركة التي نشأت من رحم جماعة الإخوان المسلمين "لها واقع تنظيمي خاص بها وليس لها أي تشابك أو علاقة تنظيمية مع إخوان الأردن أو غيرهم".

وقال الرشق للجزيرة نت عبر الهاتف من دمشق إن "حماس حركة وطنية فلسطينية وليس لها ارتباط تنظيمي مع أي تنظيم آخر".

وأضاف "هناك علاقة تعاون وتنسيق وإسناد من جانب كافة تنظيمات الإخوان في العالم لحركة حماس، وهذا تشترك فيه أيضا كافة القوى الإسلامية والقومية الحية في الأمة من باب أن قضية فلسطين تجمع الأمة".

وحسب رأيه فإن ما ذكره مشعل في عمان "ليس كلاما سياسيا فقط، وإنما يعبر عن سياسة حركة حماس (..) نحن لا نتدخل في أي تنظيم، خاصة جماعة الإخوان في الأردن".

وزاد "نحن مع تكريس الفصل السياسي بين الأردن وفلسطين، لأننا ننطلق من رفض الوطن البديل ومشروعه الذي يطبخ على نار هادئة في الكيان الصهيوني وتتناغم معه بعض الأطراف الفلسطينية وهو ما نرفضه ونحاربه".

المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا