728

السبت، 5 سبتمبر 2009

دائرة شؤون القدس.. هل تنقذ أهلها؟



استحداث دائرة شؤون القدس هل تحقق هدفها في حماية المدينة المقدسة وأهلها (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-القدس
الأمل فقط هو جل ما ينتظره المواطن المقدسي فايز التتنجي في إعادة بناء بيته الذي هدمه مؤخرا بيده بناء على طلب سلطات الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعد طرقه أبواب العديد من المؤسسات التي تعنى بشؤون مدينة القدس المحتلة والمقدسيين دونما مجيب.
ولم يعد الموطن التتنجي (54 عاما) والذي يقطن ضاحية بيت حنينا يعول كثيرا على أحد في مد يد العون له، ولا سيما أن ابنه اعتقل ودفع مبالغ كبيرة كغرامات ومنزله هدم ولم يحرك أحد ساكنا حسب ما قال للجزيرة نت.
وظل يرى هذا المواطن أن الحديث عن مؤسسات أو هيئات فلسطينية تعمل لمساعدته أو مساعدة غيره إنما هو ذر للرماد بالعيون وكلام إعلامي ولا يعدو كونه تصريحات على الصحف ووسائل الإعلام المختلفة.
هذا الحال للمواطن التتنجي وغيره من المقدسيين الذين فاقت معاناتهم كل شيء، هو ما قالت منظمة التحرير الفلسطينية إنه دفعها لإعادة استحداث دائرة شؤون القدس لمواجهة سياسة الاحتلال والاستيطان في القدس وما تتعرض له المدينة من "تهويد وتطهير عرقي".
وقال تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إن هذه الدائرة تأتي انسجاما مع قرارات اللجنة التنفيذية بالمنظمة التي اتخذت مؤخرا بعد انتخاب ستة أعضاء جدد فيها، لتفعيل دوائرها وهيئاتها.
تلبية للمطلوب
تيسير خالد أكد أن دائرة القدس ستعمل على رفع المعاناة عن المقدسيين (الجزيرة نت)
وأكد خالد للجزيرة نت أنه وأمام إصرار حكومة نتنياهو على مواصلة سياسة التهويد واستبعاد موضوع القدس من أية مفاوضات حول قضايا الوضع النهائي بات من المهم أن تتحمل اللجنة التنفيذية مسؤولياتها وأن تشكل دائرة تعنى بشؤون القدس -كما كان بالسابق- لتوحيد المرجعيات الفلسطينية المتعددة بمدينة القدس.
وشدد على أن موضوع القدس من أهم المواضيع المطروحة على جدول أعمال منظمة التحرير بكافة أبعاده السياسية والصحية والتعليمية والاجتماعية، خاصة أمام التقصير العربي والإسلامي والصمت الدولي على ما يجري بالقدس.
ولفت إلى أن دائرة شؤون القدس ستمارس مسؤولياتها على أوسع نطاق على المستويات الوطنية والإسلامية والعربية ومع المجتمع الدولي بدعم وإسناد المنظمة للضغط على إسرائيل لتكف عن سياسة فرض الأمر الواقع من جانب واحد على القدس.
وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أنه يجرى البحث الآن وعلى مستوى إقليمي ودولي عن ضرورة إلزام إسرائيل بالتزامات خارطة الطريق لإعادة فتح المؤسسات الفلسطينية بالقدس التي أغلقتها عام 2000 داعيا إلى أن يكون الاهتمام بالقدس من نوع آخر يفوق الاهتمام ويعالج التقصير السابق للمنظمة.
تبرئة للذات
"
القيادي المقدسي ووزير شؤون القدس الأسبق زياد أبو زياد رأى أن دائرة شؤون القدس أو غيرها هي مسميات فقط لا معنى لها، وأن تشكيلها لا يأتي استجابة لما تتعرض له المدينة، وإنما تعبير عن حالة إفلاس للحفاظ عليها والتفاعل معها ومحاولة لتبرئة الذمة تجاه القدس

"
من جهته رأى القيادي المقدسي ووزير شؤون القدس الأسبق زياد أبو زياد أن دائرة شؤون القدس أو غيرها هي مسميات فقط لا معنى لها، وأن تشكيلها لا يأتي استجابة لما تتعرض له المدينة، وإنما تعبير عن حالة إفلاس للحفاظ عليها والتفاعل معها ومحاولة لتبرئة الذمة تجاه القدس.
ورأى أبو زياد في حديثه للجزيرة نت أن تشكيل مثل هذه المؤسسات والدوائر محاولة لتبرئة الذات من جريمة تضييع القدس والتخلي عنها، خاصة وأنها باتت شبه مهودة، مؤكدا أن القدس بحاجة لعمل وليس لشعارات ومسميات.
وقال إن القدس قضية سياسية بالدرجة الأولى وأنها بحاجة لعمل سياسي جاد بخليطه الفلسطيني والعربي والدولي بعيدا عن الشجب والاستنكار وعن المنابر الإعلامية، مؤكدا أن دولة عربية لم تتخذ قرارات بإجراءات معينة تؤثر على مصالح الغرب وأميركا وربطت هذه الإجراءات بوقف السياسة الإسرائيلية بالقدس ووقف تهويديها.
وأعرب القيادي المقدسي عن خشيته من أن تغلق إسرائيل هذه الدائرة كما أغلقت مؤسسات سابقة بالقدس، مشيرا إلى أن نص الاتفاق الموقع بين السلطة وإسرائيل يمنع الثانية من المساس بأية مؤسسات تابعة لمنظمة التحرير سواء بالقدس أو غيرها، "إلا أن إسرائيل لم تحترم ذلك وأغلقت جميع المؤسسات التابعة للسلطة وحتى للمنظمة".
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا