728

السبت، 5 سبتمبر 2009

أصوات للانسحاب وللحرب بأفغانستان



التلويح بالإرهاب للمضي في حرب أفغانستان مجرد مغالطة وكذبة (رويترز-أرشيف)

ذهبت كبرى الصحف البريطانية في افتتاحياتها ومقالاتها إلى الدعوة لسحب القوات البريطانية من أفغانستان، معتبرة أن التبرير بالإرهاب ومنعه من الوصول إلى شوارع بريطانيا مجرد مغالطة وكذبة لم تعد تنطلي على أحد.

فقد كتب ماثيو باريس -وهو نائب سابق من المحافظين في مجلس العموم البريطاني- مقالا في صحيفة ذي تايمز تحت عنوان "لنهمس بها: نحن في طريقنا للانسحاب من الحرب" يدعو فيه إلى الخروج من أفغانستان.

وقال إن الهمسات بدأت تتعالى في كل مكان، وإذا لم تتخذ الحكومة العمالية خطوة نحو الخروج من هذه الحرب، فإن حكومة المحافظين المقبلة هي التي ستقوم بذلك.

"
لا أعتقد بأن الرأي العام سيقبل طويلا تبرير الخسائر بالتلويح بتهديد الإرهاب في شوارعنا
"
جويس/ ذي غارديان

التلويح بالإرهاب
صحيفة ذي غارديان تعلق أيضا على خطاب رئيس الوزراء غوردون براون بالقول إنه لم يقدم أي موعد للانسحاب أو إستراتيجية محددة، بل كل ما قدمه هو أكثر المعايير غموضا لتحقيق النجاح.

وكانت الصحيفة قد استهلت افتتاحيتها

بدراسة أعدتها مؤسسة راند العالمية للأبحاث التي توصلت إلى حقيقة في غاية الأهمية -حسب تعبير الصحيفة- من خلال دراسة 90 حالة تمرد منذ العام 1845 لتجد أن الأمر يتطلب ما معدله 14 عاما لتقويض أي منها.

غير أن الصحيفة تشكك في ما إذا كان لدى أي رئيس أميركي أو رئيس وزراء بريطاني أكثر من 14 شهرا من الدعم الشعبي، خاصة بعد مرور أكثر الأشهر دموية بالنسبة للبريطانيين والأميركيين، أكثر من 50 قتيلا في الأشهر الأربعة الأخيرة.

وأيدت ذي غارديان ما جاء في استقالة إريك جويس النائب في البرلمان ومساعد وزير الدفاع حين قال "لا أعتقد أن الرأي العام سيقبل طويلا تبرير الخسائر بالتلويح بتهديد الإرهاب في شوارعنا".

وقالت إن "كلامه صحيح، لا سيما أن معظم المؤامرات التي جلبت الإرهاب إلى شوارعنا جاءت من باكستان لا من أفغانستان".

فاجعة الناتو
وتحت عنوان "مهمة الناتو المستحيلة" كتبت الصحفية في واشنطن إليفيا هامبتون التي تغطي السياسات في واشنطن والشؤون العسكرية، مقالا بالصحيفة نفسها تعلق فيه على مأساة مقتل أكثر من 90 شخصا في هجوم لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) يوم الجمعة، منهم 40 مدنيا.

وقالت إن هذه الفاجعة ربما لم تكن الأولى التي يخطئ فيها الناتو، ولكن وقوعها في وقت حرج بالنسبة للإستراتيجية الأميركية يعزز المفهوم بأن الرئيس باراك أوباما يعاني من مصير لا يختلف عن مصير سلفه جورج بوش: تنامٍ في العنف ونشر مزيد من الجنود الأميركيين وتضاؤل الدعم الشعبي.

ودعت الكاتبة الرئيس الأميركي للتوصل إلى قرار حول ما إذا كان سيستمر في الطريق وحده كما فعل بوش، أم سيسلك الطريق الطويل ويقنع الحلفاء بالمشاركة، مشيرة إلى أن نجاحه في أفغانستان يعتمد على المشاركة الدولية في المساعدة بتحديد العمل المناسب.

ذي إندبندنت: الجدول الزمني للحرب
غير واقعي (الأوروبية)
دفاع براون
وفي هذا الإطار أيضا قالت ذي إندبندنت في افتتاحيتها تحت عنوان "براون يصعد من دفاعه عن الشأن الأفغاني" إن رئيس الوزراء حاول أن يبدو واقعيا، غير أن الجدول الزمني للحرب كان غير واقعي.

وتطرح الصحيفة تساؤلات: هل تستطيع بريطانيا فعلا أن تتحمل تكاليف مستوى المشاركة العسكرية؟ ولماذا لا يُطلب المزيد من الجنود من الأعضاء الآخرين في التحالف؟ وإلى متى ستطول هذه المشاركة البريطانية؟ وهل يحصل الجنود وعائلاتهم على الأولوية في الإنفاق الذي يستحقونه؟

واعتبرت أن ما يُقال بأن الحرب في أفغانستان قتال ضد الإرهاب ومنعه من الوصول إلى بريطانيا، مجرد مغالطة.

وهذا ما ذهب إليه أيضا النائب بول فلين في مقاله بالصحيفة حيث اعتبرها كذبة، مشيرا إلى أن الوقت حان للاعتراف بأن أهداف الحرب مستحيلة.

وقال إن "علينا أن نتخلى عن وهم الانتصار ونعمل على التوصل إلى إستراتيجية سلام للخروج من أفغانستان"، لأن ذلك من شأنه "أن يعزز ما تحقق من مكاسب ويجنبنا حمام الدم الذي وقعت فيه أميركا لدى انسحابها من سايغون".

وحذر فلين من أن الرأي العام لن يحتمل قتل الجنود زمنا طويلا، مشيرا إلى أن كسب العقول والقلوب لا يأتي عبر القنابل والرصاص.

المصدر: الصحافة البريطانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا