728

الخميس، 17 سبتمبر 2009

هل تهاجم إسرائيل إيران بسبب برنامجها النووي؟

القدس: قال مسؤول دفاعي اسرائيلي سابق يوم الاربعاء ان اسرائيل ستهاجم مواقع ايران النووية اذا لم يفرض عليها عقوبات مشددة هذا العام معيدا الى الاذهان مخاطر نشوب حرب في الشرق الاوسط العام القادم.
ومع صدور تصريحات متشددة من كل الاطراف يعتقد كثير من المحللين ان احتمال قيام اسرائيل بتوجيه ضربة الى ايران كبير حتى لو لم تؤيد الولايات المتحدة مثل هذه الخطوة . وفيما يلي عرض للوضع في هذا الصدد..

هل يمكن ان توجه اسرائيل ضربة الى ايران..
انها مقامرة تنطوي على مجازفة كبيرة وقدر من التهويش. ويرفض الزعماء الاسرائيليون استبعاد اي خيار. وهم لا يصدقون تأكيد ايران أنها لا تريد الا الطاقة النووية. وتشير اسرائيل الى تصريح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بانها ينبغي ان " تمحى من الخريطة" قائلة ان امتلاك ايران لقنبلة نووية خطر على وجودها لن تقبله.
غير انه تبين العام الماضي ان المسؤولين يضعون خططا للتعايش مع ايران اذا تسلحت نوويا في اطار من الردع المتبادل. واظهر استطلاع للرأي في يونيو حزيران ان معظم الاسرائيليين لا يتوقعون هجوما من ايران اذا تسلحت نوويا.

ويقول مساعدون لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انه منذ توليه منصبه في مارس اذار جعل من القضاء على التهديدات الواردة من ايران عنصرا حاسما فيما يعتبره دوره الشخصي في التاريخ اليهودي. واستحدث هجوم جوي اسرائيلي دمر مفاعل العراق النووي الوحيد عام 1981 وهجوم يحيطه الغموض في سوريا عام 2007 سابقتين تاريخيتين. وبرغم سياسة الصمت التي تنتهجها اسرائيل فيما يخص قدراتها النووية فلا أحد تقريبا يشك في أن لديها أسلحة نووية وصواريخ قادرة على الوصول الى ايران.

ما الذي قد يمنع اسرائيل من شن هجوم..
ليس واضحا كيف ستقرر اسرائيل أنها انجزت هدفها الخاص بمنع ايران من امتلاك اسلحة نووية لكن قد يكون الحد الادنى لذلك تعهد من ايران بالتخلي عن السعي لامتلاك مثل هذه الاسلحة يؤيده شكل من اشكال الرقابة ومعلومات المخابرات. ويتوقف الكثير بالطبع على تصرفات ايران وعلى الرئيس الاميركي باراك اوباما وغيره ممن يمارسون ضغوطا على ايران من خلال العقوبات والعمل الدبلوماسي.
ويشك كثير من المحللين في نفي ايران ان لها نوايا عسكرية الا ان بعضهم يقولون انها قد تكتفي باظهار ان بمكانها امتلاك اسلحة نووية على وجه السرعة دون ان تسلح نفسها فعليا. ومع ذلك فقد لا تقبل اسرائيل هذا المستوى من الخطر المحتمل.

ومن ناحية اخرى اذا فكرت اسرائيل في شن هجوم منفرد على ايران فعليها ان تقدر حجم عدة مخاطر مهمة تكتنف ذلك..
- الرد الانتقامي لا من ايران وحدها بل ومن الجماعات المسلحة المتحالفة معها مثل حزب الله اللبناني وحماس الفلسطينية.
- رد الفعل الاقتصادي والدبلوماسي من الولايات المتحدة والحلفاء.

- احتمال فشل الهجوم مع تعرض اسرائيل على الرغم من ذلك لردود الفعل السابقة.

ما هي المفردات الاساسية للجدول الزمني.
أولا من حيث التطورات التكنولوجية في ايران.. قال مستشار الامن القومي الاسرائيلي في يوليو تموز ان ايران تجاوزت "خطا أحمر" من حيث قدرتها على ان تصنع سلاحها النووي بنفسها لكنها لم تتمكن بعد من صنع كميات تستحق الاهتمام أو تركيب رؤوس نووية فعالة في صواريخها.

وفي يونيو حزيران قال مئير داجان رئيس الموساد الذي ينظر اليه على انه شخصية رئيسية في السياسة الاسرائيلية تجاه ايران والذي جرى تمديد تفويضه اخيرا وعلى غير العادة حتى 2010 ان ايران قد تمتلك رأسا حربيا يمكن اطلاقه عام 2014.
ثانيا من حيث الدبلوماسية الاوسع.. وافقت ايران على ان تلتقي في الاول من اكتوبر تشرين الاول بالقوى الست الكبرى القلقة من خططها النووية. وابلغ اوباما نتنياهو في مايو ايار انه يتوقع ان يتكون لديه "بنهاية العام" احساس بشأن ما اذا كانت الدبلوماسية تجدي نفعا مع ايران.

هل ستقوم اسرائيل بالهجوم بمفردها دون مساندة اميركية..
قال اوباما الذي اختلف مع نتنياهو بشأن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وتحركات السلام مع الفلسطينيين في يوليو تموز انه "لم يعط مطلقا" اسرائيل الضوء الاخضر للهجوم. وكان وقتها يرد على تصريحات لنائبه بان اسرائيل لديها حق سيادي في التصرف اذا شعرت بأن "وجودها مهدد".

وستحجم اسرائيل عن اغضاب حليفتها الرئيسية. فهي لن تود مفاجئة واشنطن بل ربما تريد الحصول على مساعدتها. لكن كثيرا من المحللين يعتقدون ان اسرائيل قد تمضي في الهجوم بمفردها.
ويشكك البعض فيما اذا كان الجيش الاسرائيلي المسلح اميركيا يمتلك قوى النيران التي يمكنها الوصول الى المنشات النووية الايرانية وتدميرها دون مساعدة اميركية. ويقول محللون ان اسرائيل قد تشعر بالرضا لابطاء اي برنامج ايراني للاسلحة النووية على أمل ان ينهيه تغير سياسي.

وربما يكون الحديث عن ضربة اسرائيلية احادية جزءا من اسلوب الردع او محاولة لضمان التعاون الاميركي.

كيف يمكن لاسرائيل ان تهاجم ايران..
علني ام سري .. تطور اسرائيل قدرات "الحرب الالكترونية" التي يمكنها تعطيل انظمة التحكم العسكرية والصناعية لايران. ويشك قليلون في ان عملا سريا من جانب عملاء الموساد على الارض من بين الاساليب المعدة ضد ايران. وربما تكون ميزة عمل تخريبي على ضربة جوية هو انه يمكن انكاره.
وعسكريا يمكن لاسرائيل ايضا ان تنشر القوات التالية..

الجوة.. تمتلك اسرائيل 500 طائرة مقاتلة بينها طائرات اف-15 و اف-16 قادرة على ضرب غرب ايران وابعد من ذلك اذا تزودت بالوقود في الجو وهو اسلوب تتدرب عليه القوات الجوية. بوسع الطائرات الاسرائيلية الطيران فوق دول عربية معادية باستخدام التكنولوجيا تجعلها غير مرئية لاجهزة الرادار. والطائرات المسلحة بقنابل "خارقة للتحصينات" يمكن اطلاقها بدقة خارج المجال الجوي الايراني. كما يعتقد ان اسرائيل لديها عشرات من صواريخ اريحا المصممة لحمل رؤوس حربية تقليدية او نووية الى الخليج. ومن غير المرجح قيام اسرائيل بضربة نووية.
البر..يمكن نشر القوات الخاصة على الارض لرصد الاهداف ولتدميرها ان امكن عبر عمليات تخريب.

البحر..ارسلت اسرائيل احدى غواصاتها الثلاث من طراز دولفين المصنوعة في المانيا الى البحر الاحمر عبر قناة السويس في يونيو حزيران فاتحة طريقا للخليج. ويعتقد ان الغواصة قادرة على اطلاق صواريخ كروز تحمل رؤوسا تقليدية او نووية.
الدفاع الصاروخي..تعكف اسرائيل على تحديث صاروخها (ارو) الاعتراضي بدعم مالي من واشنطن ويمكنها ايضا توقع الاستفادة من سفن ايجيس الاميركية المضادة للصواريخ المنتشرة في البحر المتوسط. كما يزيد رادار استراتيجي اميركي متمركز في اسرائيل من قوة التحالف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا