728

الخميس، 17 سبتمبر 2009

"نسألك عودة آمنة".. دعاء مشردي الصومال


عبد الرحمن يوسف - محمد الشيخ


الدعاء بالأمن والأمان هو السائد بين الصوماليين
الدعاء بالأمن والأمان هو السائد بين الصوماليين
مقديشو– على بعد نحو عشرين كيلومترا جنوب العاصمة الصومالية تنتشر المئات من مخيمات النازحين الذين فروا من ديارهم في مقديشو هربا من ويلات الحرب الأهلية التي لم تهدأ في شهر رمضان المبارك.

الكثير من هؤلاء ليس من دعاء على ألسنتهم في العشر الأوخر من رمضان سوى "اللهم نسألك عودة آمنة إلى ديارنا"، و"اللهم انشر الأمن والأمان في بلادنا" التي تعصف بها الحروب الأهلية منذ الإطاحة بالرئيس الصومالي الراحل محمد سياد بري سنة 1991.


من بين هؤلاء المشردين محمد أبو بكر (21 عاما)، وهو شاب حافظ لكتاب الله، كان يؤم صلاة التراويح والتهجد في مسجد "بافضل" في حي "شبز" شمال العاصمة خلال رمضان الماضي، أما هذا العام فهو يعيش في مخيم "عليش" جنوب مقديشو، بعد أن فر من القتال بين القوات الحكومية وقوات المعارضة الإسلامية.

ويؤم أبو بكر المشردين في صلاة التراويح والتهجد بمسجد صغير في مخيم "عليش"، وعن أكثر الأدعية التي يتضرعون بها إلى الله خلال العشر الأواخر من رمضان يقول لـ"إسلام أون لاين.نت": "نخصص جزءا كبيرا للدعاء كي يصلح الله أحوالنا، ونتضرع إليه أن يرزقنا عودة آمنة إلى ديارنا في مقديشو، وأن يصلح ذات بين الصوماليين، وأن يؤلف بين قلوبهم، وأن ينهي ما بينهم من اقتتال".

الأمن والأمان

وباستثناء ما يخص حياة النزوح التي يكابدها أكثر من مليون صومالي، فإن دعاء مساجد العاصمة الصومالية لا يختلف عن الدعاء في مساجد مخيمات المشردين.

ففي مسجد المطار بمقديشو تضرع الإمام معلم فارس إلى الله أن "يجعل هذا البلد آمنا وسائر بلاد المسلمين"، وأن "يؤلف بين قلوب الصوماليين"، وعندها اضطر الإمام للركوع، حيث أجهش في البكاء بما لم يستطع معه إكمال الدعاء، وقد سمع بكاءه من بخارج المسجد عبر مكبرات الصوت.

ونظرا لافتقارهم الأمن والأمان منذ 18 عاما فإن ألسنة الصوماليين تلهج في سائر أوقات شهر رمضان، وخصوصا في صلاة التهجد، بالدعاء إلى الله أن "يكشف الغمة عن بلادنا التي تتقذافها الحروب"، وأن "يتوقف الاقتتال بين الصوماليين إلى الأبد بحق هذه الأيام المباركة".

وقد رفضت المعارضة الصومالية، وعلى رأسها حركة شباب المجاهدين والحزب الإسلامي، بشدة وقف هجماتها على حكومة الشيخ شريف شيخ أحمد خلال رمضان؛ كي يأمن الصوماليون في هذا الشهر الكريم، وشددت على أنها تبتغي تحقيق النصر خلال الشهر الفضيل.

وقلل الاقتتال من عدد مرتادي المساجد في رمضان هذا العام، إذ يفضل الكثيرون ملازمة ديارهم خوفا على حياتهم، كما اختفت العديد من مظاهر رمضان في مقديشو، ومنها إقامة موائد الرحمن، وتنظيم المسابقات القرآنية في المساجد، والتي كان يمولها رجال أعمال صوماليون.

ومنذ بداية عام 2007 أودى الاقتتال بين الصوماليين بحياة ما لا يقل عن 18 الف مدني، ونزوح أكثر من مليون آخرين، فيما يعيش قرابة 3 ملايين صومالي على المساعدات الغذائية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا