728

الخميس، 17 سبتمبر 2009

الاحتلال يحاصر الجمعة اليتيمة بالأقصى



شرطة الاحتلال منتشرة بالقرب من المسجد الاقصى (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-القدس
مع اقتراب الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك والتي يطلق عليها "الجمعة اليتيمة"، تتبدد آمال الكثير من الفلسطينيين بإمكانية الصلاة في المسجد الأقصى بسبب ممارسات الاحتلال ومنعهم من الوصول لمدينة القدس، لا سيما الجيل الشاب.

ومن بين من تبددت آمالهم بزيارة الأقصى المواطن صالح حمدان (28 عاما) من مدينة نابلس والذي حاول مرات عدة الدخول إلى القدس المحتلة لكنه كان يفشل ويعود أدراجه عبر معبر قلنديا بين القدس ورام الله، وهو ما دعاه للعدول عن الذهاب للقدس أو سلوك طرق غير رسمية ربما تؤدي به إلى الاعتقال أو الموت.
قيود صارمة
وقال حمدان للجزيرة نت "بات من شبه المستحيل التوجه للأقصى، خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي وتشديد إجراءاته العسكرية على مداخل ومخارج المدينة الفرعية منها والرئيسية".

فلسطيني وزوجتة أمام حاجز تفتيش الحوارة (الفرنسية)
أما الشاب محمد رجوب من مدينة رام الله فلم يتلق حتى الآن أي رد على طلبه -عن طريق مكتب الارتباط الفلسطيني- للحصول على تصريح زيارة للأقصى، مشيرا في حديثه للجزيرة نت إلى أن إسرائيل غير معنية باستصدار تصاريح لدخول القدس، وأن ما يهمها إبعاد أكبر عدد من الفلسطينيين عن القدس والمسجد الأقصى".

وحتى من يسمح له بالدخول للأقصى يواجه مصاعب جمة تفرضها سلطات الاحتلال حيث يضطر المواطن لمغادرة منزله قرابة الرابعة فجرا والسير عدة كيلومترات على الأقدام، علاوة عن ابتزاز المواطنين بتفتيشهم.

عسكرة الأقصى
من ناحيته، أكد محافظ القدس عدنان الحسيني أن سلطات الاحتلال تضع العديد من الحواجز العسكرية على ثلاث مراحل: الأولى في محيط المسجد الأقصى، والثانية بمحيط البلدة القديمة، في حين تشمل المرحلة الثالثة مساحة بلدية القدس، علاوة عن الحواجز الطيارة.

وقال الحسيني للجزيرة نت إنه يجري على هذه الحواجز عملية فلترة للمواطنين، حيث لا يسمح بدخول من يقل عن خمسين عاما للرجال أو خمسة وأربعين عاما للنساء "وبعد ذلك يتم تنقية أشخاص دون آخرين للدخول للأقصى، حتى يصل العدد المسموح به للدخول بسيطا جدا، وهو ما يعتقد الإسرائيليون أنه يمكنهم السيطرة عليه أمنيا".

واتهم الحسيني سلطات الاحتلال بأنها تتعامل مع مكان مقدس بأفكار عسكرية وتحوله لمؤسسة عسكرية، مشيرا إلى أن إجراءات الاحتلال هي التي أحدثت المشاكل، "حيث يحتجزون الكثير من المواطنين ويفتشون آخرين ويؤخرون من تبقى، ويضعون قيودا صارمة ومتجددة، وكل ذلك بهدف منع الدخول للأقصى".

الخوف الإسرائيلي

"
اقرأ أيضا:

الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى
"

وأكد الحسيني أن فرض إسرائيل هذه القيود خاصة في المناسبات الدينية يعكس فشلها في التحكم بإرادة الفلسطينيين، مشيرا إلى أن الإسرائيليين "يخافون مصلين عزلا ويحاولون السيطرة على الشكوك التي تنتابهم بطريقة عسكرية".

ولفت الحسيني إلى أن إسرائيل لا تمنع فقط فلسطينيي الضفة من دخول الأقصى، بل لا تسمح للمقدسيين أنفسهم ممن لا تنطبق عليهم الشروط -وخاصة العمر- من دخول المسجد.

وتوقع في حديثه للجزيرة نت أن تزيد إسرائيل من تشديدها على دخول المصلين خلال هذه الأيام، مما قد يعني "تراجعا في أعداد المصلين وخاصة من الضفة، مما يعد اعتداء سافرا على حرية العبادة".

المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا