728

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

جدة: وصف مؤسس بنك جيرامين أول بنك للفقراء البروفيسور محمد يونس تجربة إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بالإنجاز التاريخي الذي يحمل تصورا جديدا للتعليم والمستقبل , وعدها تجربة فريدة من نوعها تجمع طلابا وطالبات متميزين من مختلف الثقافات والأعراق من أكثر من 70 دولة بهدف الاكتشاف والإبداع في أكثر من 11 مجال علمي وبحثي يتم تدريسها.

وقال يونس , الذي قام بزيارة جامعة الملك عبدالله في ثول مع بداية السنة الأكاديمية الأولى بها, " إن نظام التعليم في جامعة الملك عبدالله سينعكس إقليميا ومحليا على مجال التعليم في دول العالم , وأنها المكان الأنسب لصنع عالم جديد متطور واستحضار أفكار متفردة " , مضيفا " إن خطوة إنشاء جامعة على منوال جامعة الملك عبدالله للدراسات البحثية في مجالات العلوم والتقنية , تعكس كل ما تصوره المعرفة والاكتشاف للإسهام في تحسين أوضاعنا العالمية وصورة المستقبل ".

وأكد يونس أن العالم بحاجة ماسة إلى المزيد من الدراسات والبحوث والابتكارات في مجالات التقنية والعلوم الحيوية مع ما يشهده العالم من ظروف وأوضاع اقتصادية واجتماعية وبيئية وقضايا ذات أهمية وصلة باحتياجات سكان العالم .. مشيرا إلى أن تطبيق مزيد من الدراسات والأنماط البحثية والتطبيقية في مختلف مناحي الحياة العلمية تسهم في وضع حلول للعديد من القضايا الإنسانية العالمية , كما قد تخفض من معدلات الاستهلاك السكانية العالمية للمنتجات والغذاء , لاسيما في مجالات الصناعة والزراعة والبيئة , مما يسهم في خفض معدلات الفقر وسوء التغذية والتصحر وانخفاض مناسيب المياه عالميا.

ولفت البروفيسور محمد يونس إلى أن ذلك لن يتحقق سوى من خلال تدريب وتعليم كفاءات ومواهب من طلاب متميزين وقادرين على الاكتشاف والابتكار وإيجاد تقنيات حديثة ومبتكرة تسهم في خدمة العالم والإنسانية.. وقال " إن القضايا والمشكلات العالمية الضخمة تكمن في حلول ومبتكرات بسيطة " ، مؤكدا أن العزلة عن العالم أو البحث عن حلول ضخمة لا تؤدي الأهداف المنشودة لأي مجتمع أو دولة.

ونصح يونس - الذي بدأ رحلة نجاحه والحصول على جائزة نوبل بعد أن أنشأ بنكا لإقراض الفقراء برأس مال 27 دولارا - طلاب العلم والباحثين بالتركيز على الأفكار البسيطة وعدم القفز إلى تطبيق الأفكار الضخمة. مبينا أن الأفكار الصغيرة تصنع فارقا كبيرا في العالم.

وقال " إن إيجاد حلول فاعلة للقضايا والمشكلات العالمية تأتي من المبتكرات البسيطة وإن اجتماع تلك الأفكار هي ما يصنع التطور والحلول العالمية الضخمة التي يواجهها العالم حاليا ".

من جهة أخرى, انتقد محمد يونس أنظمة التعليم في العالم مشيرا إلى أن أغلبها ما زال يعتمد على مناهج تقليدية وتنظيرية أو تلقينية بحتة , لا يرتقي أغلبها إلى التوجيه العلمي والتطبيقي الذي يتواءم مع أساليب الحياة واحتياجاتنا الأساسية, مما يبطئ من تطور التعليم في كثير من دول العالم.

وأشار إلى أن أي نظام تعليمي لابد أن يعتمد على التوجيه العلمي التطبيقي الحياتي , لا أن يبتعد عنه , حتى نتمكن من حل مشاكلنا وقضايانا العالمية. مشددا على حاجة العالم إلى التعلم التفاعلي وتطبيق برامج علمية بحثية وتطبيقية لجميع المراحل التعليمية , حتى نتكمن من إيجاد حلول للمشكلات العالمية المتكاثرة من خلال تطبيقات وأفكار مبتكرة وبسيطة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا