728

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

الشيخ صباح الأحمد: لن أسمح بإثارة الفتنة الطائفية

الكويت:
طالب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد مواطنيه بتجنب الاصطفاف الطائفي والتوحد حول الوحدة الوطنية، مشددا في الوقت ذاته على أنه لن يسمح لأي كان بالعبث في النسيج الوطني الكويتي.
ويأتي خطاب أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الذي بثه التلفزيون الرسمي مساء أول من أمس في وقت تصاعدت فيه حدة التوتر الطائفي في البلاد على خلفية تعرض بعض البرامج الدينية وخطباء المساجد للطائفة الشيعية خلال شهر رمضان المبارك ما أدى إلى دخول عدد من النواب والسياسيين ورجال الدين على الخط.

وأضاف أمير البلاد في خطابه أنه متألم مما يقرأ ويسمع من «تصنيفات وتقسيمات لأبناء الوطن وإثارة للنعرات الطائفية والقبلية، وهي تصنيفات ومسميات لم نعتد عليها، ولم نكن نعرفها أو نقبل بها في وطن واحد ولا يفرق بين أبنائه».

وذكّر مواطنيه بأن «وحدتنا الوطنية هي التي جمعت أهل الكويت في أحلك الظروف والمحن، وأن الحفاظ عليها وصونها من كيد العابثين والحاقدين واجب وطني مقدس، ولن أسمح لكائن من كان بالمساس أو العبث في نسيجنا الوطني، وإذ كانت حرية القول والعمل مكفولة للجميع، فإن ذلك لا يعني سوء استخدامها والإساءة للوطن وثوابته، بل الواجب أن يكون ذلك مدعاة لتوحيد الصفوف في مواجهة كل من يريد بهذا الوطن سوءا أو تفرقة بين أبنائه وتعكيرا لصفو أمنه واستقراره».

وكرر الشيخ صباح دعوته لوسائل الإعلام المحلية بحفظ مساحة مقبولة للحرية، مع الالتزام في ممارسة دورها بحدود المسؤولية الملقاة عليها، وألا تكون أدوات ووسائل لبث الفتنة والفوضى والشقاق والصراع بين فئات المجتمع، «فالواجب يملي على وسائل إعلامنا أن تكون منارات هدى ووعي تمارس نقدها برزانة، وتبرز ما تريد إبرازه بمصداقية دون تهويل، وأن تنتقد ما تريده دون تضليل».

يذكر أن خطاب أمير الكويت خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، يعد واحدا من مناسبتين يتوجه خلالهما الأمير بالحديث للمواطنين، إلى جانب خطابه خلال افتتاح أعمال دورة البرلمان في أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام، وعادة ما يتضمن الخطابين توجيهات الأمير وملاحظاته لأداء السلطتين وأعضائهما والمؤسسات الرسمية.

وقال الشيخ صباح في خطابه «نحن بحاجة إلى كل جهد مخلص يزيد من تلاحم مجتمعنا، ويوحد صفوفنا لنكون يدا واحدة قادرة على بناء هذا الوطن الذي يزخر بالخيرات وبالأوفياء من أبنائه، فالعالم من حولنا في سباق محموم لأخذ زمام المبادرة في كل المجالات، ولابد لنا من مواكبة هذا الركب دون تقاعس أو تباطؤ».

وأوضح أن «أهم أسباب تخلف الأمم كثرة الجدل وقلة العمل»، وحرص على ضرورة استبدال «الجدل بالعمل والتفرقة بالتكاتف والخلاف بالتسامح، ولنعلم بأن العمل عبادة وبأن وطننا بحاجة إلى كل عمل دؤوب وليكن رائدنا في حب الوطن العمل المخلص والقول الصادق والإيثار الواضح لوطننا الكويت الذي لم يبخل على أبنائه بشيء».

وألمح الشيخ صباح الأحمد لما تم تناوله أخيرا في وسائل الإعلام من طغيان النفس الديني على آلية عمل وإدارة الدولة بإشارته إلى أن «طليعة المسؤوليات الملقاة على عاتق كل مواطن التزامه بدينه واعتزازه بوطنيته والتمسك بما يدعو إليه من مكارم الأخلاق والبعد عن الفتنة والفاحش من القول والعمل واحترام القوانين التي ارتضيناها لأنفسنا وشرعناها لحفظ الحقوق وبيان الواجبات وتنظيم شؤون المواطنين والتي علينا الالتزام بها وتطبيقها على الجميع ومنها أيضا احترام ما ورثناه من قيم وتقاليد داعية للفضائل والتراحم والتواصل ووحدة الصف ونبذ الخلافات».

واختتم الشيخ صباح حديثه باستذكار أخيه الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد والأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله، مبتهلا إلى المولى أن يتغمدهما بواسع رحمته، وأن يسكنهما فسيح جناته، وأن يمن على عميد الأسرة الحاكمة الشيخ سالم العلي بالشفاء ويعيده إلى أرض الوطن معافى ليواصل عطاءه المعهود في خدمة الوطن العزيز وأن يتغمد شهداءنا الأبرار ويعلي درجاتهم في جنات النعيم بفضله وكرمه.

كما تقدم بالتعازي لذوي ضحايا حادث حريق الجهراء وشكر وثمن في الوقت ذاته تعازي ومواساة إخواننا وأصدقائنا قادة الدول الشقيقة والصديقة الذين قدموا تعازيهم بهذا الحادث المفجع وتعاطفهم معنا، مبتهلين إلى المولى تعالى في هذا الشهر الكريم أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ويلهم ذويهم جميل الصبر وحسن العزاء وأن يمن على المصابين بسرعة الشفاء والعافية.

ومن جهته اعتبر رئيس البرلمان جاسم الخرافي كلمة أمير البلاد «محل تقدير ولها مكانة مميزة، ويجب على الجميع العمل على تحقيق رغبات سموه وتطلعاته وأمنياته».

وتمنى الخرافي في تصريح للصحافيين أمس «من الجميع تحقيق طموحات الشيخ صباح الأحمد في استقرار البلاد وتنميتها والمحافظة على أمن الوطن ووحدته، لا سيما في هذه الظروف المحيطة بالكويت».

أما جمعية الصحافيين الكويتية فرأت إشارة الأمير في كلمته إلى الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام فيما يتعلق بالملف الطائفي بأنها تدفع إلى التحذير من خطورة تجاوز حرية الرأي المسؤولة، التي يشكل الالتزام بها أهم عناصر الحفاظ على الدور الإيجابي والمفترض لأي وسيلة إعلام.

وأعربت في بيان أصدرته أمس عن قلقها على مستقبل الحريات الصحافية إذا استمرت بعض وسائل الإعلام في الممارسة الخاطئة للحرية واستخدام الإعلام كوسيلة تصفية حسابات شخصية، والإساءة والتجريح وإثارة الفتن وعدم الالتزام بالحرية المسؤولة.

وأضافت أن ما تطرق إليه أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أتى معبرا عن حرصه الشديد على الدور الوطني للإعلام الكويتي، وعدم رغبته في انحراف بعض وسائل الإعلام عن الخط الوطني واتباع أساليب الإثارة والإساءة إلى الآخرين وبث الفتنة بين أفراد المجتمع الكويتي.

ودعت الجمعية، وهي مؤسسة النفع العام الوحيدة المعنية بالإعلام والصحافة، جميع القائمين على وسائل الإعلام المختلفة بالالتزام بدعوة الأمير وترجمتها إلى واقع وأفعال تدل فعلا على أن وسائل الإعلام الكويتية تشكل رافدا مهما ورئيسيا لدعم الوحدة الوطنية وتلاحم الشعب الكويتي، والتصدي لكل ما من شأنه إثارة الفتنة والفرقة بين أفراد المجتمع، بعد أن ترجمت كلمة سمو الأمير واقعا أليما نعيشه ونعاني من نتائجه وإفرازاته ونتحمل جميعنا مسئوليته ومسؤولية التصدي والعمل على الإصلاح والتغيير والحفاظ على هذا الوطن ومستقبله وأمنه واستقراره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا