728

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

عكا: شاب مسحراتي مسيحي يحظى بترحيب المسلمين

إيلاف من عكا : في كل ليلة من ليالي رمضان المباركة، وقبل بزوغ نور الفجر، يقوم شاب مسيحي عربي بارتداء ملابس عربية تراثية وحمل طبلته وأداء دور المسحراتي في قريته المكر في منطقة عكا، ليوقظ المسلمين لتناول سحورهم. وفي حديث لـ"العربية.نت" ، قال الشاب ميشيل أيوب (32) عاما ، إنه "يقوم بهذه الطقوس منذ ثلاث سنوات، وإن كونه مسيحيا لا يمنعه من أن يكون مسحراتيا، خاصة في قرية تنعم بالمحبة والتآخي والتسامح بين المسلمين والمسيحيين، وعلاقات الاحترام المتبادل، بحيث لا يميز المرء بين المسيحي والمسلم".

وأضاف أيوب أن هذا العمل يهدف إلى خلق أجواء رمضانية جميلة في القرية، والى إدخال البهجة والسرور على الكبار والصغار من مسلمين ومسيحيين، كما يعيد إحياء بعض الطقوس المستمدة من التراث،في زمن ترك فيه الناس الكثير من تراثهم الجميل وراءهم.

ومضى أيوب يقول: "رغم كوني مسيحيا،كنت أشعر دائما أن هذا الشهر الفضيل له احترامه ومكانته وأنه يضفي على قريتي أجواء خاصة،ولكني كنت اشعر أيضا أن هنالك شيئا ينقص هذه الأجواء وأن المسحراتي مفقود،فقررت أن أحييه خاصة أن الله منحني الموهبة والصوت الجميل. وسبق أن أعجبني دور المسحراتي في المسلسلات، وكان هذا مصدر إلهام لي، فكانت انطلاقتي التي لاقت ردود فعل ايجابية وجميلة لدى أبناء القرية،وسعادتي في هذا العمل لا توصف".

وأضاف:"هناك من الناس من يخبرونني بأنهم سعداء بالمسحراتي وأني أعدتهم عشرات السنين إلى الوراء،إلى فترة طفولتهم وشبابهم ويستقبلونني ببسمة كبيرة وهذا بحد ذاته يفرحني،والسعادة لا تقتصر على الكبار ولكن أيضا على الأطفال الصغار ".

وقال أيوب إنه، رغم دأبه على إيقاظ الناس للسحور إلا أنه لا يصوم لأن ديانته لا تفرض عليه الصيام لكنه يحترم رمضان والصائمين.

وأوضح أن الكلمات التي يشدو بها المسحراتي يجب أن تكون ذات قيمة ومعنى ومنتقاة بعناية وتضفي أجواء دينية،وهذا أمر يدأب عليه. وقال إنه يستقي بعض العبارات من مصادر مختلفة، في حين يقوم هو بتطوير عبارات أخرى.

ومن بين هذه العبارات "بسم الله ابتدينا وعلى الأنبياء صلينا"،"اصح يا نايم اصح يا غفلان، قوم واصح وسبح الرحمن"، "طبلة على طبلة وقالوا بالأمثال، وأنا صنعتي في البلد جوال"، وعبارات أخرى فيها موعظة للناس وتحثهم على الخير والمحبة.

وينوي أيوب أن يطور الطقوس التي يقوم بها في رمضان القادم،لتتضمن أيضا تنظيم مجموعات تقوم بارتداء لباس من التراث وتجوب أرجاء القرية وتزور بيوت الناس.

يذكر أن جهات إسلامية في القرية قامت بتكريم أيوب على دوره في رمضان الماضي، من خلال حفل أعربت فيه عن شكرها وامتنانها له وحثته على المتابعة في دور المسحراتي وخلق أجواء جميلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا