728

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

نيوزويك: على فياض الحذر من الاستبداد



فياض: التقارب مع حماس غير واقعي على المدى القريب (الفرنسية)

قالت مجلة نيوزويك إن على رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الذي يحظى بقبول كبير في الأوساط الغربية بوصفه تكنوقراطيا واقعيا أن يحذر من التحول إلى النمط المعهود لحاكم الشرق الأوسط المستبد, في إشارة منها إلى تعامله الفج مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

فالشرق الأوسط, حسب تقرير مراسل المجلة كفين برينو الذي أعده حول فياض, يعج بالرجال الذين يسعون لفرض النظام، ولم يخل من تلك الظاهرة منذ عصر الفراعنة على أقل تقدير.

غير أن نهج رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي البالغ من العمر 57 عاما، مختلف ربما لأنه جلب أسلوبه من الولايات المتحدة الأميركية، حيث درس في جامعة تكساس, وعمل بعد ذلك في صندوق النقد الدولي.

ويصف رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وهو مبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط سلام فياض بأنه "شجاع وذكي ومهني من الدرجة الأولى", بل إن انبهار الغربيين بفياض وصل حد الحديث عن أن "النهج الفياضي" أنموذج يجدر بالحكام العرب حسب الصحفي المعروف بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية توماس فريدمان، أن يتبعوه.

وهناك إشادة بين الغربيين بتمكن فياض من خفض مستوى الجريمة والخروج على القانون في مناطق الضفة الغربية الساخنة كنابلس وجنين.

"
التقارب مع هذه الحركة غير واقعي على المدى القريب
"
فياض
إزاحة حماس
ويبرز برينو أن الإجراءات القمعية التي اتبعها فياض في مواجهة حماس جعلت كل مظاهر هذه الحركة تغيب –تقريبا- من شارع الضفة الغربية.

فقد نفذت القوات التابعة له سلسلة من

عمليات المداهمة العنيفة اعتقلت بموجبها حوالي 8000 شخص لا يزال 700 منهم يقبعون في السجن, ويتحدث المفرج عنهم عن تعرضهم للضرب وأصناف التعذيب.

وتتهم حكومة فياض بممارسة الاعتقال السياسي بحق إسلاميي الضفة الغربية, إذ يقول أحد ناشطي حقوق الإنسان الفلسطينيين بالضفة الغربية, مشترطا عدم ذكر اسمه مخافة أن يتهم بعدم موالاة فياض إن "الضفة تحولت من منطقة تنتشر بها الفوضى إلى دولة بوليسية".

وحذر برينو من أن عمليات التمشيط الأمني التي تقوم بها قوات فياض بالضفة الغربية تهدد بتقويض جهود المصالحة بين الضفة الغربية وغزة.

ويبرز أن بعض المقربين من رئيس الوزراء الفلسطيني ما فتئوا يحذرونه في لقاءاتهم الخاصة من مغبة الاستمرار في التعامل بقبضة من حديد مع عناصر حماس, محذرين من تسبب الممارسات القمعية في تقويض شرعيته.

لكن سلام فياض

حسب برينو- بدلا من ذلك يتبجح بأنه اختار الحل الأمني في التعامل مع حماس, أولا عندما اختار البدء بكبح جماح كتائب شهداء الأقصى بنابلس قبل غيرها من المدن الصغيرة كأريحا, وثانيا عندما أمر بتصفية عدد من مسلحي حماس تمترسوا داخل بيت قريب من مدينة قلقيلية في مايو/أيار الماضي.

"
فياض يحتفظ بعلاقات ودية مع كثير من الإسرائيليين, فقد ظهر ذات مرة وهو يجلس في حفل زفاف بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون وهما يتبادلان أطراف الحديث بحميمية
"
رسالة واضحة
ورغم أن المراسل ينقل عن خبراء أمنيين, بينهم ضابط مقرب من فياض, كان قد تحدث معهم بعيد العملية المذكورة, إجماعهم على انتقاد الطريقة التي تمت بها عملية قلقيلية, فإنه ينقل عن فياض قوله إنه يعتبر تلك العملية رسالة واضحة لحماس وإنه "ليس آسفا عليها على الإطلاق".

ويؤكد برينو أن حماس لا تزال تحظى بتعاطف واسع بين الفلسطينيين, بمن فيهم مؤيدي حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) فهناك إعجاب في الشارع الفلسطيني بروح المقاومة التي تتحلى بها حماس وكذا بشبكة الخدمات الاجتماعية التي تديرها.

ويتهم نشطاء في حقوق الإنسان أجهزة أمن فياض بممارسة الاعتقالات التعسفية على نطاق واسع, كما يكشفون أن تلك الأجهزة أقدمت على "تطهير" المؤسسات المدنية الفلسطينية من كل من يتهمون بالانتساب لحماس, وأنهم طردوا أكثر من 400 مدرس بالضفة الغربية منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بسبب علاقتهم مع حماس.

من ناحية أخرى يقول المراسل إن سلام فياض يتحدث كل ليلة تقريبا مع زميلته القديمة السياسية والناشطة في حقوق الإنسان حنان عشراوي.

وينقل عن عشراوي تعبيرها عن قلقها من التجاوزات التي تقوم بها أجهزة أمن فياض قائلة "أنا على يقين من أن من يحمل السلاح وهو من حماس معرض للاعتقال أكثر من حامل السلاح من فتح".

وتقول إن على فياض أن لا يترك الحبل على الغارب لقادة أجهزته الأمنية, وتشير إلى أنها نصحته بذلك في ظل التجاوزات التي تذكر أن بعضها كان بالإمكان تفاديه مثل إغلاق مكتب قناة الجزيرة برام الله بعد بثه تقريرا خلا من مجاملة بعض قادة فتح.

ولا يبدو أن سلام فياض سيكون متحمسا للتعامل مع حماس في الوقت القريب, فهو يصر على أن التقارب مع هذه الحركة غير واقعي على المدى القريب, وذلك رغم أن كثيرا من الفلسطينيين والدبلوماسيين الأجانب المطلعين يرون عكس ذلك.

لكنه في المقابل يحتفظ بعلاقات ودية مع كثير من الإسرائيليين, فقد ظهر ذات مرة وهو يجلس في حفل زفاف بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون وهما يتبادلان أطراف الحديث بحميمية.
المصدر: نيوزويك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا