728

الخميس، 24 سبتمبر 2009

أجواء السياسة بلبنان تتلبد من جديد



المحللون السياسيون يستبعدون أن تتكرر في لبنان أحداث مايو/أيار 2008 (الفرنسية-أرشيف)

أواب المصري-بيروت

اعتاد اللبنانيون أن تطلق الأطراف السياسية في البلاد العنان لأسلحتها في الشوارع كلما وصلت أمور السياسة إلى الباب المسدود وضاق الخناق على الحوار والتفاهمات على طاولة المفاوضات.

فالسلاح في لبنان أثبت في مرات عديدة أنه وسيلة لإحداث خرق في جدار الحوار السياسي، حتى لو وصل الأمر بالفرقاء أحيانا إلى الوقوف على حافة الانفلات الأمني.

وقد أمضى اللبنانيون أيام عيد الفطر متخوفين من وقوع توترات أمنية في الشارع انعكاسا للأزمة السياسية التي أطلت على البلاد من جديد بسبب عدم الاتفاق على تشكيلة الحكومة التي لم يفلح رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري بإيجاد توافق بشأنها.

وعزز هذه المخاوف –حسب المراقبين- عاملان، أحدهما تصريحات لبعض السياسيين تحمل في طياتها "شحنا مذهبيا وخطابا متوترا"، والثاني تلبد الأجواء الإقليمية وعودة البرود للعلاقات السورية السعودية.

مبالغة في التخويف
ويؤمن كثير من اللبنانيين بأن التعثر في تشكيل الحكومة هو إحدى نتائج غياب اتفاق سعودي سوري، غير أن محللين يرون أن التوتر الأمني بات أمرا يحاول الجميع تفاديه لما له من عواقب، خاصة أن لا أحد يستطيع أن يضبط الشارع في حال انفلاته.

الكاتب والمحلل السياسي سمير منصور يرى أن اللبنانيين اعتادوا في كل مرة يتأزم فيها الوضع السياسي أن تتدهور الأمور أحيانا لتصل إلى نوع من الاحتقان والاحتكاك الطائفي.

واعتبر أن بعض السياسيين "يبالغون في التخويف" ويصلون إلى ما هو "أقرب إلى التهديد والضغط" منه إلى لفت الانتباه، مضيفا أن تحذيرات بعض السياسيين تشكل أحيانا –سواء كانوا يدرون بذلك أو لا يدرون- "شحنا وتحريضا للشارع".

وأشار -في حديث مع الجزيرة نت- إلى أن التهديد بتحريك الشارع "يتضمن احتقارا لعقول الناس، وكأن المواطن اللبناني متمترس ومستعد وينتظر الإشارة للانقضاض على أخيه المواطن".

وعلى الرغم من أن منصور لا يرى مبررا لوصول الأطراف السياسية إلى توتر أمني جديد في الشارع، لكنه لا يستبعد أن يشهد لبنان توترات محدودة تكون نتيجة لاحتكاكات فردية.

سعد الحريري لم يفلح في إيجاد توافق بشأن تشكيلته الحكومية (الجزيرة-أرشيف)
تجميع الأوراق
الكاتب والمحلل السياسي نبيل بومنصف يوافق منصور على استبعاد عودة التوتر الأمني على الشارع اللبناني، على الرغم من تزايد "التوتر الكلامي" ذي النزعات المذهبية.

ويرى بومنصف أن الظروف تغيرت وأن الأحداث التي وقعت في 7 مايو/أيار 2008 لن تتكرر، لأن ذلك لو حدث "سيكون أخطر مما حصل في السابق"، معتبرا أن "توازن الردع القائم بين المتخاصمين كفيل بمنع حصوله".

وأضاف أنه على الرغم من حدة التأزيم السياسية القائمة، ومع أنه لن يتم الاتفاق قريبا على التشكيلة الحكومية، لكن ذلك لا يعني أن لأحد الأطراف مصلحة في حصول توتر مذهبي أو طائفي، معتبرا أن هذا لا يشمل القوى اللبنانية فقط، بل أيضا الأطراف الإقليمية المعنية بالملف اللبناني.

وأشار بومنصف في حديث للجزيرة نت إلى أن لبنان يشهد عملية تجميع أوراق دولية، في ظل غياب أي استحقاق داهم يخشى من أن ينعكس أمنيا في البلاد، متوقعا أن تطول الأزمة الحكومية، و"لكن ليس معنى ذلك أن الأمور متجهة إلى تفجير".

وقال "نحن نشهد توازنا في القوى داخليا وإقليميا، وكل محور يواجهه آخر، وهذا التوازن لا يسمح لأحد بقلب الطاولة على الآخرين دون أن يطاله ذلك".

المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا