نقل مراسل الجزيرة في أفغانستان عن مصادر في حركة طالبان قولها إن مقاتلي الحركة انسحبوا من مديرية كامديش في ولاية نورستان شرق أفغانستان بسبب ضراوة القصف الجوي الذي تتعرض له المنطقة من قبل طائرات التحالف الدولي.
يأتي ذلك بعد أن قتلت طالبان خلال الهجوم ثمانية أميركيين وجنديين أفغانيين حسب مصادر رسمية، غير أن طالبان تقول إنها قتلت 14 جنديا أميركيا وأردت 25 شرطيا ومسؤولا محليا قتلى من بينهم قائد شرطة كامديش.
وقد أقر الجيش الأميركي اليوم بأن ثمانية من جنوده قتلوا أمس السبت في معركة شرقي أفغانستان قرب الحدود مع باكستان خلال هجوم "مركب" شنه مسلحون من طالبان.
وقالت المتحدثة باسم الجيش الأميركي النقيبة إليزابيث ماثياس إن الهجوم وقع السبت في منطقة نائية بولاية نورستان، وإن القتال احتدم بعد الهجوم الذي قتل فيه كذلك جنديان أفغانيان.
وذكرت قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن هجمات أمس شنها مسلحون من قرية مجاورة على موقعين مشتركين لقوات الناتو والقوات الأفغانية.
وأوضح العقيد راندي جورج قائد القوات الأميركية بتلك المنطقة الجبلية التي وقع فيها القتال، أن الهجوم كان "مركبا في منطقة صعبة"، مضيفا أن "الخطط التي سبق أن أعلنتها قوات التحالف لترك المنطقة في إطار إعادة تنظيم أوسع لحماية عدد أكبر من السكان ما زالت كما هي دون تغيير".
وكانت القوات الأميركية أعلنت خططا للانسحاب من تلك المنطقة النائية في إطار إستراتيجية قائد القوات الأميركية بأفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال لتركيز قواته على المراكز السكانية.
وأشار مراسل الجزيرة في كابل أحمد بركات إلى أن المنطقة التي وقع بها الهجوم تضم عدة جماعات مسلحة تقاتل الجيش الأميركي الذي يواجه صعوبات في تلك المنطقة.
"
المتحدث باسم الحزب الإسلامي في أفغانستان: المجاهدون في نورستان يسيطرون على كل الطرق ولم يبق أمام قوات التحالف سوى الجو لإيصال الإمدادات لجنودها هناك
" |
تحركات وتخرج
وقد رصد مراسل الجزيرة تحركات لمقاتلي الحزب الإسلامي في جبال نورستان، ونقل عن المتحدث باسم الحزب زبير الصيدقي أن "المجاهدين في المنطقة باتوا يسيطرون على كل الطرق" وأنه لم يبق أمام قوات التحالف سوى الجو لإيصال الإمدادات لجنودها هناك.
وفي ولاية كونار المجاورة حصلت الجزيرة على صور لآليات عسكرية أميركية تم تدميرها في عمليات مسلحة نفذها مقاتلو طالبان.
وتزامنا مع القتال في شرق البلاد شهدت العاصمة كابل حفل تخريج العشرات من الأطباء والفنيين العسكريين بحضور مسؤولين من الجيش الأفغاني والقوات الأميركية.
تحذيرات ومخاوف
وفي ظل تلك الأوضاع، حذر القائد الجديد للجيش البريطاني الجنرال ديفد ريتشاردس من "المشهد المروع" لهزيمة القوات الدولية في أفغانستان، مبديا دعمه لتعزيز القوات العسكرية هناك.
وقال لصحيفة صنداي تلغراف إن المخاطر بالنسبة للغرب ستكون "هائلة" إذا لم ينجح الناتو في تثبيت الاستقرار بأفغانستان، مؤكدا أن هزيمة التحالف الدولي سيكون لها "تأثير مسموم" لدى من وصفهم بالنشطاء الإسلاميين في كل مكان.
واعتبر ريتشاردس أن إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان سيحقق لتحالف الناتو بداية الفوز في "الحرب النفسية" ريثما ينخفض مستوى الخسائر.
وكان الجنرال ماكريستال طالب مؤخرا بزيادة أربعين ألف جندي بأفغانستان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك على الخبر