728

الاثنين، 5 أكتوبر 2009

والدة أصغر أسير بالعالم تروي قصتها



الزق وطفلها يوسف الذي كان قبل تحريره أصغر أسير بالعالم (الجزيرة نت)

ضياء الكحلوت-غزة
قالت الأسيرة الفلسطينية المحررة فاطمة الزق إن الفرحة بالإفراج كانت كبيرة لدى الأسيرات، لكنهن شعرن بغصة عندما علمن أن الإفراج سيتم فقط عن 20 أسيرة من أصل نحو 50 معتقلة في السجون الإسرائيلية.
وأطلق سراح الزق وطفلها يوسف أصغر أسير في العالم (عام وثمانية أشهر) من قطاع غزة مع 18 أخريات من الضفة الغربية يوم الجمعة، ولحقت بها ابنة شقيقها روضة حبيب يوم الأحد في صفقة تبادل جزئية بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل تمت مقابل شريط فيديو لجنديها الأسير جلعاد شاليط.
وأضافت فاطمة (40 عاماً) في مقابلة مع الجزيرة نت "كدنا نطير من الفرح لكننا شعرنا بحسرة تجاه الباقيات في الأسر، رغم أننا على يقين بأن الصفقة الكبرى –إن شاء الله- ستضمهن".
وعن تجربة الاعتقال، قالت أم محمود "خضت هذه المرحلة بكل قوة وصبر وثبات، كنت أرفض الطعام ولا أريد أن أخبرهم أني مضربة عنه، حيرت العدو معي خلال التحقيق، كنت أستعين بالصبر والصلاة والدعاء على السجانين".
محمود الزق يحمل شقيقه يوسف (الجزيرة نت)
حمل وميلاد

وعن الحمل في السجن وتجربته، قالت الزق "عندما أخبروني بالحمل بعد الفحص الطبي، حزنت لأني لم أكن في بيتي ليشاركني أبنائي وزوجي هذه المناسبة".
ولكنها أضافت "شعرت بأن ذلك امتحان من الله لأصبر، والحمد لله تخطينا المرحلة بسلام رغم كل المنغصات والمحاولات الإسرائيلية لإجهاض الجنين"، مذكرة بأن السجانين كانوا يعطونها أدوية لا تحتاجها وهي لا تستخدمها وعلمت لاحقاً أنها للإجهاض.
وتابعت أم محمود "حين جاء المخاض، كانت معاملة الطبيبة والطاقم الطبي سيئة جدا، تعاملوا معي كإرهابية"، كما كشفت عن تخوفها من قتل طفلها بعد ميلاده.
وعن تسميته يوسف، ذكرت فاطمة أن قصة سيدنا يوسف عليه السلام لم تفارقها في سجنها، لذلك قررت تسميته يوسف.
وأشارت إلى أن "يوسف الصغير كان يخفف عن جميع الأسيرات عذابات السجان.. كان يملأ علينا زنازيننا، كان يسعد بضحكاته جميع الأسيرات المعذبات المقهورات، وكلما أردن الهروب من الوضع الصعب الذي يعشنه كن يلعبن مع يوسف وكن حنونات جدا عليه".
إحدى قريبات الزق تحمل يوسف
بجوار صورة له مع أمه (الجزيرة نت)
وضع صعب

وأضافت الزق "كانت كل حياتي ليوسف حتى لا يصاب بأي أذى وأعوضه عن كل النواقص بمساعدة الأسيرات أيضاً".
وبينت أن المعاناة الصحية كانت الخطر الأكبر على الأسيرات قائلة إن هناك نساء كبيرات في السن مصابات بأمراض عديدة وأوضاعهن الصحية سيئة للغاية، يحتجن للأدوية ولا يقدم لهن سوى المسكنات.
وذكرت الزق بأن الأسيرة رجاء الغول (40 عام) من مخيم جنين والمعتقلة إدارياً تعاني من ضيق في شرايين القلب، ولا تزال في الاعتقال ولا تجد الرعاية الصحية الحقيقية من الإسرائيليين.
ونبهت إلى أن الأسيرات كن يمثلن وحدة وطنية رائعة وقالت "أملنا أن تتحول إلى وحدة حقيقية في الخارج، فكلنا لفلسطين وفلسطين لنا وتتسع للجميع".
استقبال مفاجئ
وأضافت أم محمود "لم أتوقع كل ما جرى على معبر بيت حانون حين عودتي، فوجئت بوجود عشرات من وسائل الإعلام والآلاف من المواطنين على معبر بيت حانون في انتظاري، حينها شعرت بفرحة كبيرة وأملت أن تشعر كل الأسيرات وأن يشعر كل الأسرى بما شعرت به".
ووجهت الأسيرة المحررة فاطمة الزق "كل الشكر والإجلال والإكبار للمجاهدين في حركة حماس وكتائب عز الدين القسام وآسري الجندي جلعاد شاليط الذين رسموا بسمة كبيرة على شفاه الشعب الفلسطيني في عملية التبادل الجزئية".
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا